لا تكونوا علينا - يا أصحاب السعادة


النيابة وتمثيل المواطن عمل كبير وشرف ليس بعد شرف والاهم من ذلك كله ان النيابة واجب وامانة بكل ما تعنيه الامانة من معنى ورغم التحفظ على كل قوانين الانتخابات كون الحكومات قد افرغتها من كل معانيها الا ان النيابة لها في قلوب الناس مكانة وبغض النظر عن اشخاص النواب , والنيابة وجدت لتكون اولا للتشريع وسن القوانين الناظمة لحياة الناس رغم اعتقادي ان قوانين الارض مهما كانت لا يمكن ان تجاري في عدالتها قوانين رب العالمين , وبالتالي فان التشريع العادل والمنصف والذي يكون في مصلحة الناس واجب على النواب وحق للناس ولا يجوز مطلقا ان يكون النائب لحي او حارة بل يجب ان يكون للوطن كله ما دام يشرع لكل المواطنين , اما القضية الاخرى فهي قضية الرقابة النيابية على الحكومات وهذا من صلب عمل النواب بعد التشريع ان لم يكن يساويه او يوازيه وبالتالي النيابة تشريع ورقابة ولكن ماذا يحصل مع عدد كبير من الاخوة النواب وانا اكن كل الاحترام والمحبة للاخوة النواب , نعم يتحول النائب الى نائب خدمات لمنطقة او لشريحة معينة وهذه الخدمات تطلب من الحكومة واليد العليا تصبح للحكومة التي تعطي وليس لصاحب الحق بالتشريع والرقابة وكرست الحكومات المتعاقبة هذا النهج لتريح نفسها وتحصل على الثقة بأقل التكاليف السياسية فمن تعرف ما يرضيه اعطيعه وارتاح كما قال احد الوزراء السابقين وبالتالي خسر النواب محبة الناس وان ظنوا انهم بذلك يكسبون , والمطلوب من رئيس مجلس النواب وهيئة المكتب الدائم اصدار قرار بمنع زيارة النواب للوزارات الا في الاطار العام الرقابي ومن يذهب منهم في واسطة لطلب بعض الامور الخدماتية ان تعلن عن ذلك لكل الناس وان يقولوا سعادته يتوسط بغير حق .

انا احترم تدخل النائب من اجل العدالة والانصاف ومنع الظلم , ولكن لا افهم تدخل النائب لاخذ حق هذا ليعطى الى ذاك , انا لا اتحدث عن نائب بعينه بل اتحدث على العموم واحترامي للنائب الذي لا يزور الوزارات والدوائر الحكومية للتوسط لا حدود له واشعر انه النائب الذي يمثلني , نعم الواسطة والمحسوبية متفشية في المجتمع وعلاجها يبدا من النواب الافاضل واطالب ان يضاف الى القسم النيابي نص صريح يقول اقسم بالله العظيم ان لا اتوسط لاحد وان اكون لكل الشعب , والنائب الذي يحنث باليمين فيجب ان تكون هناك الية محددة لمحاسبته والطعن بنيابته واقول للاخوة النواب كونوا معنا لا علينا كمواطنين, وهكذا نحصن النواب من التوسط , نحن نعرف الضغوط الهائلة عليهم وخاصة في مناطقهم ولغياب الاحزاب المنهجية والبرامج الشمولية في التنمية والتطوير خاصة في المناطق الاشد فقرا .

ولكن كل ذلك لا يعطي مبرر للتوسط بل يعطي مبرر للقضاء على الواسطة والمحسوبية , واشعر ان مجلس النواب هو الجهة الامثل والانسب للبدء في مشروع اصلاحي للتخلص من الواسطة والمحسوبية , واعتقد ان مستوى منسوب الواسطة بشكل عام قد ارتفع خلال الفترة الماضية وبالتالي اصبح الواجب يتطلب الحديث عن اهمية الاصلاح في هذا المجال واقتنص الفرصة لاتوجه بالشكر للاعيان في مجملهم لعدم تدخلهم في اعمال الوزارات ومنح العمل الاضافي والتنقلات او على الاقل لا يتدخل الاعدد محدود واتمنى على النواب ان لا يقنعوا الشعب ان المطلوب مجالس معينة لا منتخبة مع تحفظي على التعين تحفظا مطلقا , لذلك المطلوب من مجلس الامة كبير في هذا المجال بل اتمنى عقد جلسة مشتركة غير رسمية لارى غرفتي التشريع تطالبان بملاحقة الواسطات وتجريمها وذلك لمصلحة الوطن والامة , وقد سمعت شكاوي مرة من الشعور بالظلم عند بعض الموظفين نتيجة حصول موظف على منفعة من غير وجه حق وعنده شعور انه اولى بها واحق وبالتالي قتل الانتماء وتنامى الاحباط والشعور به لدى الناس وهذا يمثل خطرا على الامن الاجتماعي , وليعذرني الاخوة النواب وانا مواطن لي وجهة نظر واقول العدالة تثلج الصدور وتبني الامن والامان واعتقد ان العدالة حتى لو النسبية هي ضمانة لحسن الاداء واختم بالقول هل سنرى سعادة النائب عاطف الطراونة يدعوا المكتب الدائم للمجلس لمناقشة الواسطات والمحسوبيات واتمنى على دولة الرئيس ان يرفض الواسطات والمحسوبيات وكذلك الوزراء.

اقول ذلك من باب المحبة ومن باب الامل ومن ان الاصلاح نصنعه بأيدينا ولا يصنع لنا في الخارج وضرب المحسوبية والواسطة وفي كل المفاصل عمل وطني ابداعي يستحق التقدير فهل سنجد من يعلق الجرس وسأجد من يهاجمني على نعومة مقالي ولكني اقول علينا ان نجيد ادب الحديث مع بعضنا البعض وان لا نغضب من النصيحة , وانا لا اطالب بعدل عمر ولكني اطالب بعدل المنطق والعقل , وتحية لكل نائب يرفض المحسوبية والواسطة واشد على يديه واتمنى على كل من يتوسط ان يحرم ذلك حتى لا يقف امام المولى عز وجل ليحاسب حسابا عسيرا على ما توسط من اجله وان لا يجد ما يقول في ذلك الموقف العظيم وان لا يقول ( يوم الله يعين الله ) فهذا لم يعد ولن يكون مفيدا .

والله المستعان

د باسم الكسواني – ناشط نقابي نص الخبر



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات