نار الهاشميين ولا جنة الآخرين


نعم هذا للتذكير وليس لتجديد الولاء بحيث أن التاريخ والأفعال تفرض نفسها والذي يقرا ويتابع سيرة ملوك الهاشميين في العصر القديم والحديث لم يسجل على احد منهم انه كان ظالما ومستبدا وعلى الأقل من تاريخ الثورة العربية الكبرى إلى إنشاء إمارة شرق الأردن وصولا إلى استقلال الدولة الأردنية وما تلاها من أحداث ومؤامرات داخلية وخارجية منها المريرة والمؤلمة والصعبة على القيادة والشعب والدولة برمتها بحيث كان المراد من كل هذا تغيير نظام الحكم وتغيير هوية الدولة الأردنية برمتها في حقبة الخمسينات إلى السبعينيات من القرن الماضي وبالتالي توجد معادلة لربما لا يدركها أو لا يعرفها الكثيرون تقول أن وجود الهاشميين يعني وجود الأردن وان عدم وجود الهاشميين لا سمح الله يعني ضياع الأردن وهذا واقع وحقيقة وخاصة للذين الآن هم متصدرين في الحديث عن الشأن العام

وبالرغم من كل هذه الأحداث الجسيمة لم يسجل على ملك هاشمي الحقد أو الانتقام ممن حاولوا الانقلاب عليهم بل ممن حاولوا قتلهم وهذه حقيقة ناصعة في تسامح الهاشميين وكبرياء الهاشميين وإنسانية الهاشميين التي من الصعب أن تجدها في الحاكم العربي بحيث انه إذا ما وصل إلى كرسي الرئاسة فان اغلبهم يتحول إلى فرعون الظلم والقهر والعبودية ولكن على عكس ذلك الهاشميين هم أصلا أصحاب رسالة سمحة وأهل أخلاق وهذا مستمد من جدهم المصطفى علية أفضل الصلاة وأتم التسليم

ومن ناحية ثانية الهاشميون في حكمهم للدولة الأردنية ارسوا الأمن والأمان والاطمئنان ما بين المواطنين والذي لا يزال على قيد الحياة من الرعيل الأول يتذكر كيف كانت العشائر والقبائل داخل الأردن تغزو بعضها البعض وتقتل وتنهب وتسفك الدماء بل وتأخذ النساء سبايا فيما بينها وكانت السيطرة في تلك الحقبة من الزمن للأقوى وكأننا في شريعة الغاب والهاشميين هم من وضعوا حدا لهذه التصرفات الهمجية وارسوا النظام والقانون وهم من نهضوا بالدولة الأردنية مع أحرار ورجالات الوطن حتى وصلنا إلى ما نحن عليه الآن بالرغم من وجود بعض الحاشية الظالمة والفاسدة حول الملك وبالرغم من وجود بعض من تولوا المناصب داخل الدولة كان هدفهم هو الكسب الغير مشروع على حساب الوطن والشعب

وبالرغم من أن اغلب الشعب الذي ليس له ولاء إلا للوطن والملك لا يزال ينتظر من سيدنا بأن تطبق الثورة البيضاء التي أعلنها للقضاء على كل فاسد وللقضاء على عدم المساواة وللقضاء على المحسوبية والقضاء على الفقر الذي أصبح الشعب بأغلبيته تحت خط الفقر وأصبح المواطن مخنوق وبدء صبره ينفذ نتيجة الغلاء الفاحش وقلة الدخل وبالرغم من كل هذا فأغلب الشعب الأردني لا يقبل بديلا عن الهاشميين ولو أكل التراب ولكن على مبدأ العدل أساس الحكم

ولو قارنا ممن حكم الأردن في 90 سنة الماضية ومن حكم الدول العربية من حكام لوجدنا أنفسنا كأردنيين نحن الأفضل ونحن الأسعد ونحن من نتمتع بالطمأنينة ونحن أي الشعب الأردني الذي يحق لنا أن نفخر بقيادتنا لأنها منا وأهل رسالة نبيلة

ولننظر إلى من حولنا لا بل إلى العالم العربي من المحيط إلى الخليج والذين حكموا هذه الدول سوف نجد من الحكام من جعل نفسه أنا الحاكم بأمر الله وكل من يخالفني فهو لا يستحق الحياة ومنهم من جعل بلده عبارة عن جحيم وجهنم وقودها الشعب ومقدرات البلد في سبيل أن يبقى جالس على الكرسي ومنهم من قسم بلده إلى طوائف وجماعات ينعم على من يشاء ويحرم من يشاء والنتيجة حرب أهلية نتيجة الظلم والحرمان وعدم المساواة ومنهم أي الحكام العرب من جعل حوله عصابة تحت مسمى الحاشية وهذه العصابة سخرت كل مقدرات البلد لها ولمن حولها ومنهم أي الحكام العرب من جعل داخل بلده أكثر من حاكم وصاحب قرار ابتداء من الزوجة وأقارب الزوجة وانتهاء بتشكيل لوبيات وجماعات شغلها الشاغل هو النهب والسلب والسرقة لهم ولمن حولهم مما جعل الشعب يثور وينتفض على الحاكم نتيجة ظلم واستبداد الزمرة الحاكمة حول الحاكم وبصريح العبارة إن معظم حكام العرب أصبحوا هم المشكلة المستعصية أمام تقدم وازدهار بلدانهم وحرمان شعوبهم من مقومات الحياة الكريمة

لذلك نحن في الأردن لسنا بالدولة الفاضلة ولسنا الدولة التي تطبق العدالة المطلقة ولسنا الدولة المثالية ولكننا كوطن الدولة الأفضل والدولة الأقرب إلى الصواب والدولة الوحيدة التي لا يوجد بين شعبها وقيادتها أي أحقاد أو ثأر كبقية الدول والتي بعضها يشرف الحكام على قتل شعبه ومن هنا تأتي صفات وميزة القيادة الهاشمية الحكيمة لذلك نعم وألف نعم نار الهاشميين ولا جنة الآخرين



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات