ادهم غرايبة يكتب لـ"جراسا" : الأردن و الخليج و إيران


كتب ادهم غرايبة - نهاية الشهر الحالي ينوي أمير دولة الكويت الشقيقة زيارة طهران من " أجل فتح صفحة جديدة " في العلاقات بين البلدين بحسب البيان الرسمي المعلن.

قبل أيام وجه وزير الخارجية السعودي دعوة لنظيره الايراني لزيارة المملكة لغايات " التفاوض " .

العلاقات العربية – الإيرانية عموما و الخليجية – الإيرانية خصوصا تتجه نحو تفاهمات تمهد لتطوير العلاقات و فك الإشتباك في عدة ملفات . هناك قضايا حيوية تستدعي , أكثر من أي وقت مضى , " التفاوض " المباشر و الحديث وجها لوجه و بصراحة لحسم الحرد الدائم و إنهاء المعارك بالوكالة التي تحدث على مستويات أمنية و سياسية في سوريا و لبنان و اليمن .

الحديث مع الإيرانيين مصلحة مشتركة و مفيد للطرفين العربي و الايراني فنحن - رغما عن المهوسين بالقتل و الإحتراب و التعصب الطائفي – شركاء في الدين و شركاء في التاريخ و شركاء في المخاطر الصهيونية التي تستفيد من إنحراف مسارات الربيع العربي اولا و تستفيد من حالة الحرد بيينا و إيران ثانيا.

خضنا مع إيران نزاعات طويلة في كل العصور و قد أن الأوان للتخلص من كل عقد الماضي من كلا الطرفين فايران اليوم قوة إقليمية بنت إقتصادا وطنيا ضخما و قوة عسكرية جبارة تخشاها دول عظمى و لديها نفوذ إقليمي متجذر في سوريا و لبنان و اليمن و هذا ليس عيبا حتما و ليس مدعاة للاستعداء , بالاساس , لان ذلك السلوك متعارف عليه دوليا و ان كان من أطراف عربية تستعدي ايران بسبب هذا النفوذ فما على العرب إلا أن يلوموا أنفسهم لسماحهم بحدوث ذلك بفعل " إنشغالاتهم " في التفسخ و التحشيد المذهبي و في تغييب الرابط القومي بينهم لحساب جماعات تكره الحياة و تعادي الإنسانية و تقدم خدماتها الجليلة لكل من يريد شرا بأمتنا !

لدى البعض اراء شرسة تجاه ايران باعتبارها دولة " شيعية " , إذا كان التشيع خطيئة فالأولى بإيران أن تحاسب العرب لانهم أدخلوا لها التشيع مع فتوحاتهم كون أصل التشيع عربي و هو , للعلم , له حيثياته السياسية و الفكرية أكثر منها الدينية .

هناك خرافات حول التشيع تحظى بالتداول بين الجهلة لا أساس لها من الصحة فيما يتم تحريف كثير من الاراء الشيعية لغايات تكريس التنافر و مثلمانحظى بمنظرين للفتنة و مروجيين لها فأن الجانب الشيعي يحظى هو الاخر بنصيبة من هؤلاء! المضحك حقا ان كثير من الناس من غير الملتزمين اسلاميا من يتشدد تجاه تعاليم الشيعية و المسيحيين !

هؤلاء يجب ان يعزلوا و ينحوا جانبا على اقل تقدير .

أساسا لا يوجد في العلاقات الدولية اي إعتبار" لدين الدولة " . العلاقات الدولية تقوم على اساس مصالح الشعوب . ثم لماذا يجب علينا التوقف عند هذا الأمر و إعتباره مانعا لا يمكن تجاوزه إذا كنا نقيم علاقات مع " دولة اليهود " - بحسب ما يطلبون منا الاعتراف به ! و اذا كنا نقيم مع دول لها اهواء بوذيه و دول اخرى ملحدة ؟!

البعض الاخر يستعيب على ايران ان تكون فارسية القومية دون ان يستعيب على نفسه ان يكون هو عربي القومية ! أهو حرام على سوانا و حلال لنا ان نفخر بقوميتنا ؟! .

الغريب حقا ان اكثر ما يلفت النظر بخصوص الفوضى المذهبية التي تكتسح عالمنا العربي ان من يدعو لوحدة المسلمين هم العلمانيون " الكفرة " !

لكن لذلك مبرراته , أرض العرب هي أرض الرسالات السماوية و الواجب ان تفكر في تسخير تلك الميزة في قبولنا للتنوع الديني و الطائفي لا ان ننجر لفكرة يسعى لها البعض تعتمد على فكرة ربط العروبة بالسنة و سحبها ممن سواهم من الديانات و الطوائف فنحن أهل الاسلام و أهل المسيحية !
اما أن الأوان بعد كل هذا القتل و الخراب ان نستوعب " الاخر " و ان نعي ان تعدد المذاهب مغنم لا مغرم و انه مدعاة للتنوع و اساس لحيوية الفكر ؟!

حسنا . المفرح حقا ان هناك رغبة خليجية تحديدا للتقارب مع ايران و هذا له شروطه و اسسه حتما لكن يبقى السؤال على هامش الحراك الدبلوماسي الاقليمي هذا هو : اين الاردن من كل ما يحدث ؟
تنتابك موجة من الحسرات على حال الدولة الاردنية و اجهزتها التي لا تبادر لصنع الفرص و تكتفي بالتمسك بعفلية " الشكونه " و ندب الحظ على كافة الصعد و تنخرط في التخريب الممنهج .

الم يكن بإمكان وزارة الخارجية الاردنية لصاحبها ناصر جودة ان تبادر لوضع خطة عمل تحرر الاردن من محدودية خياراته و تحرره من تبعية سياساته الخارجية بالافادة من علاقاتنا مع الطرفين الخليجي و الايراني لنكون نحن اصحاب مبادرة التقارب بما يفيدنا في كل المجالات ؟!

طيلة الاعوام القليلة الماضية ظلت الدبلوماسية الايرانية ترسل اشارات واضحة للاردن رغبة منها في علاقات اعمق يستفيد منها الاردن اكثر مما تستفيد منها ايران اصلا فيما السياسية الخارجية الاردنية ظلت حذرة في علاقاتها مع طهران و لا تغادر المربع الذي قد يسبب الحرد من اي طرف خليجي الذي يبادر الان للتقارب مع ايران !

ننحاز بالطبع للجانب العربي في الخليج و نفخر بعلاقاتنا معه و نريد علاقات اكثر تماسكا لكننا نريدها حتما على قاعدة الند لا التبعية و على قاعدة اولوية المصالح الوطنية اولا و القومية ثانيا مثلما نريد علاقات مع ايران تحقق توازنا دبلوماسيا على الاقل مع العلاقات المجبرين عليها مع الكيان الى ان يتحقق ما نتمناه . نريد لبلدنا ان يبادر الى ما هو اكثر من ذلك ليلعب دورا حاسما لايجاد حل سياسي سريع في سوريا حماية لمصالحنا الوطنية كإجراء استباقي ضد فائض الارهاب و الى طرح مشروع عربي شبيه بمشروع دول مجلس التعاون العربي اواخر الثمانينات .

يستحق النموذج الامارتي مثلا الدراسة فقد حافظت على علاقات جيدة تراعي المصالح الامارتية مع ايران في الوقت الذي لم تتنازل فيه الامارات عن مطالبها الدائمة بحقها بالجزر الاماراتية .

المتابع لميول وزارة الخارجية الاردنيه طيلة الاعوام الماضيه يلحظ ببساطة ترهلها و محدوية رؤيتها و صغر قطر حركة دائرتها و إنسحابها من ميادين الإبداع الدبلوماسي فلقد كان بالامكان تقديم الاردن للجانبين الخليجي و الايراني على انه " وسيط " مهتم بمرحلة جديدة سيما انه معني تماما بذلك لأسباب وطنية بالذات .

المهم الأن ان نؤسس لمرحلة جديدة في العلاقات مع طهران و أن نتحرر من المخاوف و هذا يستدعي أشياء كثيرة داخليا !



تعليقات القراء

أستاذ جامعي
أفكار أدهم غرايبة جديرة بالاهتمام والدراسة، أتمنى له التوفيق.
21-05-2014 05:36 PM
محب
افكار تحتاج من يفهمهاو يقدرها.
22-05-2014 07:17 AM
أحمد العزام
الحقيقة أن السياسة الأردنية أصبحت مرهونة لسياسات دول خليجية . علاوة على أن ناصر جودة لا يليق بأن يمثل الأردن كوزير للخارجية. أشكرك أيها الكاتب الفاضل
24-05-2014 06:27 AM
دكتور


يا لغباء القوميين واليساريين !!!

اسال العراقيين عن القوميين والوطنيين واسالهم عن ايران

الكاتب جاهل بحقيقة الدين الشيعي للاسف ولو اطلع عليه حقيقة لتراجع عن مقاله
08-06-2014 01:32 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات