رئيس وزراء خريج صف تاسع .


رفعت رأسها وطرحت سؤالها وأبقتني تاءه في كيفية الإجابة عليه ، إبنتي في الصف التاسع عليها إمتحان تربية وطنية ومدنية وتحاول منذ الأمس أن تصل لإجابة سؤالين في الكتاب ، الأول لماذا يتم إعادة ما طرح في الكتب السابقة منذ سنوات ؟ ، ولماذا يتحدثون عن الدولة وكأنها جميلة جدا ولاينقسها شيء ، وأنهم يضعون المعادلات الإقتصادية والاجتماعية ويقدمون نتائجها والحلول ؟ ومع ذلك يبقى البلد هكذا كما هو من سنوات ؟ .

وعندها تناولت كتاب التربية الوطنية والمدنية وتصفحت عنوانيه ، وكانت فعلا صدمة كبيرة لي لأن محتوى الكتاب تم إعداده من قبل فريق وطني يتكون من ثماينة يحملون درجة الدكتوراة وتم تحرير المادة علميا ولغويا من قبل ثلاثة يحملون درجة الدكتوراة ، وبه عنوانين كبيرة وواضحة لمفاهيم كثيرة أبسطها مفهوم الدولة الناجحة والمتقدمة ، والكثير من المفاهيم الإقتصادية من مثل " الكفاءة الإقتصادية " و " والتضخم والدين العام " وتحت عنوان " الأمن الإقتصادي " ، وهناك وحدة كاملة تتحدث عن " الأهمية الاجتماعية والأخلاقية للعمل " ووحدة أخرى تتناول "المؤسسات الإقتصادية والإدارية" ، والوحدة الأخيرة تطرح " السيرة الحضارية للأردن " وتم تناول محافظتين السلط والطفيلة نموذجا .

وفي العودة لسؤال إبنتي المطروح منذ بداية الفصل الدراسي في ذهنها حاولت البحث عن إجابة بعيدة عن إصابتها بصدمة " وطنية " وكنت أرغب بتقريب المفاهيم لعقلها بعيدا عن التطبيق الواقعي الذي يعكسه حال البلد ، وكان لابد من الهروب من جغرافيا الوطن " الأردن " و" العربي " واللجوء للنموذج الأوروبي الغربي في تحقق كل ما تم طرحه من مفاهيم وقواعد وحلول للجوانب الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لأوكد لها أن ما يحتويه الكتاب هو صحيح هناك وعندها عليها أن لاتفكر بالجانب التطبيقي من دروسها .

والغريب هنا أن كل من تناوب على رئاسة الحكومة وتبعه وزراءه يعلمون ما هو مطروح في هذا الكتاب وبقية كتب المناهج للصفوف الأولى والأساسية وبمستويات أكاديمية أعلى من مستوى الصف التاسع ، وأمور بلدنا تسير للخلف در وليس للأمام كما تطرح هذه المناهج ، والحقيقة أننا بحاجة لرئيس وزراء يحمل مؤهل تاسع إبتدائي كي يدلنا على الإجرء المطلوب للوصول لما تم طرحة من نتائج وحقائق وجدت في هذا الكتاب ، والتساؤل الأخر الذي طرح منذ فترة علي من قبل إبنتي يتعلق بقصة المياه لدينا لأن كتب علوم الأرض تقول أن الأردن به وفرة في المياه وأن كمية المياه الجوفية كبيرة ، وكتاب مادة التربية الوطينة يطرح معلومة أن البلد يعاني من شح المياه وأننا من أفقر عشر دول في العالم بالماء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات