الثاني من آب


احتفل نصف العرب بدخول صدام حسين الكويت قبل تسع عشرة سنة ، وفتح النصف الباقي دار عزاء ، ومثّل يوم الثاني من آب من العام تسعين في آخر الأمر واحداً من أسوأ أيام العرب على مدار تاريخهم ، ويمكن القول إنّه شكّل علامة فارقة على شكل ندبة لا يمكن أن تُزال حتى ولو شُفي ذلك الجرح العميق.

ومن الصعب إدّعاء الحكمة بأثر رجعي ، ولكنّ ما جرى بعد ذلك اليوم المشؤوم لا يترك مجالاَ للمناقشة بأنّ صدام حسين فتح الباب واسعاً لفوضى أوصلت في نهاية الأمر إلى احتلالات ، وإذا كانت القضية الفلسطينية الشعار الذي إستخدم كالعادة للتبرير ، فإنّ تراجع وجود فلسطين على الأجندات العربية والدولية منذ ذلك اليوم صار عنواناً لا يمكن اللبس به.

ومن الممكن إحاطة الوثائق التي تظهر هذه الأيام بالشكوك ، باعتبار أنّ من يعلنها هو المستفيد ومحتلّ الأرض ، ولكنّ ما يفيد منها بأنّ صدام كذب في مسائل كثيرة ومن أهمّها امتلاكه أسلحة دمار شامل ، لا بدّ من تصديقه باعتبار أنّ الوقائع أثبتت الأمر ، وفي حقيقة الأمر فقد جلبت هذه الخدعة الساذجة كلّ الشرور للعراق والعالم العربي.

في زمن ما كان يمكن الاحتفال بذلك اليوم المشؤوم واعتبار احتلال الكويت تحريراً ، ولكنّ الثاني من آب لا يجد منذ قليل من السنوات من يحتفي به ، ولو استطاع العرب محوه من ذاكرتهم لفعلوا دون أدنى تأنيب ضمير ، ويبقى أنّ فلسطين في مطلق الأحوال كانت الخاسر الأوّل والأكبر.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات