أبو فروه


منذ الصغر وأنا أذكر والدتي تقول جملتها المعروفة " بلاقي الصيف بفروة " عندما يعكس احدنا ملابسه وتكون غير مناسبة للطقس الذي نحن فيه ، أو عندما نرغب بعمل شيء لايتوافق مع طبيعة الطقس ، وهي مقولة ربطت بالطقس لأن الفروة لباس شتوي ثقيل ولايحتاجه الشخص سوى بالصيف .

وهذا حال ما خرج علينا به الوزير " الحلواني " في أخر صرعات المحروقات في الأردن ، خفض سعر الديزل والكاز ونحن في موسم الصيف وكانت الحرارة في اليوم الذي سبق التخفيض قد تجاوزت الثلاثين في عمان والأربعين في الأغوار والعقبة ، وربما يكون سبب التخفيض أن معاليه مصحوبا بدولة النسور غادروا الدوار الرابع مشيا على الأقدام " رياضة " وليس شعورا مع الشعب الفقير ووجدوا أن هناك نسمات من الهواء البارد أصابت " صباحهم " وعندها رجعوا إلى المكتب وقرروا أن يخفضوا الديزل والكاز .

وربما يكون هذا السبب لأن صباح يوم الرفع للبنزين بصنفيه والتخفيض للديزل والكاز كان صباحا ربيعيا باردا منعشا بعد يومين من الحرارة المرتفعة ، ولعل السؤال هنا ما السبب في تخفيض الكاز والديزل مع أن كليهما يخرجان من المواد التي يخرج منها البنزين " النفط " ، إلا إذا كانت هناك مصادر أخرى يتم من خلالها إخراج الكاز والديزل بخلاف ما يعلمه الناس .

والغريب في الأمر هنا أن الحكومة مهما حاولت أن تتصرف بحسن نية مع الشعب وبالذات بموضوع البنزين والديزل والكاز تكون نتيجة " حسن النية " تلك أن ترد عليها باللعنات والرفض من قبل الناس لأنها وإلى الأن تصر على ابقاء سر معادلة تحويل اسعار النفط العالمية كأحد أسرار العالم السفلي والتي لايمكن الوصول اليها إلا إذا كان الشخص من المخولين بذلك والمطلعين على تلك الأسرار في غرف مغلقة تقع في مباني مصفاة البترول في الدوار الأول والرئاسة في الدوار الرابع ، وبينها أنفاق وجحور ولايدخلها إلا أصحاب القلوب القوية والقادرة على الكذب مع إبتسامة تزين وجهها ، ولكن من هو أبو الفروة تلك الذي يريد أن يلبسها للشعب في " عز الصيف " ويقول ألشعب " آح الدنيا برد " مثل صباح ....؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات