"تلك رسالة وصلتني بالبريد من طالب اصم يشكو فيها بعض القضايا الجديرة بالاهتمام ، اضعها بين يدي المجلس الاعلى لشؤون المعاقين ، على امل ان يتحقق ما يطلبه لان المطالب عادلة بامتياز"اكتب انا طالب اصم ابكم عانيت الكثير ولدت هكذا بدأت مشوار عذاب علاجي وعمري اقل من سنة بواسطة المعينات السمعيه ثم بالتدريب النطقي مشكلة اهلي انهم لم يجدوا مركزا متخصصا بتدريب النطق فكل المراكز التي كانت موجودة تدرب على لغة الاشارة فقط مما يجعل مهمة اندماج الاصم بالمجتمع شبه مستحيلة نظرا لعدم قدرة المجتمع على فهم هذه الاشارة لذلك لا بد من التدريب السمعي والتدريب بلغة حركة الشفاه وهذا توفر في مركز تدريب وحيد في عمان كان يكلف والدي الكثير من الجهد والمال حيث يتطلب تدريبي 3 حصص في ثلاثة ايام في الاسبوع وحيث اني من سكان لواء الكورة فقد كان ذلك مرهقا ماديا سواء بالمواصلات ام بالاقساط الشهرية التي تدفع للمركز ولكن وللحق فانني أشكر ذلك المركز من اعماق قلبي (المركز الملكة عليا للسمع والنطق) حيث قد استفدت كثيرا من ذلك لدرجة اني درست بالمدارس الحكومية مع زملائي من الطلاب الاسوياء وتفوقت عليهم فالشكر لوزارة التربية حول السماح لنا بالانتظام بالمدارس الحكومية والتي وقتها كانت تجد المعارضة حتى من المعلمين الذين اعتب على البعض منهم انهم ليسوا على درجة من المعرفة العلمية ولا حتى العاطفية للتعامل مع الطالب الاصم حتى بعضهم لم يعيرني ادنى الاهتمام على اساس انه ميئوس مني هذا بالاضافة الى المضايقات المستمرة من الطلاب.

أكملت جميع صفوف المدرسة منافسا طوال الـ12 سنة على المركز الاول ولم يقل معدلي خلالها عن حد أدنى %93 حتى وصلت الى سنة التوجيهي العلمي وحصلت بالفصل الاول على %78,8 وهنا واجهتني مشكلتين كبيرتين الاولى أن مخزوني اللغوي ليس كالطلاب العاديين فعندما كان يكتب السؤال بالتوجيهي بكلمات ليست نفس الكلمات التي بالكتاب كمترادفات لم اكن استطيع فهم المطلوب بالسؤال وهذا اضاع علي جزءا كبيرا من العلامات خصوصا في مادة الرياضيات اما المشكلة الاخرى فهي انني بالفرع العلمي حيث كان يعفى الطلاب الصم من الفرع الادبي والشرعي من موضوع الرياضيات والتعبير باللغة العربية والانجليزية مما اضطر والدي حين انتبه لهذه المشكلة ولكن متأخرا بالفصل الثاني لمراجعة وزارة التربية حول اعفاء الفرع العلمي من موضوع التعبير العربي والانجليزي بدون الرياضيات لانني علمي والرياضيات اساسية للعلمي ، كان الرد بان هذا قرار لجنة لا يمكن تغييره وكان رأي والدي ان الفرع العلمي يتعامل بلغة سين وصاد اولى بالاعفاء من الفروع التي تتعامل مع الادب واللغة العربية وبعد الحوار فقد غيرت وزارة التربية رأيها وهذا موقف يسجل لها واعفت كامل الفروع ثم اكملت التوجيهي العلمي بمعدل 78,2% ، التحقت بجامعة اليرموك تخصص علوم حاسوب وواجهت نفس المشكله تقريبا من حيث اعطاء الطالب الاصم الرعاية اللازمة لتوصيل المعلومة من البعض القليل من المدرسين لانني لا استطيع متابعة المدرس الا عندما اكون مواجها له لاقرأ من حركة الشفاه وللحقيقة هناك مدرسون كانوا يقولون لي ان اسألهم عن أي نقطة لا افهمها واذا لزم ان اتي الى المكتب ليشرح لي ولكن الخلاصة انني طيلة السنوات الاربع كنت اعتمد على نفسي لعدم استطاعتي مجاراة المدرسين اثناء الشرح وهذا يعزز ان يسمح للطالب الصم ان يدرس بالانتساب لكنني احترم أي قرار للتعليم العالي الان اكملت متطلبات التخريج بنهاية الفصل الثاني من العام 2009 و ساتخرج بنهاية الفصل الصيفي وبذلك اكون اكملت قبل الكثير من زملائي الذين لم يكملوا في الاربع سنوات وقسم كبير اكمل بتقدير مقبول لكنني اشعر بالفخر انني اكملت بتقير جيد تقدمت بطلب لجامعة اليرموك وال البيت لاكمال دراسة الماجستير ومن ثم الدكتوراه ان شاء الله متحديا اعاقتي ولكي اثبت لزملائي ان النجاح حليف كل مثابر وان الارادة تقهر الاعاقة ولكن لي طلب لسمو الامير رعد والمجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعوقين والى وزارة التعليم العالي ومعالي الوزير ان يأخذ بعين الاعتبار مطالبنا التي برزت مجددا بانه لم يسبق على ما اعتقد ان اكمل طالب اصم دراسته الجامعية الا العدد المعدود على اصابع اليد الواحدة وبحد علمي أن العدد اقل لإكمال الماجستير ان وجد ولم يحصل أن طالبا اصم أكمل دراسة الدكتوراة فاتمنى ان اكون من الرواد في هذا المجال لذلك مطلبي أن يعامل الطالب الاصم الذي تقديره جيد كالجيد جدا والمقبول كالجيد فليس من تجربتي أن يحصل الطالب الأصم بسهولة على هذا التقدير وبذلك يعطي الحافز والارادة على تحدي اعاقته والمطلب الثاني ان يعاملوا معاملة خاصة من حيث امتحان التوفل الذي سيحد من طموحاتنا وان كان ولا بد نت اعفائنا من الجزء السماعي من الامتحان.

والمطلب الثالث ان يتولى المجلس الاعلى لشؤون الاشخاص المعاقين توفير السماعات الحديثة لنا باسعار مناسبة حيث ان التجار يستغلون حاجتنا ويبيعوننا السماعات باسعار خيالية وعند سؤالهم عن السبب يقولون لنا الجمارك وضريبة المبيعات علما انني اعتقد انها معفاة من الجمارك للعلم اننا اشترينا السماعة من تأمين القوات المسلحة عندما كنت مشمولا بالتأمين بمبلغ 78 دينارا على ما اذكر ولكن عندما اشتريتها من السوق المحلي بمبلغ 275 دينارا مع العلم ان القوات المسلحة والمشكورة تأخذ عطاءها من السوق المحلي كلنا امل ورجاء بتحقيق مطلبنا ولكم جزيل الشكر.