" هز وسط " طبي


"آخ يا مفاصلي " أخر ما تكلمت به راقصة البحر الميت أمام مجموعة من أطباء المفاصل والروماتيزم ، ورقصة لساعات وهي مطمئنة بأن نهاية رقصها سوف تجد عشرات الأطباء يقدمون لها النصائح الطبية في كيفية التخلص من هذا الألم مع عشرات البطاقات الخاصة بعنوانين عياداتهم وتلفوناتهم الخاصة ، وهؤلاء الأطباء جسلوا في البحر الميت لساعات وهم يتعلمون درسا في تشريح المفاصل في الهوءا الطلق وبعيد عن غرف التشريح التي تركوها منذ ايام الدراسة ، وتعلموا في هذه الساعات كيفية تحريك مفصل الخصر والحوض والركبة ومفاصل فقرات الظهر ولماذا يمكن لفقرات الظهر أن تنثي للخلف دون آلم وتكسر طبيعتها العظمية ، وإنتهى آلم مفاصل الراقصة ودرس التشريح بعودة حميدة للعاصمة عمان لولا أن قام أحد " الخونة " منهم بتصوير ما تم عرضه من دورس وتم نشره عبر المواقع الإخبارية الإلكترونية واصبح درس الراقصة فضيحة طبية بدرجة إمتياز .

قبل سنوات قليلة وفي برنامج تلفزيوني قمت بإستضافة نقيب الأطباء لمحاورته حول حجم الفساد المالي المبطن الذي يمارسه الأطباء مع كلا من شركات الأدوية والمختبرات ومراكز الأشعة والتحاليل ، ومن خلال استطلاع ميداني لأحد أكبر تجمعات الأطباء في الأردن وسؤال العديد من الناس الذين خرجوا من عيادات ومراكز هذا الشارع كانت النتيجة أن هناك نسبة مرتفعة من الناس تؤمن بأن هناك إتفاق مبرم ما بين الأطباء والشركات وهذه المراكز مقابل عمولات يتقاضونها عندما يتم تحوليهم لها من قبل الطبيب ، ونقيب الأطباء أنكر ذلك وقام بالدفاع عن زملاء المهنة ووصل به الأمر أن قام بشرعنة هذه السلوك .

وفي جانب أخر من الحوار كان السؤال عن قيمة الأجور التي يتقاضاها الأطباء من قبل المستشفيات عن عملهم الجراحي ولماذا يتم وضع أجور الطبيب خارج الفاتورة التفصيلية للمستشفى ودون أية قيود ضرائبية ، وأجاب النقيب أن هذا الأمر لايتم وأن قطاع الطب في المملكة من أكثر القطات الذي يدفع ضرائب ، وفي سؤال عن السبب الذي يجعل الطبيب يتحول للوحة إعلانات لشركات الأدوية لأن القانون يمنع الاعلان عن الأدوية في وسائل الاعلام كافة ، أجاب بأن هذا ليس إعلان بل طريقة لتسويق أفضل انواع الأدوية للمواطن ، ومع ذلك ذكرت إحدى التقارير المالية أن شركات الأدوية في الأردن تنفق أكثر من خمسة ملايين دينار أردني على تسويق أدويتها وخصوصا التي تصرف للأمراض المزمنة على رحلات وأجهزة كهربائية وطبية ومؤتمرات " كمؤتر هز الوسط " للأطباء .
وفي نهاية هذا الدرس في التشريح وعلى الهواء مباشرة نترك الأطباء مع هز وسط الراقصة إلى أن يأتي يوم ويهز أحدهم وسط هذه العلاقة السرية بين شركات الأدوية والأطباء .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات