يلعب النقل العام دورا هاما وحيويا في حياة الفرد والمجتمع فهو حامل اساسي للنشاط الاقتصادي والديمغرافي وهو جزء اصيل في التخطيط الحضري للمدن والحواضر ويعتبر المخطط الشمولي للمدن ناقصا وغير ذي جدوى اذا لم يشمل تخطيط للنقل العام ونتيجة لغياب العلاقة مابين التخطيط العمراني للمدن وتخطيط النقل العام كمنظومة متكاملة تبرز مشاكل النقل العام وازمات المرور بصورة حادة يصعب حلها على المدى القصير- فحلول ردات الفعل - لاتسمن ولاتغني من جوع – فالفعل المؤسسي المبني على العلم والمعرفة هو الاصل وهو الذي يغيب دائما من المشهد التخطيطي للمدن – ما تشهدة المدن الاردنية هذه الايام من ازمات في النقل والمرور ماهو الا نتيجة لغياب الدور المؤثر لعلاقة النقل العام بالتخطيط العمراني وان وجد مجازا فمصيرة –غرفة الارشيف – ليصبح جزءا من تاريخ المدن . لقد باتت مشاكل النقل العام بالتفاقم نظرا لغياب تخطيط النقل العام داخل المدن بصورة علمية تعتمد على الرقم والبحث العلمي الرصين ومع هذا الغياب غابت الاستراتيجيات والمشاريع العصرية لمواجهة النمو السكاني المتزايد والنشاط الاقتصادي المتسارع لقضايا النقل العام لهذا لابد من قرع الجرس مرة ثانية لاجهزة الحكومة والدعوة لعدم ترك مواجهة مشكلة النقل العام في العاصمة في اطار امانة عمان فالجميع يعلم بالوضع المالي التي تعاني منه الامانة والخبرة في مجال النقل العام قليلة – فالنقل العام انتقل الى الامانة قبل سبع سنوات لهذا فالكادر البشري حديث التجربة في التعامل مع قضايا النقل العام .عمان مدينة يتحرك بداخلها اكثر من ثلاثة مليون انسان واغلب المتنقلون يستخدمون السيارات الخاصه وهذا التنقل وبهذه الصورة يشكل كارثة ثقافية يجب اعادة النظر في تشكيلها بعد توفير – وسائط النقل العام الحديثة – التي توفر الوقت والحهد والاكلاف المالية على المتنقل عندها نستطيع التفرغ لضبط حركة السيارات الخاصة – المطلوب الان قبل الغد تشكيل لجنة عليا من الدوائر الرسمية بما فيها امانة عمان لوضع خطة استراتجية طويلة المدى للنقل العام داخل العاصمة اولا وخارجها تتضمن هذه الاستراتيجية دراسة شاملة للشوارع الرئيسة والارصفة والمواقف العامه ونوعية وسائل النقل العام التي تتناسب مع طوبغرافية مدينة عمان وجبالها – ان البدء في العمل اليوم هو المطلوب فعمان تنمو بصورة متسارعة عمرانا وسكانا وهذا النمو بحاجة الى خطط واستراتجيات مستقبلية طويلة الامد لقضايا النقل العام – ومن خلال خبراتي المتواضعة في الادارة المحلية وقضايا المدن يتبين لنا الان - ان اغفال دور النقل العام في العملية التخطيطية - سابقا – اثناء التخطيط لعمان جلب لها العديد من المشاكل قي ظل التشريعات القاصرة والتي في حينه ابعدت قضايا النقل العام عن واجبات الامانة مما ساهم كثيرا قي تعقيد مشهد النقل العام داخل عمان بهذه الصورة غير الايجابية – عمان بحاجة الى تضافركافة الجهود الرسمية والاهلية والى كل جهد مخلص من اجل ايجاد حل امثل لواقع النقل العام والتخلص من ازمات المرورالتي اصبحت هاجسا للمواطن يؤرق حياته اليومية في حله وترحالة