داعش .. التسويق والتعليب ثم المدخل فكيف المواجهة؟


تتم في هذه الأيام وفي أروقة أجهزة الأمن السياسي للدول الكبرى تسويق داعش على أنها دولة باتت لها الحدود الحقيقية ورسمت لها نظاماً سياسياً ناشئاً وجعلت منها بعبعاً مخيفاً لكل من يتابع عن كثب الشأن السياسي والعسكري في المنطقة ,ويتم هذا التسويق المرعب على وجه الخصوص للأنظمة السياسية العربية القريبة جغرافياً من حدود داعش المصطنعة ؛ لبث الكثير من روح الرعب والتشويق السياسي لتلك الدول المستهدفة من رسالة التسويق لوجود داعش القوي ثم تعليب ما يأتي من معلومات استخباراتية وتلقف هذه الدول المجاورة لداعش لتلك المعلومات المعلبة كما هي دون تحليل واقعي من قبل سياسييها أو من يمارس القيادة التنويرية فيها إما تغييباً لدورهم أو سيطرة على أدمغتهم وتغليف غشاوة على بسطائهم من خلال الوسيلة الأهم والتي تمتلكها تلك الدول الكبرى وهي الإعلام الموجه.

لماذا داعش الآن ؟! ولماذا يتم تكبير حجمها ودورها وتصويرها بأنها أقوى من كل الجيوش النظامية في المنطقة وأنها ترعب وتخيف وتضطر القادة العسكريين في تلك الدول لتكثيف زياراتهم الحدودية لخطوط الاشتعال واطلاق التوجيهات لصد كل محاولة هجومية قد تكون محتملة من القوية داعش ـ كما هي مصورة الآن ـ على حدودها ال (سايكس بيكويه) .

هناك أمرين يجب الالتفات اليهما من قبل أنظمتنا السياسية ومتخذي القرار العسكري في دول جوار داعش , داعش تلك التي صنعتها أجهزة الأمن السياسي الغربية .

الأمر الأول هو أن داعش ستكون ذريعة لدخول المنطقة عسكرياً من قبل الجيوش الغربية لحمايتنا نحن الحلفاء والأصدقاء لها في المنطقة من بطش وارهاب ميليشيات داعش أو (isis) كما باتت تسمى هناك في الغرب وبالتالي عودة جديدة للاستعمار لكن بطلب من الألسنة العربية المستغيثة بالغرب من داعش لأنها تعتقد داعش قوة لا تصد من الجيوش النظامية ! .

والأمر الثاني ..إذا كان هناك داعش قوية بالفعل والخطر على الحدود ـ والكلام هنا لمن يقرر في بلدي الاردن ـ فلماذا لا يقوم صانع ومتخذ القرار السياسي في الاردن بفعل كل ما من شأنه تمتين الصف الداخلي وزيادة نسبة الانتماء الوطني التي خرقها السياسيون في بلدنا وأفقدوا السواد الاعظم من الشعب انتماءه لها نظراً لغياب ثقته بالاصلاح الحقيقي للمؤسسات التي بات الكل يلمس فسادها علناً وبالتالي وعندما يجد المواطن المجاور لداعش والتي ستكون ـ على حد التعبير الاعلامي والاستخباراتي المُورَّد الينا ممن يطعموننا رغيف الخبز ـ بعبعاً يهددنا سيكون المواطن يداً بيد مع السياسيين الذين سيحاولون الوقوف بوجه الخطر المحدق (داعش) للحفاظ على مناصبهم وكراسيهم على قلب رجل واحد وفي جبهة واحدة لأن صاحب مصلحة البقاء على الكرسي سيكون قد عمل ما يعيد الثقة للمواطن به وببقائه سيداً على ذاك الكرسي , وأما عكس ذلك واستمرار إدارة الظهر لوجود كيان اسمه (مواطن) و(مصلحة مواطن) و(كرامة مواطن) فمن شأنه فعل الكثير من شق الصف الداخلي والتفات المنشقين المتوقعين للميليشيات الداعشية وسينظرون اليها مخلصاً من الفساد وجالباً للكرامة,بل وستقوم الدول الغربية تلك صديقتكم بتسويق داعش على أنها كذلك على الجبهة المقابلة لكم لزيادة منتسبيها وبالتالي زيادة نسبة التشويق في فيلم الأكشن الذي سيكون حقيقياً هذه المرة. ولكم في دول اختُرقت عسكرياً وأمنياً وكان الفساد السياسي فيها عظيماً خير عبرة.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات