مشهد سياسي عربي يصعب تكراره في الايام أو السنوات القادمة يتمثل في كلا من انتخابات مصر الرئاسية وانتخابات سورية الرئاسية ، فكلا الرئيسين هما المرشحان للفوز رغم وجود منافسين لهم من باب ردء العين من الحسد لكلاهما ، وفي نفس الوقت ترقص شعبوهما على ايقاعين مختلفين الأول ايقاع مصري يستخدم فيه الطبل والمزمار وخصور نساء مصر وراقصاتها ، والثاني على ايقاع الصواريخ والبراميل لمتفجرة وعصابات بأسم الدين إعترت أرض سوريا " الشام " كعك لابد من تقطيعها لأخذ نصيبها منها .

وهذه المشاهد هي بمثابة ستارة المسرح التي ستغلق على احداث الربيع العربي وتنتهي قصته وكأن الحدث لم يكن أًلا وإنما كان مجرد تهوهمات وأضغان أحلام شعوب عربية حلمت به في ليلة صيف غربية المناخ ودون غطاء " باردة جدا " ، السورين يتراكضون لصناجيق الإقتراع في كلا من عمان ودمشق لإعادة حكم بشار لهم ، والمصريين يركضون في عمان والقاهرة لإعادة حكم " مبارك " بشخص السيسي لهم .

وكلا من النظامين السياسين كانا من أول من قام بتسويق مفاهيم كالعروبة والقومية والمقاومة وبقية مصطلحات حكم الإنقلاب العسكري منذ عشرات السنين ، وكأننا أمام مشهد يعاد من جديد ولكن من خلال شاشات سينما ثلاثية الابعاد وبالألوان وليس ابيض وأسود ، وهي حالة لاتختلف عن ما تقوم به هوليود من إعادة انتاج افلامها القديمة " الأبيض والأسود " بالالوان وبأبعاد ثلاثية ، مع أنها تعرض نفس الأبطال ونفس الأحداث ولكن دهشة اللون والبعد الثالث تفقد من يشاهدها التركيز ويصدق نفسه بأنه يشاهد الفيلم هذا لأول مرة ، ونحن اليوم بإنتظار نسب النجاح التي ستكون خارقة وصاعدة لحدود السماء ، وربما تشابه ارقام البوكس أوفس الأمريكية لمثل هذه الأفلام وذلك لأن عدد الشعوب أيام الابيض والأسود لم يكن بنفس عدد شعوب الأبعاد الثلاثية والملون .