دور الوالدين في تنمية ورعاية التفكير اﻹبداعي لدى أبنائهم


موضوع في غاية اﻷهمية ﻷننا نتحدث عن أمانة بين أيدينا وأغلى ما نملك في هذه الحياة … هم اﻷبناء ، أبناء المستقبل وبناة الوطن .. فالوطن أمانة بين أيدينا وصلت إلينا من آبائنا وأجدادنا .. علينا أن نسلمها للأجيال القادمة أفضل من الأجيال السابقة .

إذن ماذا يفعل هؤﻻء اﻵباء من أجل أبنائهم ؟!

بداية على اﻵباء أن يتخلوا عن النفكير التقليدي ﻷنه ﻻ يأتي بجديد .. بل إن اﻹبداع بمفهومه العلمي هو الذي يأتي بالتقدم والتطور ، لذلك دور اﻷم هام جدا في هذه الحالة باعتبارها المسؤول المباشر عن العناية بالطفل ولم استثني دور اﻷب لكن وبحكم أنها اﻷقرب للطفل مما يساعدها على ملاحظة تصرفاته التي تتسم بداياتها بحب اﻻستطلاع وكثرة اﻷسئلة مما يتوجب عليها اعطاء الرعاية الزائدة لهذه الظاهرة والعمل على اشباعها باﻹجابات المنطقية التي تناسب سنه تمهيدا لتطوير ظاهرة المعرفة المبكرة والتي يتلوها اﻹبداع ، فدور اﻷسرة الحاضن اﻷول والرئيسي للطفل في بداية حياته عليها مسؤولية اكتشاف ورعاية وتنمية مواهب أبنائها ، وقد تعجز اﻷسرة عن قيامها بهذه المهمة اتجاه اﻷبناء إما بسبب نقص بالخبرة أو عدم توفر الطرق السليمة أو المعلومات الكافية للتعامل مع اﻷبناء في هذه المرحلة وفي هذه الحالة ، إذن على اﻷسرة واﻷم بشكل خاص أن تستمتع في تربية أطفالها أوﻻ وتقتنع أن الطفل مهما أخطأ يكون لدى اﻷم هدف واحد هو تقويم السلوك وليس التعامل مع الطفل بندية لذلك من واجب اﻷم تحويل اﻷخطاء إلى فرص للتعلم كما يقول المثل الشعبي ” نتعلم من أخطائنا ” لهذا يجب ترك حرية التفكير للأبناء وأقصد هنا ” الذكور واﻹناث ” ليصبح طفلا شجاعا يعبر عما يجول بخاطره دون تردد أو خوف ليصبح مبدعا ومتميزا فكم مخترع على سبيل المثال زود العالم بأفكار نتمتع نحن بعصرنا الحالي بنتائجها ” المصعد الكهربائي ” وكلنا يعرفه والذي لم يكن معروفا في مرحلة ما من مراحل الحياة البشرية مما مكن الناس أن يسكنوا على أرض مساحتها مثلا أربع دونمات كانت في الماضي تستخدم لبناء ما لا يزيد عن عشرين شقة على معيار ثلاثة أدوار كحد أقصى باﻻرتفاع في حين نرى نفس المساحة عند استخدام المصاعد الكهربائية تستوعب أكثر من ثمانين شقة يعني مزيد من المنافع بنفس اﻷساسيات السابقة .

وهذا ينطبق على أكثر اﻻختراعات التي تظهر في بداياتها على شكل فكر ابداعي .

من هنا أقول أن لدور اﻵباء وتطوير الفكر اﻹبداعي للجيل اللاحق هو أمر هام جدا ليصبحوا أبنائنا مخترعين ومبدعين ، تدل الدراسات النفسية على وجود اهتمامات نوعية في التفكير تختلف من طفل ﻵخر ، فنجد بعض اﻷطفال يهتمون باﻷدوات الكهربائية وهذا دليل على فكر ابداعي ينبئ بأن يكون هذا الطفل في يوم من اﻷيام مخترعا أي مبدعا في هذا المجال في حين أن غيره له اهتمام باﻷمور الصحية مثلا مما ينبئ أن هذا الطفل قد يكون طبيبا أو خبير تغذية أو أي شئ له علاقة ، لذلك من واجب اﻷهل ضرورة التعرف على مسلكيات أطفالهم مع مراعاة أنهم الحاضنة اﻷولى لهم بهدف الوصول إلى التطور التدريجي لفكر ابداعي عند هذا الطفل وعلينا أن ﻻ نغفل اﻻهتمام بالرعاية الصحية يضاف اليها اﻻهتمام بالقدرات العقلية والتي ﻻ تقبل التعامل معها بذهنية اﻷوامر .. بل بالحوار والنقاش وهذا يساعد على زرع الثقة بالنفس عند الطفل إضافة إلى العلاقة الطيبة بين الوالدين بمعنى اعطاء الجو العائلي صفة الهدوء وعدم التوتر أمام اﻷطفال هذا عدا عن اعطائهم العناية واﻻهتمام الكافي ﻷوقات الدراسة واﻻستعداد لليوم التالي من خلال أداء الواجبات وتوجيه أسئلة شبه يومي إن أمكن للأبناء عن بعض ما يتلقون من تعليم في المدرسة حيث شمول هذا التعليم باهتمام المعلم ومتابعته الدقيقة ﻷداءات الطلبة والتحقق ﻻستيعابهم للمواد العلمية المناسبة ﻷعمارهم … مما يعني ترسيخ منهج التفكير العلمي عند اﻷطفال ، إضافة إلى عنصر التواصل مع المدرسة لمعرفة ملاحظة المعلمين عن اﻷبناء وخاصة الملاحظات اﻹيجابية التي تخص التفكير اﻻبداعي عند اﻷبناء لترسيخها وتعزيزها لتكون نواة للإبداع والتميز مستقبلا … وﻻ يعني أن يغفل اﻷهل عن معرفة أسباب بعض السلوكيات السلبية ﻹزالة هذه الأسباب بعد معرفتها بالتعاون والتشاور مع الهيئة التدريسية ﻷعود مرة ثانية إلى اﻹبداع والتميز الذي هو الهدف اﻷساسي هنا ﻷقول ﻻ يكفي أن يكون اﻹبداع مستندا فقط على اهتمام اﻷهل والمدرسة فنحن في عصر الكمبيوتر واﻻنترنت ومواقع التواصل اﻻجتماعي … مما يترتب على اﻷهل مراقبة استخدامات اﻷبناء لهذه التكنلوجيا لتكون نتائجها إيجابية ومفيدة دون اﻹغفال عن ضرورة توفير مصادر المعلومات التي تناسب المرحلة العمرية كمكتبة صغيرة في البيت أو المدرسة مثلا ، إضافة إلى نشر الوعي الصحي عند الطفل ليكون في حالة صحية جيدة في جميع الظروف باتباع السلوكيات الصحية الجيدة وهذه كما قلت تبدأ من الحاضنة اﻷولى البيت .

ولكل ما ذكرته أهمية كبيرة في تهيئة الطفل ليكون مبدعا متميزا من خلال اهتمام اﻷسرة بهذه اﻷمانة الوطنية التي سيأتي عليها يوم تحمل مسؤوليات هذا الوطن طبقا لنظرية تعاقب اﻷجيال .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات