" الملكية " طائر فقد موطنه


خلال ايام قليلة طفت على ساحة الاقتصاد الأردني حكاية الملكية الأردنية والابواب التي فتحت لإنقاذ ما يطلق عليه " الناقل الوطني " وجميعها تؤكد على ضرورة الابقاء عليه كناقل وطني وإن تضخمت نسب خسائره السنوية واصبحت تمثل عبئا على مساهميه ولايمثل عبئا من وجهة نظر من يسوق مفهوم " الناقل الوطني " على المحافظ المالية للجهات الحكومية المالكة للأسهم كالحكومة ومؤسسة الضمان والجيش واعداد كبيرة من المواطنين وضعوا حصيلة مدخراتهم في نهاية عام 2007 كي يكونوا ضمن مشروع نجاح الناقل الوطني وتكبدوا خسائر مالية على مستواهم الشخصي ضخمة جدا .

وجميع ما طرح من تحليلات أو طرق للخروج من آزمة الملكية لم تطرق باب الترهل الإداري وسوء الإدارة وعدم القدرة على المنافسة في سوق الطيران العالمي وخصوصا الطيران الرخيص الذي أصبح منافسا قويا ، ولم يطرق باب حجم الأموال التي تدفع كبدلات إستئجار لطائرات الملكية وحجم خدمات هذه الاستئجار على كاهل المساهمين الصغار من الشعب .

وبعيدا عن ما أصاب الوطن من وجع رأس بشأن الملكية الأردنية يبرز جزءا خفيا في العلاقة ما بين خصخصة مطار الملكة عالية وبين هذه الخسائر التي وقعت على كاهل الناقل الوطني ، وهنا نقدم معادلة بسيطة للخروج من آزمة الملكية وعدم الدخول بها في نفق الخصخصة بعد الخسارة وهو نفق سوق يؤدي الى بيع الناقل الوطني بتراب الفلوس لمن يدفع أقل سعر ، وهذا الحل يتمثل في أن تقوم الدولة الأردنية بإعادة مليكتها كاملة للناقل الوطني وأن تقوم بشراء حصص المساهمين بسعر السوق للسهم عن طريق ما يرد لها من أموال نتيجة لخصخصة مطار الملكة عالية ، وهنا سوف لن يتعرض صغار المساهمين وعلى كبارالمساهمين أن يتحملوا خسائرهم التي غامروا بسوق مالي يحتمل الربح والخسارة .

والخطوة المكملة لهذا الاجراء كي يعود الناقل الوطني للحياة تتمثل بإعادة هيكلة موظفي المليكة والتخلص من العبىء الثقيل منهم ، وإعلان الملكية كشركة وطنية تدار من قبل شركاء وطنين ولاتعطي إدارتها لأشخاص إعتبروها مزرعة لهم ولأولادهم كما حدث في الزمن الغابر الذي إبقى الملكية دائرة أمنية خاصة تفرخت منها شركات جانبية لتقديم خدمات مساندة للناقل الوطني على حساب المنافسة الشريفة ، وايضا على الناقل الوطني أن يقوم بإنهاء كافة خطوط الرحلات التي تمثل له مصدرا للإستنزاف المالي الكبير فقط لمجرد أن يبقى الطائر في السماء ولا موطن له .



تعليقات القراء

موطني
آخر سطر رهيب جداً، وكلام بمكانه ، لأنه هاي الشركة المفروض تكون ربحها كربح البنوك مضمون.
19-05-2014 01:40 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات