أجيال قد تعاقب عليهم مجالس النواب ، والتي أصبحنا نخبر كل السياسات والدهاليز التي مرت عليها حتى تشكلــت ، وعرفنا الصالح والطالح من النواب الذين خبرنا خيرهم من شرهــــم وكيف كل منهم ينظر الى النيابة حين فكر بها وحين شاءت الظروف أن يكون أحد العاملين فيهـــا .

وإن كنا لم نستطع تغيير القانون الذي ننتخب عليه ، ولم يساهم النواب في تغييره والذين هم أولى وأحق من غيرهم أن يعملوا بكل جهد وإخلاص من أجل تغييره وأن يخرجوا لنا بقانون عصري ، يكون من إفرازاته مجلس قوي يهمه مصلحة الوطن والمواطن قبل أن يكون همه المصلحة الشخصية وتحقيق ما يهدف إليــه خاصــة وان معطم من يصلوا الى مجلس النواب هم من الميسورين ، الذين هدفهم ليس راتب النائب بقدر ما هو الوجاهة وتحقيق طموحاته وأطماعــــه .

إننا الأن عرفنا وخبرنا من هم الذين كانوا يعملون بصمت وجــد ، وعرفنا من كان نادرا ما يحضر الإجتماعات ولا يعمل على تعديل القوانيــن خاصة التي تهم المواطــن بالدرجة الأولى ، بل خرجت من بين أيديهم قوانيــن خلقت شرخا بين المواطنين ، كقانون المالكين والمستأجرين مثالا وليس حصــرا ، ولم يعملوا شـيئا من أجل محاربة الفساد ومحاسبة الفاسـدين الذين أثــروا من خيرات الوطــن ، وتركوا المواطن يترنح ويغرق في بحر من الفقر والحاجة .

إننا نأمل في المجلس القادم أن يصل بغيرة الخيرين والصادقين ، الشباب الطموح وصاحب الثقافــة والعلم والذي جاء من أجل أن يعمل من أجل الوطن والمواطن ، وأن يصلح ما أفســده الكثير من النواب السابقيــــن .

إن المسؤولية الكبرى تقع على المواطنين في كل بقعة من هذا الوطن العزيز لكي يعطــوا صوتهم للشرفاء بغض النظر عن القرابة والمصلحة ، وأن لا يقفوا مع من يشتروا ويبيعوا الأصوات لأن من يرضى بذلـك لن يؤتمــن ولن يمثل من إنتخبــه خيــر تمثيــل ، بل سـنبقى في تلك الحلقة التي مللناهـا وذقنا الأمريـــن منهــــا ، وعندئـــذ إن أحســنا الإختيــار سـنصــل إلــى مجلس نفخــر به ويكون بدايــة الخيــر والصــــــــــلاح .