خلايا نائمة و فساد يقظ !


خاص بـ"جراسا" -
كتب ادهم غرايبة - نُقل عن مصدر أمني أردني رفيع المستوى أن ثمة خلايا نائمة للرئيس السوري في الأردن و أن الإستنتاجات تلك تم التوصل اليها في أعقاب مشاركة عشرات الالاف من السوريين المقيمين في الاردن بالتصويت في الإنتخابات الرئاسية السورية الاخيرة .

لم نكن نحتاج لمشاهدة جموع غفيرة من السوريين و هي تمارس حقها السياسي في الانتخابات لنستنتج " إمكانية " وجود خلايا نائمة , فلقد حذرت الاف المقالات و البيانات و النقاشات على مواقع التواصل الاجتماعي من خطورة الإفراط بالترحيب باللاجئين السوريين من باب المصلحة الوطنية الاردنية التي يجب أن تعلو اي التزامات اخرى , لولا ان جهات كان لها رؤيتها الانتهازية للتكسب الاعلامي و المالي من السوريين على حساب الاردنيين انفسهم .. كما هي العادة !

أقف شخصيا , بتواضع , الى جانب الخيار الوطني السوري الشرعي بلا هوادة في مواجهة كتائب القتل و الدمار و التناحر الطائفي لكن , حتما , ليس على حساب أمن بلدي و مصالح شعبي و لهذا بالذات نقف الى جانب الطرف الاولفي سوريا لطالما أنه لم يبدي موقفا عدائيا للاردن !

الوقوف لجانب النظام في سوريا لن يكون على حساب الاردن . فبلدنا الذي نناضل لاجل كرامة شعبه و سيادته اولوية مطلقة و نعتبر ان النظام السوري الملتزم بموقف معلن و صريح مناهض لكل سياسات التوطين في الاردن حليف اساسي للحركة الوطنية الاردنية و الاردنيين الذي يديرون معركتهم لاسترجاع بلدهم بصبر و طولة بال و بهدوء مخافة تمزقة برغم سوء تفسير اطراف داخلية لهذا النوع من النضال السلمي البسيط .

وجود خلايا نائمة أمر وارد تماما و تلام فيه الجهات الأمنية التي لم تتدخل مسبقا لمنع تشكل هذه الخلايا برغم نفوذ هذه الأجهزة على المستويين الامني و السياسي . بكل الاحوال فأن مواجهة الخلايا النائمه "المفترضة " و التعامل معها و اختراقها و احتواءها ليس صعبا على الجهات المعنية التي لها باع طويل بهذا الخصوص .

الخوف المتفاقم الذي ينتاب الوطنيين الاردنيين اليوم ليس من " الخلايا النائمة " انما من " الفساد اليقظ" !

لدينا فساد منظم لا يعرف النعاس ! و لا يتثائب ! , يتغلل في كل خلايا الدولة دون ادنى محاولات استئصال . فساد شبيه بذاك النوع الذي فتت الاتحاد السوفياتي " مع فارق قوة البلدين " عبر اطلاق حملة تسليم المواقع العليا لاشخاص غير مؤهلين سياسيا و لا غيورين وطنيا . فساد متحالف اداريا و ماليا , لا يقل احدهم خطورة عن الاخر .

نخاف حقا من البيئة السياسية الحالية في الاردن حيث تتوفر شروط الاحتراق بعد ان فقد الاردنيون احساسهم بوطنهم و تحولوا من " شعب " في دولة الى زبائن في شركات تسعى لافراغ ما في جيوبهم بفضل سيايات الخصخة التي نقلت ملكية خيرات البلد من شعب الى اشخاص معينين بغير وجه حق !

التراجع المرعب لصورة الدولة وتخليها عن دورها الرعوي و التجريف الاجتماعي الناجم عن مخرجات الفساد و تبني سياسات الخلط السكاني و سوء ادارة ملفات داخلية مثل قضية مدينة معان و قضية اتحاد المزارعين الذين يتم التحاور معهم عبر هروات الدرك و غازه المدمع و عدم تقديم حلول مبتكرة لمشاكل التعليم و الصحة و الطاقة و النقل و الغذاء ستؤدي الى تراكمات خطيرة و ارتفاع في مناسيب النزق التي قد تستغلها خلايا نائمة ليست بالضرورة ان تكون سورية فقط !

فمن هو العدو الاساسي , الخلايا النائمة ام الفساد اليقظ ؟!



تعليقات القراء

كلام ذهب
كلام في الصميم اقرأ يا نسور ..وقرأوا يا مسؤولي الاجهزة الامنية بكافة مستوياتكم اين تكمن الخطورة .... انها في الفساد اليقظ .... نعم

الى كل غير على بلدة وخاصة المسؤولين

ان يستقيل اذا لم يستطيع فعل شيء لانقاذ الوطن ...

نريد ان نرى استقالات جماعية اذا كان الاصلاح معقدا وصعبا ولن يتم ... استقيلوا بشكل جماعات حتى يهتز الفاسد اينما كان ويعود الى رشده ...
رد بواسطة زاردشت
مضى 4 سنوات ونحن بنفس الدائرة ونفس الحديث عن الفساد..المضحك في اﻻمر ان ترك الموضوع ادى الى زيادة هشامش الفساد في وقت يفترض ان يقل ﻻنه عدم اتخاذ اجراءات رادعه شجعل المزيد.
02-06-2014 12:13 PM
قارئ متابع
كاتب الشعب . شكرا لك و ربنا يحفظ الاردن و يحفظك للبلد .
02-06-2014 01:49 PM
متاجرين
ان المقامرات غير المحسوبة التي يجريها من هم في موواقع المسؤولية فيما يتعلق باستضافة السوريين بدون تدقيق وحساب فقط طمعا بالدعم الدولي الذي لن يكون وان حدث بالصورة المرجوة تعويضا لما عرضتم هذا البلد لمخاطره ان الضغط الناتج عن دخول الالاف السوريين جعل الادني غريب في بلاده وانهك مقدرات البلد الشحيحة من المياه والبنى التحتية عدا عما هو اهم تدمير النسيج الوطني وعاداته واخلاقياته فما سوف تصنع ملايين الغرب حتى ووان جاءت سوف تملئ جيوب الفاسدين على حساب هذا الوطن فاوقفوا الدمار
02-06-2014 01:51 PM
قصورهم تتسع
ان اطلب ان يقوم المسؤولين الذين يصرون على فتح باب تدفق السوريين الى هذا البلد رغم ما تعرض له المواطن الاردني من تضيق في قوته وسكنه فلا سكن يستطيع الاردني براتبه ان يستاجر ولا عمل يجد وضاقت عليه الدنيا باستضافتهم بقصورهم ومزارعهم وفللهم فهم وابنائهم لن يتاثروا برتفاع بدل الايجار فقصورهم وفللهم وعماراتهم الطابقية لا تجعلهم بحاجة للاستئجار

فلك الله ايها المواطن صاحب الدخل المنحدر
02-06-2014 02:11 PM
نبيل
قد حكموا فيه أفاقين ما وقفوا يوما باربد او طافوا بشيحان ..شكرا أدهم
02-06-2014 02:12 PM
كركي توهان
بطلنا نعرف من أين نغرف أو نهرف
لأن الينابيع كثرت والميراد نضب
02-06-2014 02:13 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات