بفطرتنا البشرية ، وبعقلنا البسيط ، وبتركيزنا السوي سنختار شربة الماء إذا ما خيّرنا بينها وبين حفنة من ذهب في وسط الصحراء ، أما أن نختار حفنة الذهب على أمل النجاة من الصحراء كي نتمتع بها لاحقا ، فهذا اختيار السفهاء.

فبعد الأزمة السورية وحالات اللجوء الكبيرة التي لحقت مناطقنا ، ونحن نستقبل المنظمات الدولية والعربية بشكل يومي لتقديم العون والمساعدة للمناطق المتأثرة باللجوء السوري ، لكن ما تقوم به بعض المنظمات من سوء في اختيار الخدمات المطلوبة للمناطق فهذا غير مقبول، فعلى سبيل المثال بدل أن يعطى الفقير رغيف خبز يهدى شريط كاسيت لأم كلثوم ، فقد قال الله تعالى في كتابه العزيز :(( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ذلك من آيات الله لعلهم يذكرون)) فقد كان لباس التقوى في البداية ثم اللباس الذي يستر فيه العورة ومن ثم الريش الذي فيه الزينة ، لكن ما تقوم به بعض المنظمات الدولية والعربية والأشخاص العاملين معها من أبناء المنطقة من إنشاء للمسارح وقاعات اجتماع وملاعب وزراعة الأشجار في الجزر الوسطية، فكان من الأولى أن نزيد عدد المخابز في البلدات التي تفتقد للخبز قبل صلاة الظهر ، وان نحفر ونزيد من عدد الآبار الارتوازية في كل بلدة متأثرة خصوصا وأننا مقبلين على فصل الصيف والجفاف ، فلابد أن نختار الصحيح ......، فلو قامت المنظمات بإنشاء معامل لتشغيل العاطلين عن العمل لكان خير لها من صرف الأموال للرحلات الشهرية لأعضاء المنظمات والعاملين فيها في أرقى الفنادق .

لكن على من سنضع الحق واللوم ،.. على أبناء البلد العاملين مع المنظمات والذين لا يحسنون الاختيار ، أم على هذه المنظمات التي ترفع شعارات الإنقاذ ومعظم أعمالها ومشاريعها ترفيهية.