سيدي بلال من تحت الصخرة إلى ظهر الكعبة


تعرض المسلمون في بداية الدعوة الإسلامية للأذى و التعذيب و الحصار و المقاطعة .. استشهد بعضهم تحت التعذيب مثل سمية أم عمار رضي الله عنها و اضطروا للهجرة في أكثر من اتجاه و حتى بعد الهجرة شنّ عليهم المشركون حروبا عدة كما في بدر و أحد و الخندق .. محاولات حثيثة للقضاء على هؤلاء المساكين المسالمين لأنهم آمنوا بـأن الله واحد لا شريك له و الحكم له .

قال ورقة بن نوفل لرسول الله صلى الله عليه و سلم ( هذا الناموس الذي نزل على موسى .. ياليتني
فيها جذعا أكون حيا حين يخرجك قومك .. فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم : أوَ مخرجيّ هم ؟فقال ورقة نعم لم يأتِ رجل بمثل ما جئت به إلا عودي ) .

مرت 6 سنوات على البعثة النبوية الشريفة و حال الرسول صلى الله عليه و سلم و أتباعه المساكين على أصعب ما يكون .. بلال تحت الصخرة يتلظى في الشمس الحارقة بأشراف أمية بن خلف .. عبدالله بن مسعود يعذبه أبو جهل و يقطع أذنه .. آل ياسر يعذبهم أبو جهل ..صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة .

هاجر بعض المسلمين إلى الحبشة الهجرة الأولى فرارا بدينهم من أذى المشركين .

في شهر ذي الحجة آخر السنة السادسة مر أبو جهل على رسول الله صلى الله عليه و سلم و هو عند الصفا وحيدا فتطاول عليه بلسانه و سبه سبا مقذعا ورسول الله صلى الله عليه و سلم صامت لا يجيبه .. فزاده ذلك اغترارا و جهلا فأخذ حجرا و قذف به الرأس الشريف فشجه حتى نزف منه الدم .

على أثر هذا الحدث و في مساء هذا اليوم أسلم حمزة بن عبد المطلب و بعده بـ 3 أيام أسلم عمر ابن الخطاب .. سبحان الله في أربعة أيام تغيرت خارطة مكة لأن إسلام هذين الرجلين حدث عظيم كان له وقع مجلجل ..وقد كان إسلام هذين الرجلين مستبعدا ومن العجائب .. لقد تغيرت خارطة المبادئ في مكة و بدأ عهد جديد .

توالت التغيرات فكانت الهجرة إلى يثرب و قامت فيها نواة الدولة الإسلامية ثم حدثت بدر ودارت الأيام .. بلال يقتل معذبه أمية بن خلف .. عبدالله بن مسعود يقتل معذبه أبا جهل و يأتي برأسه لرسول الله صلى الله عليه و سلم فيقول له : " يا عبدالله أذن بأذن و الرأس زيادة " و أعقبتها أحد و جاءت الخندق و بدأ الصراع بين الحق و الباطل يأخذ منحىً جديدا و جاء فتح مكة .

دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم المسجد الحرام و المهاجرون و الأنصار بين يديه و خلفه و حوله فأقبل إلى الحجر الأسود فاستلمه ثم طاف بالبيت و في يده قوس و حول البيت و عليه 360 صنما فجعل يطعنها بالقوس و يقول : " وقل جاء الحق و زهق الباطل إن الباطل كان زهوقا "و الأصنام تتساقط على وجوهها ثم طاف بالبيت و صلى ثم خرج صلى الله عليه و سلم و المشركون صفوفا ينتظرون ما يصنع بهم فقال لهم " أذهبوا فأنتم الطلقاء " ثم أعاد مفتاح البيت إلى عثمان بن طلحة و أمر بلالا أن يصعد فيؤذن .

سيدي بلال بن رباح هذا الذي كان قبل سنوات يتلظى تحت الصخرة هو اليوم يؤذن على ظهر الكعبة .. سبحانك ربي ما أكرمك .

في رواية لأبي جمعة الأنصاري قلنا يا رسول الله هل من قومٍ أعظم أجرا منا .. آمنا بك و اتبعناك ؟ قال ما يمنعكم من ذلك و رسول الله بين أظهركم يأتيكم بالوحي من السماء .. بل قوما من بعدكم يأتيهم كتاب الله بين لوحين يؤمنون به و يعملون بما فيه أولئك أعظم أجرا منكم مرتين .

ترى هل يعتبر الظلمة و الفاسقون و الفاسدون و المشركون و الطغاة فيدركون أن المستقبل دائما للمظلومين المستضعفين المؤمنين ؟! حتى و إن استشهد بعضهم أو اعتقل بعضهم أو هاجر بعضهم فإن النصر و المستقبل دائما لهم .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات