دعشونا بعد أن أفغنونا .. !!


خلال الفترة الماضية كتب عن داعش أكثر منا كتب مالك في الخمر ، وعند الإطلاع على محاولات تحليل ما يجري من حيث سرعة التغيرات التي حدثت على الساحتين العراقية والسورية وتبعها وضوح الموافق في كل من طهران وبقية العواصم العربية السنية ، تجد أن محركات هذه التغييرات تكمن في قوة التمويل المالي لهذه الجماعة والذي من خلاله إستطاعت أن تحقق إنتصارات متسارعة على الجيش العراقي الذي إنفق عليه مليارات الدولارات خلال السنوات الماضية .

وتجمع معظم التحليلات على وضوح الرؤية من أن الصراع هو طائفي بين سنة وشيعة ، وبالتالي فان الدخول في محاولات للوصول لحل تعني أن يتم شطب أكثر من الف واربعمائة عام من التاريخ الإسلامي القائم بحد ذاته على تناقضات الطرح الديني بين تلك الفئتين من المسلمين ، وهذه المعركة لاتختلف عن معركة افغانستان التي هي ايضا قامت على اساس صراع طائفي وتم تغطيته من قبل الجميع بهدف الوصول لحل توافقي بين تلك الفئتين في افغانستان ، والنتيجة معركة مستمرة لعشرا ت السنين دون نتيجة أو تحقيق أي نصر لأي طرف فيها .

وكما قامت دول عربية سنية بتمويل الافغان السنة ضد الافغان الشيعة الذين تمولهم دول غير عربية شيعية ،هي الأن تسير على نفس الطريق بدعهما لداعش ولدعم الأخرين لحكومة المالكي الشيعية وبشار الأسد ، وهذا الدعم يتم بأموال شعوبهم ومن خلال غرف مغلقة يقبع فيها رجال سياسة واقتصاد ورجال دين ورجال استخبارات من كل الطرفين الذين يقدمون الدعم لأطراف الصراع ، وهم مؤمنون بأن نيران تلك المعارك سوف لن تقترب منهم ، وإذا إقتربت سوف لن تتجاوز مناوشات هنا أو هناك وتنهتي .

وهذه المعارك تتم ايضا في اليمن وبكل وضوح صورة ما يجري في العراق وسوريا اليوم ، وتبقى لعبة الإعلام هي المسيطرة على رسم الصورة للشعوب ، وهو نفس الإعلام الذي يرقص لجنرال مصر ولبقية ملوك ورؤساء تلك الدول الذين استطاعوا أن يخرجوا من دور المفعول فيه لدور الفاعل وإن كان هذا الدور سيؤدي إلى هلاكهم ومن باب أنهم اصبحوا يلعبون في الأخيرن بدلا من اللعب فيهم ، وكما أفغنوننا سوف يدعشوننا ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات