ما زال الرقم الذي أظهرته وسائل الاعلام عن عدد الهنود الذي إنتخبوا رئيس الحكومة الجديد قبل ايام وخلال مدة خمسة اسابيع يثير إهتمامي ، وهو رقم يجعلك تتخيل أن 471 مليون هندي ذهبوا لصناديق الإقتراع من أجل أن ينتخبوا رئيس حكومة جديد بعد أن طغىت رائحة الفساد على رئيس الحكومة السابقة وكان لابد من رحيله ، وإن كان الرئيس الجديد يؤخذ عليه أن كان من ضمن الذين منعوا من دخول الولايات المتحدة الأمريكية لأن له ملف عنصري يتعلق بقضية مسلمي الهند والتوترات بينهم وبين الهندوس .

ولكن أن يخرج 471 مليون هندي من بيوتهم كي يقررو أن الوقت قد حان للرئيس أن يرحل فهذه هي معجزة الهنود العاشرة بعد معجزاتهم التسعة البقاية والتي أتذكر منها سيطرتهم على سوق البرمجيات وإعادة صناعة المركبات وخصوصا " التاتا " التي يركبها كل موظفي الدولة والكبار منهم قبل الصغار وبقية معجزات الهنود التي أبقت دولة كالهند تتصدر قائمة الدول التي تحقق صعودا إقتصاديا بين نمور وفيلة شرق اسيا والصين وصناعة السينما التي أجبرت العالم على فتح ابوابه لها ، والجميل في قصة ال471 مليون هندي أن من رسب في الانتخابات قدم إعتذراه لمن منحه صوته وأنه سوف يعيد النظر في نهجه وطريقة حكمه للبلاد في المستقبل .

وهذا الحالة تذكرني بقصص أيام زمان عندما كان يتصرف أحد الأشخاص بعباء يقول له البعض أو الكل " روح واحد هندي " أي شتيمة وهدف لإلصاق صفة الغباء عليه ، وهذا الهندي الذي ما زال هو صاحب القرار بمن يتولى رئاسة حكومته يكفيه أن قال كلمته في زمن عربي أصبحت الشعوب كالببغاء تردد كلمات ملوكها وأمراءها وجنرالاتها وتجدهم هم المخلصين لها من آزماتها ، وهم في الحقيقة يمارسون " الفرعنة " في طول البقاء والطلب من هذه الشعوب أن يكونوا ربهم الأعلى بسيطرتهم على الدين .