حماس وفتح وتعويض المتضرر


بعد شرح مفصل وممل وفيه الكثير التنقلات ما بين نيويورك والدوحة والرياض والقاهرة وانقرة تمخض الجمل الفلسطيني وولد مصالحة حماس وفتح وتم عمل صندوق للتعويضات للخسائر الفرجية التي نتجت عن ذها الانقسام للضحايا والأضرار المادية وبقية أنواع الكرهية الفلسطينية الفلسطينية ، وكأنهم بهذه المبالغ سوف ييعدون من مات لأولاده ومن قطع قدمة وإنتهكت كرامته لما قبل الإنقسام .
والذي يتابع التقارير التي قامت تحليل موجبات هذه المصالحة يتأكد له أن كلا من فتح وحماس هما دميتان في أيدي الكثير من هذه العواصم العربية والغربية ، وأن قصة إستقلالية القرار الفلسطيني هي دعاية مغرضة تعلن هنا كلا من فتح وحماس من أجل ترسيخ مفهوم أن كلا منهم له دولته المستقلة على الأرض .

وهذا الاتفاق بين الجانبين على إيجاد صندوق مالي لتعويض متضرري الإنقسام يطرح سؤال مهم هنا وهو يؤكد في نفس الوقت على حجم التغلغل المالي في كسب الولاءات والإنتماءات فيما بين أفراد الفصائل الفلسطينية وقيادات هذه الفصائل ، والسؤال إذا كانت الخلافات الدامية بين الطرفين على مستوى القيادة قد حلت فهل تكفي الأموال تلك لمسح الضغينة والحقد المتبادل بين قواعد هذه التنظيمات ؟ ، وهنا نعود للطرح السابق الذي يؤكد حقيقة حجم التدفقات المالية التي تتم ما بين قيادات هذه التنظيمات وقواعدها والتي وضعت في أول أجندة المصالحة الفلسطينية

والذي يجعل هذه الحقيقة ثابتة في عقلية الفكر التنظميم الفلسطيني ما أظهرته وسائل الاعلام من قضايا فساد في قمم هذه التنظيمات ، والتي أصبحت تمتد للمفاصل الوسيطة بين هذه القيادات والقواعد بل نجد أنها قد وصلت للقواعد عبر ِأشكال كثيرة من التنفيع المالي ومن خلال طرح الامتيازات والمحسوبيات لهذه القواعد كي يتمكنوا من البقاء في حالات الحصار الإقتصادي والسياسي الذي عوقبت فيه كلا من الضفة وقطاع غزة .

وإذا كانت هذه عقلية البقاء على التنظيم من عدمه فهنا تتأكد حقيقة سياسية أخرى تقول أن بقية الأطراف الخاريجة الراعية لهذه المصالحة يعلمون هذه الحقيقة ويؤكدون على وجودها لأنهم أول من تقدم لدعم صندوق متضرري الإنقسام ، وهم الممولين لهذا الإنقسام أولا والداعين للوحدة ثانيا وليس مطلبا فلسطينيا لتحقيق ما يطلق عليه وحدة القضية ووحدة العدو ، وبالتالي سوف تستمر هذه الانقسامات والوحدات كلما تغيرت موازين القوى بين تلك الأطراف الخارجية لتحقيق مكاسب على حساب القضية الفلسطينية التي لم تعد محرك الإستقرار أو عدمه في منطقة الشرق الأوسط .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات