" البصيمه "


أثناء دراستي في مرحلة الماجستير تعجبت من مدرسي أحد مواد التخصص وهو يحضر للقاعة دون كتب أو مراجع أو حتى أوراق ملاحظات تخص المادة التي يدرسها ، وبعد البحث والتدقيق في تاريخ هذه الاستاذ تبين لي أنه قام بتدريس المادة لأكثر من عشرين عاما ويزيد وبالتالي هو ليس بحاجة لأية كتب أو اوراق للرجوع لها ، وعن ما يستجد من إضافات على تلك المادة من معلومات تبين أنه يقوم بحفظها مع الزمن .

وهذا السمتوى من التدريس يتم في مرجلة جامعية متقدمة ، ولكن يبدو أنه يتم ايظا في مرحلة البكالوريس ، وهنا نعود للقاء وزير التربية والتعليم يوم السبت الماضي على احدى القنوات التلفزيونية الخاصة ، عندما أشار وفي سياق تعليقه على سؤال مقدم البرنامج عن زمن الامتحان وأنه لايكفي ، أجاب معالي الوزير أن الاجابات توضع من قبل اساتذة المادة ويتم قياس زمن الاجابة بحيث يكون متوافق مع زمن الامتحان .

وهنا كارثة التعليم سواء الاساسي أو المتوسط والجامعي والدراسات العليا في الأردن ، لأن المطلوب أن يقوم الطالب " ببصم " حفظ المادة من الجلدة إلى الجلدة خلال سنة دراسية تتطور خلالها المادة ، ومن ثم يتم تقديم امتحان في نهاية العام ، ويتم قياس الزمن لهذا الطالب مع زمن اجابات المدرس أو الاستاذ الجامعي الذي حفظ المادة من الجلدة إلى الجلدة على مدار عشرات السنين من تلقينها له للطلاب على مقاعد دراستهم.

وكان الأجدر بالوزير وطاقم الوزراة الذين يحملون الاف الشهادات العلمية العالية في اساليب وطرق التدريس ووضع المناهج أن يتم قياس زمن الاجابات بناءا على مستوى متوسط ذكاء الطلاب وقدرتهم على التعلم وليس الحفظ ، بأن يتم عمل تجربة اجابات تقديرية " تجربة اختبار " ويعرفها الكثيرين ممن يحملون شهادات عليا في الوزارة ، وعليه يتم وضع زمن نهائي للامتحان ، وإذا كان الوزير يخشى " الغش" من طلاب التجربة عليه ومن معه من حملة الشهادات العليا في الوزارة البحث عن طريقة يتم من خلالها قياس الزمن المطلوب للإجابة من واقع مستوى الطلاب التحصيلي وليس مستوى المدرس الذي حفظ المادة أكثر من حفظة لتفاصيل وجه زوجته وأبنائه ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات