الحارة وأبوابها


نعم إنها مهزلة وليست أي مهزلة ، فقد نجحت الفضائيات الساقطة بإشغال الناس والسيطرة على عقولهم وقلوبهم في هذا الشهر الفضيل، ألا يكفي أنهم انشغلوا بالمسلسلات التركية والهندية في إفطارهم ، واليوم يعرضون لهم سلسلة جديدة أو باب جديد من أبواب الحارة الذي يفتقد للمصداقية ، لأن من يلعب فيه ادوار البطولة على انه من أبناء الثورة وانه قد ولد في أحضانها ، ويبيعنا الوطنيات ويشتري الفخر والمرجليات تجده هارب خارج بلده متنعما بين الدول الأوروبية والخليجية ، فكفى بكم استخفافا في عقول الناس.

أما الحرب الأخرى التي تستخدمها الفضائيات فهو في اختيار وقت عرض المسلسل ، فتختار وقت صلاة العشاء والتراويح لنرى أن بعض الناس قد تخلفوا عن أداء الصلاة من اجل هذا الباب ، والكارثة الأكبر هو حديث الشارع وفي المكاتب الوظيفية وعلى مقاعد الدراسة الجامعية ودواوين النساء وفي استراحة انتظار الصلاة فحديثهم يحكي عن أحداث هذا المسلسل ومجرياته ، فمرة يستهجن الناس من ( حمل خيرية رغم أن سليم البوران أصبح رجل) ومرة يفرحون ( بعودة أبو عصام وكأن القدس عادت لأهلها) ومرة يتحدثون بحزن ( على فقدان أبو بشير ) ...حتى أن الناس أصبحوا بشوق وحرارة أكثر لموعد قدوم المسلسل أكثر من فرحهم بأذان المغرب،ربما لو كان موعد المسلسل قبل أذان المغرب لانشغلت النساء به وتركت البيت دون طعام أو أنها أحرقت هذا الطعام.

فإذا أردنا أن نجعل حاراتنا وأحيائنا أفضل من هذه الحارة وأبوابها ، فنجعل في كل حارة صندوق نسميه بصندوق الحارة ليعنى بفقراء الحارة ومحتاجيها ، لأنك قد تجهل عن جار لك ربما لن يجد على إفطاره سوى التمر والماء.



تعليقات القراء

ابو مروح
لا بأس من المسلسلات الهادفة هناك كثير من الناس لايتسنى لهم الخروج من بيتهم--فالتلفزيون وسيلتهم اما ان عليهم ان لايضعوا المسلسلات في اوقات الصلاة والتراويح فهذا صحيح فانا اسرع في صلاتي احيانا كي لا يفوتني مسلسل-- وصندوق الحارة فكرة جيدة ولكن للاسف لا تتناسب مع عصرنا فلم يعد اهل الحارة يتعرفون على بعضهم ويتزاورون--وهناك اناس لا يجدون التمر فسعره في العلالي
07-07-2014 05:56 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات