كلام الملك!!


بذكاء بالغ وبين رفاق السلاح ، في الجيش الاردني العربي ، وضع الملك حدا لكل هذه "الترّهات" التي اغرقنا بها نفر قليل خلال الشهور الماضية ، حين انهكوا عصب البلد العام ، وبثوا فيه السموم ، والتوترات والمخاوف.

لم يكن اختيار الملك للجيش لقول كلامه البارحة ، صدفة ، فهو الجيش الذي يحظى باحترام الناس ، ولم تكن تلك صدفة ، ايضا ارتداء الملك للباس العسكري ، ففي الرسالة ، ما يفوق مفرداتها ، نحو معانيها ، وهو اذ يؤكد ان "الوحدة الوطنية" خط احمر ، يعرف ان الوحدة الداخلية ، هي سر استقرار الاردن ، واي لعب او مساس بها ، سيضر البلد ، ومن فيه ، والملك حين يصف المتنطحين للحديث عن ان هوية البلد مهددة وان الاردن مهدد ، بأنهم مخربون يسعون لبث الاشاعات الهدامة ، وان تخريبهم يفوق اي خطر خارجي ، لان هذا الحفر يجري في الداخل ، فهو يوصل رسالة اخيرة ، تحمل انذارا ، تجلى بمطالبته لمؤسسات الدولة بأن تتحمل مسؤولياتها ، وان لاتقف متفرجة امام هذه المحاولات.

لم يكن صمت الملك ، مجرد غياب ، وعدم قدرة على الحسم ، كان الملك طوال الفترة الماضية يعرف ادق التفاصيل ، ولربما وصلته معلومات حول الشلل والسهرات وتنظيم المواقف ، وتوزيع الادوار ، والنفخ ، والتشجيع من هذا او ذاك ، ودفع مبالغ مالية من جانب البعض ، واطالة اللسان على كل شيء ، و بث كل هذه السوداوية في البلد ، واثارة رعب الناس ، حول مستقبلهم وحياتهم ، والملك حين يقول انه لا يوجد بلد ضغط على الاردن بشأن موضوع اللاجئين ، بما في ذلك الولايات المتحدة ، فهو يكاشف الناس بالحقيقة ، الى درجة ان يقول انه لو تعرض الاردن الى ضغوط فسيتعامل معها ، بالطريقة المناسبة ، وبالوسائل المناسبة.

لهذه الدولة رأس واحد هو الملك عبدالله الثاني ، واي ادعاء بوكالته ، من جانب هذا او ذاك ، واستخدام الوكالة لادعاء التمثيل والوطنية ، بشكل زائف يبث القلق في نفوس الناس ، من جانب حفنة لا تتجاوز المائة شخص ، امر يجب ان ينتهي ، وحين كنا نتحدث عن ان الوحدة الوطنية ليست عنوانا ، وليست مجرد شعار ، او لون ، وان ما يزيد عن خمسمائة وخمسين الف حالة زواج بين ابناء الضفتين الشرقية والغربية ، تمت في الاردن ، باعتبارهم اردنيين ، ولو نتج عن هذه الزيجات اربعة ابناء في كل حالة في المتوسط ، وترك كل ارتباط اثرا ايجابيا اجتماعيا ، على ثلاث عائلات الى خمس عائلات ، من اقارب المتصاهرين ، لعرفنا ان الدم مختلط ، بين الستة ملايين مواطن ، وان الانسان لا يأكل نفسه ، ولا يهدر دمه ، ولا يهدد حاله ، فهي وحدة اقوى من تعريفات النخب ، ومن محاولات "حفنة" ان تهدمها ، خصوصا ، ان تاريخ هؤلاء كان تائها في مهن شتى ، وفي ميادين شتى ، قبل تنطحهم لاعتلاء المنابر ومحاولة قيادة الناس.

يكفي ان يقول الملك لمن لا يخجلون "كفى" وهي "كفى" تم ارفاقها بتحذير وطلب مباشر الى المؤسسات الرسمية ان لا تسكت بعد يومها هذا على كل من ينخر في عظم البلد.. وهي رسالة تشي باجراءات على الارض في وجه من يسعون لهدم حجارة البيت.. بذريعة اعادة البناء!!.

سكوت الملك لاسابيع ، لم يكن سكوتا عاديا ، وكلامه امس لم يكن كلاما عاديا ايضا ، و"ابو الاردنيين" هو الملك عبدالله لا.. غيره.

mtair@addustour.com.jo



تعليقات القراء

المحامي عبد الله راجي المجالي
أننا لا نجامل على تاريخنا ووجودنا ومستقبلنا ولا نخلط الثوابت بالاعتبارات الدبلوماسية ولا نستحي من أولئك العنصريين الحاقدين أن نقول لهم أن الأردن ليس مصادفه دولية – أقليمية بل نتاج عملية اجتماعية تاريخية والأردن ليس وليد الأمس وليس وليد سايكس بيكو ولا وليد الانتداب البريطاني ولا وليد الهجرة الفلسطينية ولم يوجد الأردن بقرار ولن يستمر وجوده بقرار.

ولا نريد أن نذكر في التحديات التي واجهت الأردن في العشرينيات والخمسينيات والستينيات والسبعينيات ولا نريد أن نتحدث عن الأردن العباسي أو الفاطمي أو الأيوبي أن ما يجمع الاردنيين والفلسطنيين هو مشروع الوحدة القومية وحدة الأردن المستقل الحر مع فلسطين الحرة المستقلة في إطار النضال ضد الاستعمار والصهيونية وإننا نؤمن بالمبادئ التالية التي يجب تحقيقها الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس أولاً العودة الغير مشروطة للاجئين والنازحين هذا هو المدخل الصحيح لوحدة الشعبين الأردني والفلسطيني. والعودة ليست قراراً اسرائلياً نعرفه أنه مستحيل طالما أننا لا نستطيع أن نفرضه العودة قرار نتخذه نحن بالاعتراف الصحيح المؤسسي والقانوني بالهوية السياسية للفلسطنين باعتبارهم لاجئين ونازحين ومقيمين العودة قرار نتخذه بوقف التدفق السكاني من الضفة الغربية وغزة ومخيمات لبنان وسورياالعودة قرار نتخذهنحن بتحفيز مواطنين الضفة الغربية المقيمين في الأردن اقتصادياً وسياسياً بالعودة إلى مدنهم وقراهم العودة قرار نتخذه نحن لطرح قضيةالاجئيين والنازحيين باعتبارها قضية الأردن الأولى التي بدون حلها سنظل في مصيدة السلام مقابل التوطين ونحن نؤمن أن العودة موقف وممارسة وثقافه والعودة مشروع وطني للنضال والعودة حالة وعي واصرار ونضال يجب تهيئة كل الظروف لها.








11-08-2009 02:38 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات