التجويع لشرعنة الاحتلال


حرب التجويع الشرسة المعلنة في كثير من البلدان العربية , نجحت في اخلاء بعض الاذهان من كثير القضايا الجوهرية لهذه الامة وعلى رأسها القضية الفلسطينية وثوابتها .

فأصبح هم المواطن العربي الوحيد تأمين لقمة العيش لا أكثر عملا بالمثل الشعبي " عند البطون تغيب الذهون " وهذا ما تنهجه اليوم آلة الحرب الصهيونية بالتعاون مع حلفائها من الغرب وبعض المتآمرين من الساسة العرب , الهدف من تلك الحملات هو تركيع المواطن العربي وتجفيف الدماء الثورية في عروقه واستبدالها بدماء الخنوع والذل والقبول بأي حلول مقابل شيء من الرخاء الاقتصادي وتأمين قوت اليوم وما الى ذلك ..

في ذات الاوان تنشط بعض الزعامات والمؤسسات بدور العملية التجميلية للكيان الصهيوني الغاصب , بحجة اقامة السلام والتآلف والتعايش , حتى اخفت الادبيات الثورية العربية التي رفضت الاعتراف بالاحتلال ونشطت لمقاومته بشتى السبل , واستبدلتها بماكينة تطبيعية غيرت كل المفاهيم والثوابت ..

الاحتلال الصهيوني أصبح ينعت بـ " اسرائيل " , وفتحت له الابواب وانشئت له المقرات بمسيات مختلفة " سفارة , قنصلية , ممثلية , مكاتب التواصل , والمكاتب التجارية " تخفي حقيقة الاعمال الاستخبارية والمهام الاعلامية والسياسية والاقتصادية التي تقوم بها تلك المقرات , حتى أن العلم الصهيوني - الذي يرمز بوقاحة لاحتلال الشرق الاوسط كاملا ما بين النيل والفرات !! – يرفرف بحرية في السماء العربية محمي بموجب قوانين الذل ومعاهدات الهوان .. هذا وقد حرم المساس به تحت طائلة المسؤولية القانونية وقوانين مثل تعكير صفو العلاقات الدبلوماسية مع الدول الصديقة !!

منذ متى كان الاحتلال الطامع بالارض العربية صديقا ؟

اوروبا بدأت تفيق من غفوتها ومن عمليات غسيل الادمغة التي خضعت لها سنينا لتحسين صورة الاحتلال , فالمراقب لنشطاء الدفاع عن القضية الفلسطينية وحملات المقاطعة الاوروبية للكيان الصهيوني سيندهش من مقدار الصحوة التي انتشرت في اوروبا لتفضح بها الاحتلال وتقيده في كثير من المواقع العلمية والتجارية والسياسية والقانونية .. في حين يبلغ التبادل التجاري العربي بالكيان الصهيوني أشده دون وجود ما يمنع أو يردع التعامل مع المحتل الغاصب مما يشرعن وجوده ويمده بالمزيد من القوة للاعتداء المتواصل على الارض والانسان والمقدسات الفلسطينية !!

الامة العربية أصبحت بأمسّ الحاجة لنهضة تكسر بها اغلالها , وتعلن تمردها على الطغيان الصهيوني وكل أعوانه , نحن بأمس الحاجة لضخ الدماء الثورية من جديد في القلب العربي لاستعادة الأمجاد والرقي والتقدم .

فذكر إن نفعت الذكرى ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات