مصالحة عباس وحماس والصهاينة الأنجاس


بداية دعوني اقول من قلب اردني صادق مع نفسه ومع ربه , بأن من يكره ان يلتقي الاشقاء في فلسطين على صحن واحد فهو زنديق , ولكن دعوني اتساءل : هل المصالحة الفلسطينية التي جرت بالامس بين فتح وحماس حقيقية ؟ , ام هي مصالحة وقتية كردة فعل نكاية بدحلان لسد الطريق امامه لمنعه من الوصول لسدة الرئاسة؟.

فما جرى من مصالحة بين حماس وفتح بالامس القريب اعتقد جازماً بأنها ليست مصالحة حقيقية هدفها خدمة المشروع الفلسطيني برؤية دولتهم المستقلة على ارضهم , ولكنها مصالحة براغماتية استخدمتها حماس تحت حجة ان عباس اخف الضررين بعد اكتشاف المخطط الذي يقوم به دحلان واتباعه للاستيلاء على السلطة , كما ان عباس اختار خطر حماس لقطع الطريق على دحلان الساعي للوصل الى زعامة السلطة تمهيداً لانقلاب فتحاوي جديد على حماس في غزة والضفة الغربية بدعم صهيوني وبغطاء عربي امريكي كامل ومدروس .

فمسألة المصالحة الفلسطينية الحالية ليست جديدة ,بل سبقتها مصالحات عديدة لم يكتب لها ان ترى النور لانها لم تكن مصالحات وطنية الطابع بل ذاتية الاهداف والمطامع تأتي كردة فعل على مواقف آنية ليس اكثر , فكلنا يتذكر 2006 الذي شهد تنظيم ثاني انتخابات تشريعية فلسطينية، والتي شاركت بها حماس لاول مرة وحققت فوزاً كاسحاً مهد الطريق لها لتشكيل حكومة وطنية , وسرعان ما انقلب عليها دحلان بقوله لعناصر فتح حرفياً : " من العار عليكم المشاركة في حكومة ترأسها حماس " , فحدثت اشتباكات ومواجهات دامية في غزة , قتل خلالها العشرات من الطرفين , فكشفت تلك المواجهات الوجه الهش لدحلان واتباعه عندما لاذوا بالفرار وتم طردهم بالكامل من غزة .

وما هي الا ايام قليلة حتى تم عقد اتفاق مصالحة جديد في مكة بعد تلك الاحداث الدامية , ولم يكتب لها رؤية النور من جديد بعد أن تجددت الاشتباكات بين مسلحي فتح التابعين لدحلان وقوات حماس، والتي انتهت بسيطرة حماس العسكرية بالكامل على كل شبر من غزة , تبعه سيطرة سياسية كاملة بتاريخ 14/6/2007, بعد أن فرت ابرز القيادات العسكرية لفتح في غزة امثال دحلان ورشيد أبو شباك والمشهراوي.

فالمصالحة الفلسطينية لن يكتب لها النجاح ليس لان اهلنا في فلسطين لا يرغبون برؤيتها , بل لان قياداتهم يتطلعون لرؤية مصالحهم الشخصية وليس في اجندتهم مصالح وطنية , فالمصالحة لن يكتب لها النجاح , لان امريكا ستدخل على الخط وتهدد السلطة الوطنية بقطع المساعدات عنها اذا تحالفت مع حماس , وعلى عباس الاختيار بين المصالحة وبين حماس .

فالموقف المتغطرس للصهاينة من موضوع المصالحة بين السلطة الوطنية وحركة حماس يدل على شيء واحد فقط هو منع الشعب الفلسطيني من الجلوس على صحن واحد لابقاء الصف الفلسطيني مشرذم مقطع الاوصال لحين الانتهاء من فرض السيطرة الكاملة على القدس واعلانها عاصمة يهودية بالكامل .

فلا حماس ولا عباس جادين بتحقيق المصالحة الفلسطينية بدلالة تصريح الزهار احد ابرز قادة حماس والذي اورد فيه ان المصالحة لن يتم خلالها سيطرة السلطة على غزة , فأي مصالحة هذه اذاً ؟.
اعتقد جازماً بأن المصالحة بين حماس وفتح ليست صادقة وحقيقية هدفها تحقيق رؤى الشعب الفلسطيني وتطلعاته برؤية دولته المستقلة على ارضه , بل هي مصالحة كاذبة لقطع الطريق على عدويهما دحلان واتباعه ,ولذلك اصدرت محكمة صلح رام الله بصفتها الجزائية قرار ادانة محمد دحلان عضو المجلس التشريعي الفلسطيني بتهمة الذم والقدح والتشهير بمؤسسات السلطة الفلسطينية وحكمته غيابياً بالسجن لمدة عامين.

وقفة للتأمل :" مَن قتل عرفات لا يبحث عن مصلحة الشعب الفلسطيني , بل يسعى لشرذمته وتقطيع اوصاله, لانه كان يمثل بيضة القبان لكل الفصائل الفلسطينية".



تعليقات القراء

النورس
اول مرة بتحكي صح ياقرعان...
26-05-2014 05:09 PM
فروج بلدي
انت خليك بحالك وحل مشاكلك الشخية اول، موضوع فلسطين اكبر منك ومن قدراتك الذكية
27-05-2014 08:42 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات