اوقفوا الفاشية في اوكرانيا


الاحداث الاخيرة على الساحة الاوكرانية وتطوراتها خاصة بعد الفاجعة الجريمة التي ارتكبتها مجموعات من النازيين الجدد في ما يسمى " القطاع اليميني" في اوديسا باقتحامهم مبنى النقابات واحراقه بمن فية في مشهد فظيع لجثث متفحمة لم يشاهدها العالم المتحضر الا في الافلام الوثائقية لممارسات الفاشية الهتلرية في الحرب العالمية الثانية بما يعرف " بالمحرقة " ضد اليهود ، الجريمة الكارثة في اوديسا جنوب غرب اوكرانيا وقعت بتغاض واضح ومتعمد من الطغمة النازية التي تسمي نفسها السلطة الحاكمة في كييف وبمباركة وصمت اوروبي وامريكي وتأتي في الوقت الذي تدفع فيه هذه الطغمة بعساكرها ودباباتها وطائراتها واسلحتها الى مدينة سلافيانسك ولوغانسك ودانيتسك في عملية خاصة اطلقت عليها مكافحة الارهاب والانفصاليين في جنوب وشرق البلاد في خطوات تصعيدية ضد سكان هذه المناطق الاوكرانية المطالبة باستفتاء شعبي لتحديد مصيرها ومستقبلها في ظل النظام النازي الجديد في كييف. يلاحظ في الايام الاخيرة وبعد كارثة اوديسا تصعيدا جديدا ولهجة مختلفة في حديث الطغمة الجديدة في كييف وسط اصرارها على مواصلة عمليات القتل والتنكيل بالشعب الاوكراني في الشرق والجنوب .المشهد اليوم يدفع الى التفكير في حالة المرض الفكري في انبعاث الفاشية والنازية المتطرفة في اوكرانيا على اعتاب الاحتفالات بالذكرى التاسعة والستين لانتصار السوفيات في الحرب العالمية الثانية وتحرير شعوب اوروبا من الفاشية الهتلرية .ما يثير القلق اليوم في الاوساط السياسية هو رواج وانتشار الافكار الفاشية في اوكرانيا وبعض دول البلطيق السوفياتية سابقا وهو ما يطرح بالسؤال : لماذا تتغاضى هذه الدول عن انتشار ايديولوجيا الفاشية ؟ ولماذا تبارك وتدعم بعض الدول الاوروبية والولايات المتحدة وتسمح بانتشار هذه الظاهرة الخطيرة وزرع الروح العدائية للروس الذين شاركوا وكان لهم الفضل في تحرير بلدانهم في خضم المآثر التي اجترحها الشعب السوفياتي كله في الحرب ضد الفاشية ؟ هذه الاسئلة والكثير من التساؤلات مطروحة الآن في ضوء الاحداث وتطوراتها المتسارعة في اوكرانيا، وهل العالم مقبل اليوم على حرب كونية جديدة تنطلق شرارتها من اوكرانيا؟.
الواجب الاخلاقي والمسؤولية الانسانية تحتم على العقلاء والشعوب الاوروبية وفي الولايات المتحدة بأن لا تترك احداث اوديسا و اوكرانيا بشكل عام دون رد ، كما من المهم التأكيد هنا بان روسيا لن ولم تقف مكتوفة الايدي حيال ما يجري على بوابتها الخلفية ،اذ يرى المحللون والخبراء العسكريين والسياسيين بأن الرد الروسي ربما ان يكون دبلوماسيا وهو ما بدا واضحا في اللقاء الاخير يوم امس الاربعا بين الرئيس الروسي بوتين ورئيس منظمة الامن والتعاون في اوروبا في موسكو والذي اعلن بعده بوتين بأن الحوار بين ممثلي شعوب جنوب شرق اوكرانيا ومن يسمون سلطات كييف هو السبيل الاوحد للخروج من الازمة داعيا الى تأجيل الاستفتاء المزمع عقده يوم الاحد القادم في المناطق الجنوبية والشرقية الاوكرانية لتقرير مصيرهم ، الا انه لم تمض ساعات على اللقاء لتعلن كييف على لسان رئيس حكومتها الصورية يتسينوك رفضها لوقف العمليات العسكرية في جنوب شرق اوكرانيا ورفضها الحوار مع ممثلي سكان هذه المناطق ، لا بل ذهبت الى ابعد من ذلك بتعزيز القوات العسكرية هناك واحكام الحصار على مدن لوغانسك وسلافيانسك وكراماتورسك وتضييق الخناق على السكان المدنيين وهو ما يؤكد بما لايقبل الشك ان الطغمة الفاشية ورعاتها في واشنطن وعواصم اوروبية ماضون نحو التصعيد بتقديمهم الدعم المادي والعسكري لعصابات النازية من ما يسمى " القطاع اليميني او الايمن " لاستفزاز السكان من اصول روسية ليعلنوا اليوم الخميس بانهم هم ايضا ماضون باجراء الاستفتاء يوم الاحد القادم ولن يصغوا لدعوة الرئيس بوتين وهم يواجهون خطر الاقتحام العسكري من قبل جماعات اليمين المتطرف وعدم رغبة كييف في التفاوض معهم وهو ما ينذر والحالة هذه لجوء روسيا ورئيسها بوتين الى الخيار العسكري في ظل التهديدات الامريكية ورعايتها للفاشيين في اوكرانيا وتصريحات قادة الناتو حول نشر قواتها في دول اوروبا الشرقية ومنها اوكرانيا بالطبع . ولا يمكن ان لا نأخذ بالحسبان اللقاء الذي جمع الرئيس بوتين اليوم برؤوساء كل من روسيا البيضاء وطاجيكستان وارمينيا في موسكو وما جرى من محادثات ركزت في معظمها على الاوضاع في اوكرانيا اضافة الى اعلان الرئيس الروسي حالة التأهب القصوى لكافة صنوف القطاعات العسكرية بما فيها المنظومة النوويه ونحن نعلم ان موسكو تشهد غدا الجمعة العرض العسكري الرئيسي بمناسبة الاحتفالات بعيد النصر . كل هذه التطورات تدفع الى الخوف الحقيقي من امكانية تطور الاحداث وجر العالم عنوة الى مواجهة عسكرية يعرف الجميع نتائجها وأثارها ان جاءت غير تقليدية لا قدر الله . من هذا المنطلق فان شعوب العالم وقادتهم العقلاء مطالبون اليوم بوقف المد الفاشي والطغمة النازية المتطرفة في كييف وطردها لانقاذ كرتنا الارضية وحفاظا على امن واستقرار شعوب العالم وتفويت الفرصة على الفكر الفاشي والنازي في اوكرانيا من جر العالم الى مواجهة تأتي على الاخضر واليابس ، ولنبدأ اليوم قبل الغد بالاحتجاج امام سفارات اوكرانيا في العواصم العالمية للتنديد بالطغمة الفاشية في بلادهم ووقف الفاشية ودفنها الى الابد لنمنح اطفالنا وابنائنا الحياة بوقف الفاشية الاوكرانية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات