المعجزة والبابا والهولوكوست


حدثت معجزة الإسراء ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي بارك الله حوله ثم المعراج إلى السموات العلى.

وقد صلى نبي الإسلام محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه إماما بإخوانه الأنبياء سلام الله عليهم جميعا في المسجد الأقصى وهي دلالة أولى على الوحدة الجغرافية للمنطقة و أنها يجب أن تكون في ظل راية الإسلام بحكومة إسلامية دستورها القران.

والدلالة الثانية انه يجب على جميع أصحاب الشرائع السابقة إن يدخلوا في الإسلام لان صلاة الأنبياء خلف النبي الخاتم تعني لإتباعهم إتباع شريعة الإسلام مع ترك الحرية لهم في ذلك بنص القرآن الكريم (من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) مع التحذير في نص قرأني آخر (ومن يبتغٍ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) وذلك لان الأنبياء السابقين جاء كل منهم لقومه في حين أن محمدا صلى الله عليه وسلم جاء للناس كافة.

ويجب على الساسة والعلماء توضيح حقائق الإسلام كما وردت في القرآن الكريم لهؤلاء الناس بصراحة ليكونوا على بينة من أمرهم ولا يجوز خداعهم بمعسول القول وإخفاء حقائق الإسلام عنهم تزلفا .

كما يجب على الساسة والعلماء المسلمين مصارحة (البابا) الذي يزور الأردن حاليا بهذه الحقائق مع توجيه النصيحة له وللإعلام كافة بعدم استخدام أو التلفظ بكلمة (قداسة) وإلصاقها باسم البابا لان القداسة هي لله تبارك وتعالى أو لكتبه أو لبعض الأماكن مثل مكة والقدس أما الأنبياء الذين هم اشرف الخلق وأكرمهم على الله فلا يجوز أن تسبق أسمائهم كلمة(قداسة)أو يوصفوا بها إذ لا يجوز تقديس البشر .. فإذا كان هذا لا يجوز للأنبياء فهل يجوز لغيرهم ؟ .

وإنني هنا أطالب (البابا ) بتقديم الاعتذار للمسلمين عن (المذبحة) التي ارتكبها جده البابا (اوريان الثاني)بحق المسلمين وبحق المسجد الأقصى .فقد أعلن البابا (اوريان الثاني ) الحروب الصليبية على المسلمين عام 1088بعد أن نشر شائعات كاذبة تقول أن المسلمين يؤذون النصارى في بيت المقدس .وفي عام 1095دعا المتطوعين من كل دول أوربا لتشكيل جيش مسيحي لاحتلال القدس.

بعد مرور أربع سنوات من تحرك هذا الجيش الصليبي باتجاه فلسطين وقعت القدس بأيديهم بعد معركة استمات فيها المسلمون في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى ويقول احد كهنتهم (لقد أفرط جيشنا بسفك دماء المسلمين حتى صارت الأشلاء تعوم في الدم في ساحة المسجد وما عاد الجنود يطيقون رائحة البخار المنبعث من الجثث .

قسّم الصليبيون الغزاة المسجد الأقصى إلى أربع أقسام .. قسما جعلوه كنيسة وقسما مساكن للفرسان وقسما مستودعا للسلاح والقسم الرابع إسطبلا للخيول).

استمر هذا الاحتلال الصليبي للقدس والمسجد الأقصى 90 عاما حتى جاء صلاح الدين الأيوبي بـ12 ألف مقاتل مسلم فكانت معركة حطين ونصره الله فيها على الصليبيين فانهزموا وتابع سيره نحو القدس والمسجد الأقصى فدخلها سنة 1187وسمح لمن بقي حيا من نصارى أوروبا بالعودة إلى بلادهم .

ونتساءل هنا لماذا طوال مدة احتلال الصليبيين الأوروبيين لفلسطين والقدس لم يسمحوا لليهود بدخولها ولم يفكر اليهود بتقديم طلب للسماح لهم بدخول فلسطين ذلك الزمان وعلى (نتنياهو)أن يجيب على هذا التساؤل .

كما نتساءل أيضا هل يفعلها المسلمون اليوم إذا ما استعادوا فلسطين قريبا إن شاء الله ويسمحوا لمن يبقى حيا من يهود أوروبا الغزاة بالعودة إلى بلادهم التي جاءوا منها أم أنها ستكون لهم (الهولوكوست الحقيقية) لقطع دابرهم؟



تعليقات القراء

نسرين
مقال جميل جدا .
28-05-2014 11:38 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات