طبول الحرب في درعا .. ؟


- نيف وثلاث سنوات مضت على فوضى الصراع ، الحروب ، الموت ، الدم ، التهجير والدمار في سورية ، دون أن نعرف من يُقاتل من...؟ ولماذا...؟ ، كما لايُمكن لأحدنا أن يتنبأ أو يرسم تصورا إلى ما ستؤول إليه النتائج وقد إختلط الحابل بالنابل ، وبذلك يبدو أن هناك قوى خفية تُخطط لإبقاء الحال على هذا المنوال وإلى ما شاء الله ، وذلك لغاية في نفس يعقوب ، ونحن لا ندري من ذاك اليعقوب الذي من المؤكد أنه ليس نبي الله يعقوب عليه السلام ، الذي ستتحقق غاياته وسيبتهج بالموت ، الدم ، الدمار ، التشريد واللجوء وربما تقسيم سورية على نحو طائفي ، عرقي ، مذهبي وربما ذكوري وأنثوي ، بعد أن بتنا في زمن اللاأدري...!!!

- الدم النقي القومي ، العروبي والإسلامي والمسيحي ، إن في سورية ، الأردن ، فلسطين ولبنان هو دم شامي نقي واحد وموحد ، وهو ما فرض ويفرض على المملكة الأردنية الهاشمية ، الأرض ، الشعب ، الدولة ونظام الحكم ، أن يعيشوا الحالة "الأزمة...!!!" السورية بكل تفاصيلها اليومية وثانية بثانية ، في بيوتهم ، معيشتهم ، عقولهم ، ضمائرهم وحياتهم بمجملها ، رُغم ما أدت إليه هذه الأزمة السورية من تفاقم لأزمات الأردنيين في مختلف مناحي الحياة ، صحة ، تعليم ، سكن وعمل وغيره ، وقد صبر الأردنيون على كل هذا برحابة صدورهم ، بعروبتهم ، ثقافتهم ، دينهم ، إيمانهم بفلسفة الحكم الهاشمي ذات الوسطية ، الإعتدال وعدم التدخل بشؤون الدول الأخرى التي تربّوا عليها ، ناهيك عن أن الأردن ومنذ تأسيسه لم يسبق له أن وجه بندقيته تجاه أية دولة عربية ، رُغم ما تعرض ويتعرض له الأردن من ظلم ذوي القربى وفي كثير من الأحوال ، ولا أعتقد أن يحدث أي تغيير سلبي في المزاج الرسمي أو الشعبي الأردني ، مهما يحصل من تفاقمات وأزمات متتالية متوقعة سيتعرض لها الأردن والأردنيون ، كنتاج لحالة الإستعصاء التي تشهدها الأزمة السورية ، وذلك ما دام الأردن والأردنيون في منأى عن الفوضى ، الحرب ، الموت والدم .

- بالطبع كما هو الحال في جميع شعوب الأرض ، فإن الغالبية المطلقة من الناس في سورية لم تكن لتنخرط في السياسة ، كما أنها تتحاشى الإحتكاك بأنظمة الحُكم وأجهزته ، وخاصة في الدول المحكومة من قبل أنظمة شمولية وغير ديموقراطية ، والأمر أسوأ جدا على هذه الأغلبية حين يكون الحكام طغاة ومستبدين ، كما هو الحال في معظم الدول العربية ، الشرق أوسطية وما يُعرف بالعالم الثالث ، وترتفع وتيرة السوء وتصبح المعاناة أشد قسوة على الناس ، حين ينحاز الحاكم لعرق ، دين ، مذهب أو طائفة ويحابيها على بقية الشعب ، ويسمح لها أن تعيث في الأرض فسادا وتمارس العنصرية على بقية المجتمع ، كما هو الحال في سورية سابقا وحتى الآن ، وهو ما يُضاعف هموم الأردنيين تجاه الشعب السوري الشقيق مرات ومرات .

- أكيد أن الأردنيين كما هو دأبهم لن يتخلوا عن أهلهم في سورية ، ولكن ماذا إن صحت المعلومات المتداولة والمؤشرات المتلاحقة ، التي تشير إلى أننا على أبواب معركة سينفذها النظام السوري في درعا...؟؟؟ ودرعا هذه كجزء من سهول حوران لصيقة ومتداخلة مع مدن ، بلدات وقرى الشمال الأردني وضمن حدود تمتد لمئات الكيلو مترات...!!!

- إن حدث وقرر النظام السوري أن يقتحم درعا وريفها ، ويبدو أنه بصدد ذلك وسيفعل ، وربما تقوم المعارضة السورية بإشعال معركة درعا ، في محاولة الوصول إلى دمشق ، مما يعني أن الخطر داهم في كل الأحوال . فماذا أنتم فاعلون أيها الأردنيون النشامي والأشاوس...؟؟؟ ، وأنتم تعلمون يقينا أن لا مكان للحق والحقيقة في الأزمة السورية ، إلا ما نعرفه جميعا وهو أن هناك عدة منظمات بمسميات إسلاموية وتُعد بالمئات ، والإسلام بريئ منها كبراءة الذئب من دم ابن يعقوب ، منظمات وجماعات منها المأجورة ، المأفونة ، ممسوحة الأدمغة ، تكفيرية ومشحونة العقول بخزعبلات جهادية...!!! ، وفي واقع الأمر هي مجرد أدوات وبيادق وبنادق إرهابية ، بعض المنتمين لها من الأردن وغالبيتهم من أصقاع المعمورة ، وقد عشش في أدمغة بعض قادتها وأفرادها قصة أن الأردن أرض الحشد والرباط ، الذي ستتعامل معه هذه العصابات الإرهابية ، بمنظور الحق الذي يُراد به الباطل .

- إن حدث أن يكون أحد هؤلاء بريئا في نظرته للحشد والرباط ، لكنه سيكون جاهلا يقع في معصية إزهاق روح إنسان ، حين ينطلق دون الإلتفات لموازين القوى ، ودون أن يكون هذا الحشد والرباط ، موجها لمُقاتلة اليهود ودحرهم عن القدس ومقدساتها وكل أرض فلسطين ، لتعود لعروبتها وإسلاميتها ، وهذا يحتاج لجيوش محترفة ومؤهلة ، ولقدرات عسكرية وخطط مدروسة في مواجهة العدو الصهيوني ، وكل ذلك يبدأ بجمع معلومات إستخبارية تُبنى عليها الخطط ، ليتم تحديد زمان ومكان إشعال المعركة المُفترضة...!!! ، لكن في ظن هؤلاء الموتورين أن القتل ، التفجير الإرهابي ، قتل المدنيين الأبرياء ، إزهاق الأرواح البريئة وإسالة دماء الأطفال ، النساء والعرسان كما حصل في فنادق عمان ، هي الحشد والرباط وهي الجهاد في سبيل الله .

- أيها الأردنيون ، يبدو أن طبول الحرب تقرع بوابة درعا ، عاجلا أم آجلا ، بفعل النظام السوري أو معارضيه ، فنحن وإن كنا على يقين بقدرات وحرفية قواتنا المسلحة الأردنية الهاشمية ، وبسالة رجالها التي نفخر بها وبقدرات وبسالة رجال أجهزتنا الأمنية وحرفيتها ، المخابرات العامة ، الأمن العام ، قوات الدرك والدفاع المدني ، فإن كل أردني وأردنية مدعوا ليصطف في صفوف هذه الأجهزة ، ليكون عينا ومعينا لها ، في الوقت الذي ستعم فيه الفوضى ، والتي قد تتيح لبعض أعداء الأردن ، باغضيه وحاسديه التسلل للنيل من أمننا وإستقرارنا ، ولنا أسوة بما تعرضت له فنادقنا يوم التفجيرات الإرهابية ، فهل نحن فاعلون...؟؟؟



تعليقات القراء

ابو غليون
ما جبت شي جديد
29-05-2014 01:58 PM
جمس النمس
ان السلاح جميع الناس تحمله و ليس كل ذوات المخلب السبع
30-05-2014 10:17 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات