كم قاسية قلوب العرب .. يا غزة؟


كم قاسية تلك القلوب العربية يا ... غزة؟. وكم قاس علينا أن ننتقد ذاتنا؟ ونعترف أننا أصبحنا عاجزين غير آبهين بكلمات العزة والشجاعة والمروءة التي كانت تحفل بها قواميسنا، لا بل سحقت تلك من قصائد الشعراء و كتابات الأدباء والباحثين والمؤرخين، فاكتفوا بلجم رؤوس أقلامهم؛ لأنه يعزّ عليهم أن يرصدوا تلك المرحلة الهزيلة، والهزلية التي تمرّ فيها الأمة العربية في سجلاتهم، ويعز عليهم أن تخلد عبارات الخذلان والجبن والهزيمة في ثنايا كتاباتهم.

وكم يؤلمنا أن تصبح العروبة كلمة فضفافه لا معنى لها؟، سوى أنها مادة إعلامية يتناولوها الساسة في مؤتمراتهم الموسمية، والحزبيون في مقاراتهم الرسمية، والشعراء في قصائدهم الشعرية، حتى باتت عبارة عن كلمة يتغزل بها الشباب عندما يتوجّدون على أمة تراخت فيها العزيمة، وتندّرت فيها الشجاعة، وقلّ فيها العطاء وضاق فيها الانتماء.

في الأمس تعرض قطاع "غزة" لوابل من الصواريخ المدمّرة التي هزّت أركان المكان، وتناثرت في ترابه الأشلاء، وهدّمت البيوت على ساكنيها،وقتلت عوائل بكاملها من قبل محتل غادر مازال يمارس جرائمه بكافة الوسائل الحربية بدون أيّ صوت عربيّ أو آلة حربية تتصدى لذلك المحتل الذي اغتصب أرضنا، ومازال يمارس شتى الفنون القتالية على أبناءنا في قطاع غزة، الذين يدركون أن العروبة لم تعدوا سوى مادة تدرّس في المساقات الجامعية، ويستعان بها في المؤتمرات الصحفية.

وكم يحزننا أن نشاهد المقاهي العربية تمتلئ على بكرة أبيها من شبابنا العربيّ؟؛ وهم يتعالون الصيحات والأهازيج على متابعة الفرق المونديالية، ويحرصون على البقاء لفترات طويلة فيها من أجل الحضور والتحليل والمراهنة لما يدور في أرض الملعب، بينما قطاع غزة يزّف جيلا رائعا من الشباب الشهداء إلى جنات الخلدّ - بإذن الله - بعدما تلقوا وابلا من رصاص العدو الغاشم.

أيّ قسوة تلك التي تحيط في عروقنا؟ ونحن نشاهد شهيد الفجر( أبو خضر) يحرق أمام عيوننا وتتناثر أشلاءه في قدس الأقداس من قبل المتطرفين اليهود، ونحن لا نحرك ساكنا سوى عبارات التنديد والأسف والتعقل والجلوس على الطاولة ومازالت الحكاية مستمرة يا غزة..........



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات