نباهة "سمير الرفاعي"


في المحاضرة التي القاها رئيس الوزراء السابق العين سمير الرفاعي في الجامعة الامريكية في مأدبا قبل ايام، اكد ان موقف الاردن و رسالتها مضاد للارهاب و يقف في الخندق المضاد له اينما كان و مهما كانت عناوينه و مبرراته حيث قال : "قيادتنا الهاشمية تجسد منذ فجر التاريخ الاسلامي عنواناً للاعتدال والتنوير والانفتاح واحترام القيم الانسانية والحوار".

و بين الرفاعي ان محاربة الارهاب تتطلب تدعيم مناعة المجتمع الداخلي ضد هذه الطارئة كما يجب تأهيل المؤسسات الدينية للقيام بدورها التنويري و تطبيق القوانين التي تحد من ممارسات الارهاب و تمنع انتشاره مؤكداً الثقة المطلقة بالقوات المسلحة الاردنية و الاجهزة الامنية و قدرتها على الدفاع عن المملكة و اراضيها و الحفاظ على الامن و الاستقرار. و اضاف مبيناً ان "هناك بعض المطابخ التي تخرج سموماً تغذي الارهاب" .

نباهة سمير الرفاعي وحرصه الأكيد على الأردن ونهضته جعله يشير (محذراً) إلى الخطر الذي يشكله ظهور وانتشار جماعات إسلامية "راديكاليه تكفيرية" ، داخل مجتمعنا الأردني ، تستخدم الارهاب وسيلة لتحقيق طموحاتها السياسية .

الخطر الرئيسي الذي تمثله هذه الجماعات يكمن في تبنيها مشروعاً سياسياً معاكساً ومغايراً لمشروعنا الاردني، الذي بدائه ويقوده ملوكنا الهاشميين منذ تأسيس الدولة حتى هذا اليوم، والذي كان السبب في إيصالنا "حضاريا" لما وصلنا إليه رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي يواجهها الأردن منذ التأسيس.

فبينما مشروعنا نهضوي حضاري عصري انفتاحي ديمقراطي يهدف إلى إلحاق الدولة والمجتمع بركب التقدم والتطور العلمي والفكري، فان مشروعهم رجعي ظلامي انغلاقي سلطوي يهدف إلى العودة بنا للوراء حتى نصل إلى العصور الوسطى، حيث يعتقد أصحاب هذه المشروع بان التاريخ توقف عند العصور الوسطى (أي أن العصور الوسطى هي نهاية التاريخ).

لذا، ومن اجل الحفاظ على مشروع نهضتنا وانجازاته والاستمرار في انجاز المزيد، لا بد من التصدي لتلك المشروع ألظلامي الذي يناهض مشروعنا النهضوي ويخطط للانقضاض عليه وتدميره، ومن ثم إقامة إمارة دينية، على نمط إمارات العصور الوسطى، يحكمها أمراء تلك الجماعات بالقوة، إلى الأبد ، (الديمقراطية عند تلك الجماعات "مرحلية" فهي لا تمانع أن تصل إلى السلطة عن طريق الديمقراطية أما بعد ذلك فالعصا لمن عصا).

صحيح أن أجهزة الدولة المختلفة تمتلك القدرة على التصدي بأساليبها المهنية والقانونية ، لكن على الأردنيين الوطنيين المناصرين المؤيدين لمشروع النهضة الأردنية العظيم أن يتخطوا كل الاختلافات ، ويصطفوا معا لتشكيل تيار سياسي وسطي تنويري يحمل فكر النهضة الاردنية ، يضم أبناء وبنات الوطن ، خاصة الشباب والشابات ، ذو التوجه الوسطي والليبرالي المعروفين بوفائهم وولائهم لمشروع نهضتنا وقائده جلالة الملك عبد الله الثاني، من اجل التصدي "فكريا" للمشروع الرجعي، من خلال تثقيف المواطن الأردني، خاصة جيل الشباب، بأهمية الوسطية والليبرالية كفكر سياسي- اجتماعي- اقتصادي لتحصينهم (ثقافيا) ضد المفاهيم الرجعية المتشددة والمتطرفة التي تنتج ارهابا مُقيتا.



تعليقات القراء

فراس الحمد - كاتب وباحث
الرجل مشهود له بالخبرة والحكمة
14-05-2014 08:31 PM
حسام البطيخي
طالما انت تمدح به اسأله عن عام الفين الم يكن ارهاب بحق العضفاء وشكرآ ..؟؟
15-05-2014 08:30 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات