هل تذكرون رأفت الهجان .. ؟


من منا لا يعرف رأفت الهجان, فقد عرفناه جيدا من خلال الكتب التي ألفت عنه , والمسلسلات والأفلام السينمائية التي أنتجت وبثت عن حياته وبطولاته في إسرائيل, وشاهدها الملايين من الناس, بل لا زالت بعض الفضائيات إلى حد قريب تعيد بث هذه المسلسل البطولي. وعلى الرغم من المعلومات التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام, والمنسوبة إلى هيكل, والتي يشكك ويقلل فيها من صحة هذه المعلومات المتعلقة بجواسيس مصر في إسرائيل, إلا أننا سنحسن الظن بالمعلومات القديمة والمتداولة..

فرأفت الهجان ولمن لا يعرف. هو مصري جندته المخابرات المصرية ودربته, بعد أن كان أحد أصحاب السوابق في النصب والاحتيال, فاستغلت احترافه و ذكاؤه الشديد, في خدمة بلده ووطنه, وأرسلته إلى إسرائيل على أنه يهودي مهاجر وعائد إلى الوطن؟! واستطاع أن ينجح, ويحقق انجازات في مرحلة حساسة تمر بها منطقتنا العربية في ظل المواجهة والصراع ,و في ظل الحروب التي عاشتها المنطقة العربية و التي ما زال بعضها يحمل علامات استفهام كبيرة ,قام رأفت الهجان بتزويد المخابرات المصرية بمعلومات دقيقة وقيمة طيلة فترة عمله؛ منها ما يتعلق بالعدوان الثلاثي على مصر وحرب 67 وموعدها التقريبي والأهداف المتوقع ضربها ( ومنها المطارات), وكذلك زودهم بالمخطط التفصيلي لخط بارليف بعد احتلال إسرائيل لسيناء المصرية .والغريب في الأمر (حسب ما شاهدناه وتابعناه في مسلسل رأفت الهجان )أن الدولة المصرية آنذاك لم تأخذ الكثير من هذه المعلومات على محمل الجد, أو لأسباب أخرى لا نعرفها؟! ومنها حرب 67 , وهو ما يثير التساؤلات الكثيرة؟!

وقد خطر لي أن أبدأ كتابة المقال عن رأفت الهجان (والذي نعتز به) والذي يعد بالفعل بطلا عربيا يذكر في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي , وجانب مضيء من حياة الأمة والتي ربما تكون (هذه المرحلة) قد ولت عند العرب إلى غير رجعة. فلم يعد هناك حاجة إلى الدور المخابراتي في الصراع ,فنحن أوفياء للعهود والمعاهدات فلا نخرقها ولو قيد أنملة . أعود وأقول إن ما ذكرني بهذا البطل العربي المصري؛ هو الطرف الآخر من الصراع وهي إسرائيل, والتي ما فتأت, وما استكانت ,وما توقفت يوما عن تجنيد الجواسيس والعملاء في البلاد العربية, سواء كانوا من أبناء جلدتنا ,أو يهود تم تعريبهم لهذه الغاية كما هو الحال بالنسبة لرأفت الهجان الذي تم( تهويده) ليتمكن من أداء واجبه . فتطالعنا وسائل الإعلام بين الحين والآخر عن تفكيك شبكة هنا وشبكة هناك وإلقاء القبض على جاسوس هنا وجاسوس هناك, ففي فضائية الجزيرة, وقبل أيام, ورد خبر وعلى لسان أحد المسؤولين في ذلك البلد مفاده أنه تم تفكيك خمس عشرة شبكة تجسس!!؟ وإلقاء القبض على 35 عميلا !؟ يعملون لصالح إسرائيل. تصور أخي القارئ الكريم, خلال أيام فقط؟! وفي دولة عربية واحدة؟!

والسؤال هنا ,لو أرادت إسرائيل أن تحول بطولات هؤلاء الموجدين حاليا, أو كانوا, أو ما زالوا, وعلى مدار تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي؛ أن تحول بطولاتهم كما فعلت مصر مع رأفت الهجان إلى مؤلفات, أو مسلسلات, أو أفلام سينمائية, فكم سيكون عدد أبطالهم وعملائهم, وهل المفاجأة ستكمن في العدد ؟أم في النوع؟ أم في كلاهما معا ؟!

يبقى الجواب في علم الله أولا,ثم في ملفات الموساد الإسرائيلي.

rawwad2010@yahoo.com



تعليقات القراء

سلام
كن متأكدا أستاذي أن المفاجأة ..لا بل الصدمة ، ستكون في كليهما (العدد و النوع ) .... خاصة في زمن أصبحت الثروة المادية فيه هي الهدف الأسمى و الأعظم ....
و في النهاية أود أن أهنئك أستاذي على الأسلوب الجديد ، الجميل ، المتميز( كما عهدناه ) .
أمنياتي لك بالتوفيق
08-08-2009 12:20 AM
ابومهند
شخصية مثالية يعتز بها كل انسان يعتز بعروبتة واسلامة بمثل هذا البطل ولكن هل امهات العرب والمسلمين اصبحن عاجزات عن انجاب مثل ذلك الشخصية فلم لاتكرر هذة الشخصية في العالم العربي بالرغم من ان الطرف كل يوم تطالعنا الفضائيات عن اغتياله لشخصية معادية لهم او الطيران الاف الكيلومترات لتفجير مصنع او مفاعل او استهداف شخصيات قيادية في وضح النهار او عن اسقاط مجموعات من الاشخاصتعمل لصالحهم او عن انشاءما يسمى بالوحدات المستعربة مثل ما بثت قبل فترة فضائية الحوار عن الوحدات المستعربة وعملها بين المصلين في المساجد فنوهم بانهم كلهم ابطل وللاسف ،فنحن بحاجة لبطل جديدلنكتب ونشاهد مسلسلات وافلام جديدة
09-08-2009 07:27 PM
معجب
أهنئك على هذا المقال الرائع واعتبره من افضل مقالاتك
والى الامام يا ابو الحارث
20-08-2009 02:24 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات