اغتيال الذاكرة الفلسطينية


يعمل العدو الصهيوني ، وبإصرار على اغتيال الذاكرة الفلسطينية ، وتزويرها وتشويهها ، وما يجري على ساحة الوطن المنكوب ، يؤكد ذلك ، حيث عمد العدو على شطب أسماء المدن والقرى العربية ، من على اللوحات الإرشادية ، واستبدالها ، بأسماء عبرية ، وإلغاء اسم النكبة من المناهج المدرسية.

وفي تقديرنا فإن هذه الإجراءات العنصرية ، ليست بجديدة ، بل هي استمرار للنهج الصهيوني الاستئصالي ، منذ أن وطئت أقدام الغزاة أول شبر في أرض فلسطين العربية ، والتي تمثلت بإزالة أكثر من "530" قرية عربية من الوجود ، وإقامة مستعمرات على أنقاضها لايواء المهاجرين الصهاينة ، الذين وفدوا من أربعة أرجاء المعمورة ، وهذا في تقديرنا يؤشر على حقيقتين:

الأولى: إن كافة أساليب العدو ، وخططه ، ومخططاته ، منذ إقامة كيانه المغتصب على أرض فلسطين ، لم تنجح في تغيير الحقائق ، وتزوير التاريخ ، بدليل أن الأجيال العربية التي نشأت على أنقاض النكبة في الجليل ، والمثلث ، والنقب ، وعكا ، وحيفا ، والقدس..الخ ، ارتباطها بالأرض والقضية ، لا يقل عن الجيل الذي عاصر النكبة ، وعاصر حرب الإبادة ، وجرائم التطهير العرقي ، ووعيها أكثر صلابة ، بدليل استعدادها للتضحية والشهادة ، وهذا ما تأكد من خلال الشواهد العديدة أبرزها يوم الأرض ، إذ تصدى أهلنا إلى الصهاينة المغتصبين ، واستشهد العديد منهم ، كما شاركوا في مسيرات ومظاهرات عديدة ، استنكارا للاعتداءات على الأقصى والقدس ، وأعلنوا النفير العام ، لحماية المسجد من الرعاع المستوطنين أكثر من مرة ، ونجحوا في صد المجرمين الفاشيين.

الثانية: إن تصعيد العدو الهمجي لإجراءاته العنصرية ، وجرائم التطهير العنصري ، وخاصة ، بعد فوز اليمين الصهيوني المتطرف ، يؤكد أن الصراع هو صراع وجود ، وليس صراع حدود ، وهو ما أكده الإرهابي نتنياهو في خطابه في "بار ايلان" ، معتبرا فلسطين التاريخية أرض إسرائيلية ، ما ينسف ما يسمى بمسيرة السلام من أساسها ، ويضع العرب ، وخاصة السلطة الفلسطينية ، أمام الحقيقة المرة ، وهي أن المفاوضات لن تأتي بشيء ، بعد أن استغلها العدو في خلق الأمر الواقع ، ويثبت أيضا عقم الركض والجري وراء سراب الحلول السلمية.

ورغم قتامة المشهد على أرض فلسطين ، فلا بد من التأكيد ، استنادا إلى الواقع والوقائع والأحداث ، أن كافة إجراءات التزوير ، والتي بدأت بالفلكلور ، والفلافل ، ولن تنتهي بتغيير الأسماء العربية ، وشطب اسم النكبة ، لن تستطيع أن تستبدل اسم القدس بأورشليم ، ولا يافا والناصرة وعكا ، بالأسماء العبرية ، بل على العكس ، سيتمسك الفلسطيني العربي أكثر بحقه وبعروبته ، لأنهما الحاضنة له من الضياع والتيه ، وسفينة النجاة ، والبوصلة الحقيقية ، التي توصله إلى الهدف المنشود.

باختصار...إن إصرار العدو الصهيوني على تزوير التاريخ ، وتشويه الحقائق ، لن يلغي الذاكرة الوطنية الفلسطينية ، خاصة وقد ثبت وبعد ستين عاما من الصراع ، أنها أقوى من الأباطيل والأراجيف الصهيونية ، وأنها مزروعة في وجدان كل فلسطيني وعربي ، ينقلها السلف إلى الخلف ، وهو ما يفسر حالة الهذيان والجنون التي تسيطر على العدو ، وعلى كل قراراته العنصرية.

Rasheed_hasan@yahoo.com



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات