عاصفة الدرع" تطيح بالمدربين في "صيف كروي ساخن"


جراسا -

أطاحت "عاصفة الدرع" بخمسة من مدربي الفرق الممتازة لكرة القدم مع انتهاء مباريات الدور الاول من البطولة، الذي حدد هوية الفريقين المتقابلين في المباراة الختامية والفريقين اللذين سيلعبان لتحديد المركزين الثالث والرابع.

ويبدو ان فريق الفيصلي كان الوحيد من بين الفرق بـ"صحة جيدة" وفرض قوته واحترامه على المنافسين، بعد ان جمع 13 نقطة وسجل 13 هدفا في 5 مباريات، فيما كان العربي يتبوأ صدارة المجموعة الثانية برصيد 8 نقاط ومتقدما على ثلاثة فرق بفارق الاهداف.

لقب الدرع بات محصورا بين فريقين احدهما نال اللقب 5 مرات سابقة، ووصوله كان امرا متوقعا وطبيعيا، فقد وضع الفيصلي في حسبانه العودة الى طريق الانتصارات وإسعاد جماهيره المتعطشة للالقاب، أما الفريق الآخر "العربي" فلم يسبق له الوصول الى نهائي البطولة، وإن كان التاريخ يسجل للعربي انه اول فريق من الدرجة الثانية يظفر بلقب كأس الاردن عام 1986 على حساب الجزيرة بهدف، كما يسجل التاريخ للفيصلي انه غلب العربي 1/0 في مباراة كأس الكؤوس عام 1987، وهي المباراة الوحيدة التي جمعت بين الفريقين لتحديد البطل.

"عاصفة الدرع" تنذر بصيف كروي ساخن، عنوانه السباق على الالقاب، فما فعله الوحدات في الموسم الماضي، بعد حصوله على كافة ألقاب البطولات الرسمية في انجاز غير مسبوق، شكل ضغطا نفسيا على الوحدات وجماهيره من حيث صعوبة تحقيق المطالبة بـ"نسخ الانجاز"، كما شكل ضغطا نفسيا على الاندية الاخرى لا سيما الفيصلي وشباب الاردن والجزيرة، بضرورة الحصول على شيء ما من "حصاد البطولات".

وجاءت بطولة الدرع لتعطي فكرة كاملة عما يجول في خاطر الاندية، فالاندية ترفع شعار "المنافسة قبل الاستعداد"، رغم ان المنطق يؤكد بأن بطولة مثل الدرك يمكن ان تمنح الاندية فرصة للتجريب والاختبار والتقييم والتقويم قبل الانطلاق صوب بطولات أكثر أهمية مثل درع الاتحاد.

تساقط أوراق المدربين

وشهدت منافسات الدرع منذ انطلاقها في الثالث عشر من شهر تموز (يوليو) الحالي، تساقط أوراق خمسة من المدربين العرب والاجانب والمحليين، تحت عناوين "الاستقالة والاقالة والهروب"، مع ان السبب هو واحد "سوء النتائج".

ومن البديهي التأكيد مجددا ان المدربين يدفعون في الغالب ثمنا باهظا لأخطائهم وأخطاء الآخرين، فهم "الشماعة التي تعلق عليها الاخطاء" وبالتالي "اول الضحايا وربما آخرهم"، وهم عند الانجاز أشبه بـ"الجنود المجهولين".

بدأت الحكاية مع مدرب الرمثا "الصربي بيجا" الذي ولى هاربا تحت مسمى "خرج ولم يعد"، وعندما عُرف السبب بطل العجب، فالمدرب رفض الخضوع لإملاءات إدارية تبيح لنفسها التدخل في الشؤون الفنية، فتسلم محمد الخزعلي المهمة مؤقتا لحين وصول السوري عبدالناصر مكيس، فخرج الرمثا من الدور الاول بمركز ثالث وثلاث عقوبات اتحادية بحق جماهيره!.

ولم يكن الجار "اتحاد الرمثا" ببعيد عن المشاكل، فالمدير الفني د. ناجح ذيابات تقدم باستقالته بداعي عدم الانسجام، ويتردد بأن المدرب حظي بامتيازات مادية وفنية أقل مما كان يتوقعه من ادارة النادي فاختار الرحيل قبل العبور الى الدوري، فتسلم المهمة المؤقتة بلال اللحام، قبل ان يتردد حديثا بأن المدرب الوطني عيسى الترك سيقود اتحاد الرمثا في الفترة المقبلة، وخرج اتحاد الرمثا من البطولة بمركز أخير وثلاث نقاط.

وعيسى الترك قاد الكرمل في خمس مباريات وحل الفريق أخيرا في المجموعة الاولى برصيد نقطة و19 هدفا في مرمى الفريق، لكن المدرب لا يتحمل مسؤولية فريق متواضع الامكانيات قياسا بمنافسيه.

بيد أن ما حدث في الوحدات وشباب الاردن كان الاكثر أهمية ولفتا للانظار، فالوحدات حامل اللقب تحامل في البداية على جراحه، فدخل المواجهات بقوة منقوصة نتيجة اصابة رأفت علي ومحمود شلباية وفيصل ابراهيم، وغياب مؤقت لعامر ذيب وحسن عبدالفتاح وعوض راغب وفادي شاهين، فأنجز الفريق المهمة امام البقعة بفوز صعب، ثم بتعادل سلبي بطعم الفوز أمام الفيصلي الاكثر جاهزية، وظهرت أصوات في الوحدات تخالف المدير الفني العراقي عادل يوسف في وجهة نظره، فهدد مساعده جمال محمود بالاستقالة مرتين، ووجد الوحدات نفسه خارج حسابات اللقب بعد خسارة غير متوقعة أمام اليرموك 0/1، في الوقت الذي كان فيه الفيصلي يمضي بقوة الدفع الهجومية، ولم ينفع الوحدات فوزه التاريخي والكبير على الكرمل 8/0، لكنه حفظ "ماء الوجه" في نيل بطاقة العبور الثانية برصيد 10 نقاط، وسيلاقي الجزيرة يوم غد في لقاء تحديد المركزين الثالث والرابع.

من سيقود الوحدات بعد الدرع؟، لا سيما وأن الفريق على اعتاب لقاء كأس الكؤوس امام شباب الاردن يوم الجمعة المقبل.. هل هو جمال محمود "مؤقتا" لحين الاتفاق النهائي مع المصري محمد عمر أو العراقي اكرم سلمان الذي قاد الفريق في بطولات الموسم الماضي أم مدرب آخر؟.

وعلى بعد خطوة من الوحدات يقف شباب الاردن، الذي حل رابعا بفارق الاهداف في المجموعة الثانية، مع ان التوقعات كانت تشير الى امكانية نيله بطاقة التأهل الاولى، لكن الرياح جرت بما لا يشتهي شباب الاردن.

فالمدير الفني جمال ابو عابد غاب عن المباراة الاخيرة امام الجزيرة وقاد الفريق عوضا عنه مساعده عبدالله ابو زمع، و"انكشف المستور" يوم اول من امس بتوصل ادارة النادي والجهاز التدريبي الى اتفاق بشأن "فك الارتباط" بالتراضي، فالجهاز الفني وجد نفسه يقود فريقا هجره النجم عبدالله ذيب الى بلجيكا للاحتراف ومهند المحارمة للاصابة، وها هو عدي الصيفي يستعد للرحيل الى اليونان للاحتراف، وهو الامر الذي وجد فيه ابو عابد صعوبة مواصلة رحلة البحث عن الالقاب ومناددة الوحدات والفيصلي، طالما ان المحترفين الجزائريين عدلان جريش ومحمد قدور لم يكونا على قدر التوقع، لا سيما الاول الذي غيبته الاصابة في مباراة ودية عن مباريات الدرع، وبقي لاعب الكونغو كبالينغو من دون اختبار حقيقي بعد ان لعب مباراة وطرد وغاب عن ثالثة.

وكما يتردد، فإن ادارة النادي التي صدمتها النتائج المخيبة للآمال، توصلت الى اتفاق يقضي بتعيين العراقي نزار اشرف مديرا فنيا، بعد ان فتحت قنوات اتصال مع مدربين امثال اكرم سلمان ونزار محروس وعادل يوسف وفق ما ترشح من انباء سابقة.

الوحدات وشباب الاردن يتشابهان في التغيير الطارئ على الجهازين التدريبيين في الفريقين، في الوقت الذي يمضي فيه العراقي ثائر جسام مرتاح البال ومنشرح الصدر في قيادة الفيصلي، ولعل تحقيقه اللقب في مواجهة يوم غد سيمنحه فرصة أكبر نحو تحقيق ألقاب اخرى.
 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات