جراد التسول .. يجتاح الأردن .. والحكومة تتفرج


في شهر رمضان ، ينشط جراد المتسولين ، الذي لا يترك إنسانا بحاله . حتى أن غالبية المواطنين الذين يصادفهم متسول ، يرد على طلب المتسول روح والله حالك أحسن من حالي .


هذا النوع من الجراد لا يترك مواطنا إلا واستوقفه طالبا منه زكاة صيامه . التي يحرص المسلم على إخراجها في شهر رمضان المبارك .

ولغاية الناحية الإيمانية عند كل مسلم نجد أن التسول يزدهر وينشط المتسولون في جولاتهم واختيار أماكن لهم بكل عناية وحصرية . ولا مانع عندهم إن استوقفوك مرات عديدة بنفس المكان . لان المنطقة خصصوها لهم وهناك اتفاق ( جنتل مان ) فيما بينهم أي لا احد يعتدي على منطقة الآخر .

واذكر أن وزير التنمية الاجتماعية الأخ والصديق النشمي رياض أبو كركي . اتخذ عدة قرارات هامة وشجاعة وخطيرة إبان تولية حقيبة وزارة التنمية الاجتماعية .

منها انه منع التسول الذي كان يقوم به ضعاف النفوس ضمن مسوغات دعم الجمعيات الخيرية فقرر . منع أية جمعية توعد إطلاق حملة تبرعات قبل اخذ موافقة وزارة التنمية الاجتماعية . وتحديد مدة الحملة وطباعة وصولات لنفس تلك الفترة لان بعض الجمعيات كانت تقوم بالجمع على مدار العام وبوصولات من دون تواريخ محدده .

وهذا التعميم شمل جميع الجمعيات التي رخصت من قبل الوزارة وكذلك الجمعيات المرخصة من جهات أخرى متعددة .وتقوم بجمع التبرعات ، لغاية ضبط الفوضى القائمة في جمع التبرعات وضبط عملية التسول .كون ذلك من مهام وواجبات التنمية الاجتماعية .وكونها معنية بالإنسان وكرامته .

اليوم ( طعه وقايمه ) الكل بتسول على هواه . لا حسيب ولا رقيب . الإشارات ،الأسواق ،المولات ، أبواب المساجد . والمستشفيات مزروعة بالمتسولين .

والتسول له أشكاله وأنواعه ، وطرقة المختلفة والحكومة، يا حبيبي ( سمعان موهان )وكان الأمر لا يعنيها .

الأسعار فيها فلتان وفي كل يوم تزداد نيرانها اشتعالا ، وجراء ذلك تدفع الحكومة المواطنين إلى أسلوب الشحده . وازدياد الرذيلة .

أبو كركي هذا الإنسان الذي اتخذ ذاك القرار ، وهو منع الجمعيات الخيرية ، من جمع التبرعات إلا بعد الرجوع للوزارة والحصول على موافقة خطية .

في البداية لم يرق حتى للعاملين في الوزارة اتخاذ هكذا قرار ، والعجزة حذروه من نتائجه. واقصد بعض الموظفين المقربين من صانع القرار ، المرتجفون من الخوف وأداء الواجب . إلا انه قابلهم بإصرار على تنفيذ هذا القرار . ولاقى تعاونا حتى من جمعية المركز الإسلامي الذي قيل في حينه ، إنها هي المستهدفة من هذا القرار .
الموظفون المرتجفون والقافزون على ظهور زملاءهم ولما رأوا إصرار معلمهم ( الوزير ) ونجاح الحملات وتعاون الجهات المستهدفة ، راحوا كعادتهم هز الذنب يشيدون بقرار الوزير .وأصبحوا من الداعمين له . وهم في قراره أنفسهم غير ذلك .
الظاهرة اختفت من شوارعنا . وسئلت من زملاء صحفيين عرب زاروا عمان حول عدم مشاهدتهم المتسولين . تلك الإجراءات وما رافقها من حملات إعلامية وورش وندوات كانت كفيلة بالحد منها .وخفت والذي يتجول بالشوارع فقد تلك المشكلة ، إلى جانب عشوائية جمع التبرعات. ومنها انه تم ضبط أناس ضعاف النفوس كانوا يقومون بجمع تبرعات اتخذوها مهنة لهم وبوصولات لا أساس لها من الصحة .


اليوم تعود مشكلة ازدياد أعداد المتسولين إلى الواجهة وتزدهر في ظل قصور واضح للتنمية الاجتماعية والجهات ذات العلاقة .

تزداد ونحن نستقبل إخوة لنا من أبناء امتنا العربية القادمون إلينا لقضاء إجازاتهم السنوية في ربوع الأردن المضياف . وان وجود المتسولين ينغص عليهم إجازتهم نظرا للمضايقات التي يتعرضون لها من قبل المتسولين .

في كل وقت وحين يتواجد المتسولين نساء وأطفال ورجال . والتنمية الاجتماعية تقف عاجزة عن ضبط هذه المشكلة والأرقام التي يتم الإعلان عنها انه تم إلقاء القبض عليها ماهي إلا من باب ذر الرماد في العيون ، فأي رقم يعلن عنه يبين عجز التنمية الاجتماعية .

فالرقم الذي يتم الإعلان عنه يمكن ضبطه من شارع واحد وفي يوم واحد.وهذا يشير بوضوح إن إجراءات التنمية فاشلة من خلال برنامج المكافحة .

التسول مشكلة مزعجة ، والإجراءات عقيمة فالمتسول العربي يتوجب ترحيلة فورا ومنع دخوله الأراضي الأردنية . كما هو الحال للعامل المخالف يسلم إلى سفارة بلادة لتقوم بترحيله . يكفينا اللي فينا .

واقترح على الحكومة إذا بتحب الاقتراحات وتتجاوب معها أو إذا كان لديها وقت لهكذا اقتراحات العمل على إنشاء وحدة مكافحة التسول تتبع لمديرية الأمن العام تعنى بإلقاء القبض على المتسولين تماما كمثل وحدة ضبط العمال الوافدين . وينحصر دور التنمية الاجتماعية على دراسة حالات المتسولين فإذا كانوا ممن يستحقون المساعدة تخصص لهم مبالغ مالية من صندوق المعونة الوطنية . والقادرون على الإنتاج والعمل تخصص لهم مشاريع إنتاجية ، بالتعاون مع الجهات ذات العلاقة . وتتولى الوزارة تسويقها .

تستوقفك سيدة جميلة للوهلة الأولى لا تصدق أنها تمتهن التسول . تعتقد أنها تسألك عن عنوان ما . إلى جانب فتيات وأطفال بعمر الورد يمضون ساعات طوال وهم يتسولون . يسببون وقوع الحوادث بين السيارات وتعريض حياتهم للخطر .
الحديث عن التسول يطول مادام هناك متسولون يجوبون المدن حارة ،حارة ، دار، دار زنقه، زنقه والله يبعد عن قلوبكم عنهم الشفقة . ورمضان كريم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات