الانتخابات السورية .. الاقتراع اقوى من "الهاون"وخطوة للخروج من الازمة


تتعدد وتتباين القراءات حول الانتخابات الرئاسية السورية التي بدأت اليوم في سفارات الجمهورية العربية السورية في الخارج وتنطلق في الثالث من حزيران القادم في المحافظات والمناطق على الارض السورية ، فمن معارض مشكك بنزاهة هذه الانتخابات وامكانية اجراؤها وعدم قانونيتها الى داعمين لاجراء هذه الانتخابات باعتبارها الخطوة على الطريق الصحيح للخروج من الازمة التي تعيشها سوريا وشعبها على مدى اكثر من ثلاثة اعوام .

لقد تم قبول طلبات الترشح التي ابقت فقط على ثلاثة مرشحين من بينهم الرئيس السوري الحالي بشار الاسد الاوفر حظا بالفوز بهذه الانتخابات ، الحكومة السورية بكافة مؤسساتها تبذل الجهود لتامين عملية الانتخاب بيسر وسهولة في مشهد شعبي وسياسي يشير الى ان الوضع السوري القادم سيكون محكوما بلا شك في صناديق الاقتراع التي يصر الشعب عليها واصوات الانفجارات التي تعودها السوريون خلال السنوات الثلاث الاخيرة التي تمارسها قوى ما يسمى " المعارضة" التي تسعى الى التصعيد الارهابي على الارض مقابل الموقف الشعبي الداعي لوقف الحرب واستعادة الامن والاستقرار ووسط سخط بعض الدول الخارجية ، في حين الحكومة السورية وكما شاهدنا اليوم ماضية في الاستحقاق الدستوري وغير آبهة لتطبيل وتهديدات هذه القوى الظلامية الشريرة .

المراقبون السياسيون والاعلاميون يرون ومن خلال متابعتهم لعملية الانتخاب التي جرت اليوم في السفارات السورية واستطلاعاتهم لبعض اراء المشاركين فيها ورأي الشارع السوري من ناحية ووضع الانتخابات من ناحية قانونية ان سوريا التي تمر بمرحلة حرجة اليوم بحاجة الى الامن والاستقرار وليس الفراغ واطالة الحرب والدمار والتهجير والتدمير ، وهو ما يدفعني لدعوة المشككين في الانتخابات وقانونيتها وضرورة اجراؤها بأن يدفعوا بالسوريين الى صناديق الاقتراع وليس العكس لان السوريين بحاجة للخروج من ازمتهم وهم شعب يستحق الامن والعيش بسلام وهم بحاجة لتحقيق ذلك الى من يستطيع انقاذ سوريا من الكابوس الذي يخيم عليها منذ سنوات ، وفي السياق يستوقفتي بخجل واستغراب تصريح الرئيس الاميركي اوباما اليوم عن عزمه تقديم المساعدات الى ما يسمى " المعارضة المعتدلة " في سوريا في اشارة الى استمرار امريكا ومعها الغرب الضآل عن الطريق بدعم الارهاب وفي الوقت نفسه يقدم 5مليارات من الدولارات لمحاربة الارهاب ...تناقض واضح في جدية المواقف الغربية والامريكية التي تعودنا عليها منذ بدء الازمة في سوريا ، التناقض يتضح في تأكيد اوباما نفسه وفي نفس الوقت بان لا حل عسكري في سوريا ؟؟؟ فماذا يعني اذا مثل هذا القول والتصريحات ؟ هل تندرج في اطار الكذب المتواصل عن دعم المعارضة وضرب سوريا واسقاط نظام الاسد وتشكيل "اصدقاء سوريا " والهدف اطالة امد الحرب في سوريا وتدميرها؟ وهو ما اصبح اليوم مكشوفا لكل السوريين والشرفاء من ابناء الامة العربية .

لذا عقد السوريون العزم على المضي في الاستحقاق الرئاسي لاختيار رئيس شرعي لهم يقود البلاد الى بر الامان ، مؤمنين بان الانتخابات هي السبيل الاوحد للخروج من نفق الصراعات الدموية الى الفضاء الواسع من الحريات والامن والاستقرار وبناء سوريا قلعة اقتصادية وواحة من الاستقرار ينعم اهلها بالسلام وهو ما لمسناه جميعنا اليوم في الاقبال الشعبي الكبير لابناء سوريا ومعهم اردنيون على مبنى السفارة السورية بعمان للادلاء باصواتهم لاختيار الرئيس السوري القادم ، التهافت الذي فرض تمديد الاقتراع يوما اخر يعبر عن توق السوريين ورغبتهم باستقرار بلادهم وايمانهم بأن الخروج من الازمة يكمن في اختيار رئيس قوي قادر على تجاوز المحنة والمضي بسوريا وشعبها الى بر الآمان وتوفير العيش الكريم للشعب السوري الطيب.

ما لمسناه في عمان ينسحب على كل المقترعين السوريين من الجزائر غربا وموسكو وعمان وطهران وباقي العواصم التي سمحت للسوريين بممارسة حقهم الدستوري وهم يرددون التحية والاعتزاز بالجيش العربي السوري وهو ما يؤكد ثقتهم بشخص الرئيس بشار الاسد القائد الاعلى للجيش السوري وهو ما يدل على انه يحظى بثقة الغالبية الشعبية في الاوساط الاكاديمية والمثقفين والطبقة الوسطى والبرجوازية وسكان الارياف الذين ينظرون اليه كأمل في استعادة الاستقرار الامني والحياتي لسوريا .

الانتخابات برأينا هي استحقاق دستوري والاقتراع واجب وطني تقرره الدولة ويمارسه الشعب وهنا فالدولة والحكومة السورية هي صاحبة القرار والشعب السوري هو الوحيد القادر على تقرير مصيره ، اسرد هذا لاني اعرف كما يعرف الجميع ردات الفعل المتوقعة من دول الغرب وامريكا من عدم الاعتراف بالانتخابات والتشكيك في نزاهتها وما الى ذلك من هلوسات في الدوائر الغربية وفي واشنطن الداعمة لاستمرار الحرب على سوريا الوطن والشعب وهو ما ساهم بشكل ايجابي في رفع شعبية الرئيس الاسد وهذا التهافت الشعبي على صناديق الاقتراع لان الجميع يحتاج للخروج من الظلمات الى النور والامن بعد ان خرجت المجموعات المسلحة المدعومة من امريكا والغرب والبعض العربي عن في ممارساتها عن الاطر الشرعية لتتحول الى مجرد عصابات ارهابية تقتل وتكذب وتدمر وتتهم الاخرين وتتقانل فيما بينها تمثل قوى سياسية خارجية على ارض سوريا والخاسر هو الشعب السوري وهو ما يحتم على السلطات السورية الحاكمة مواجهة هذه المجموعات ودحرها والقضاء عليها لانها تشكل خطرا ليس على سوريا فحسب ، بل على المنطقة والعالم بأسره ، ستعمد هذه المجموعات المتشظية اصلا الى التصعيد خلال الايام القادمة وفي ساعات الاقتراع برعاية امريكية وغربية في محاولة لاعاقة او عرقلة الانتخابات ، فالتهديد بالانفجارات والمفخخات امر متوقع وزيادة وتيرة الارهاب نهج ستلجأ اليه تلك المجموعات الا انها لن تثني السوريين عن المضي في مسيرتهم الديمقراطية واجراء الانتخابات وشعارهم " الاقتراع اقوى من الهاون والرصاص" وستمر الانتخابات بنجاح وتسقط امامها كل الرهانات لان الشعب اليوم متأهب ومستعد للاقتراع لاختيار رئيسه لانهم مؤمنون بانها هي الخطوة الاوحد والفصة للخروج بسوريا من أزمتها والوصول الى السلام المنشود والسلم الاجتماعي المطلوب وغير ذلك يعني البقاء في دائرة الصراع والموت والخراب ورهائن الفراغ السياسي والامني .



تعليقات القراء

االهمز
لم افهم اشي
29-05-2014 02:59 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات