القتل للقتل ؟


كانت عطلة عيد العمال الماضية حالة مجتمعية تستحق أن يتم تناولها بحثيا من قبل علماء الاجتماع والأمن في البلد ، لأننا كدولة صغيرة تم أرتكاب خمسة جرائم بمفهوم الجريمة المتعمدة فعلا ونية وذهب ضحيتها خمسة مواطنين وأشغلت كافة الأجهزة الأمنية على مدار الاربعة عشرين ساعة ولكن النتيجة جرائم قتل من أجل القتل فقط .
وهذا القتل من أجل القتل يتم حماية من يرتكبه من قبل مجموعة من النظم الإجتماعية وليس القانونية ، وهذه النظم تنهي الأزمة في لحظتها فقط وتنتهي ولكن أن يتم التعامل مع هذه الجرائم على أنها جرائم قتل يتم التلاعب فيها من تلك النظم ومجموعة أخرى من المتغيرات الاجتماعية التي تقع تحت مسميات كثيرة وفي مقدمتها العشائرية ودرء الفتنة والخضوع لقوانين إجتماعية من مثل العطوة الأمنية والصلحة العشائرية هو الشيء المنسي بهذه الجرائم مجتمعة .

ولكن تقف كافة الجهود بعيدة جدا عن طرح أسئلة مهمة وفي مقدمتها "لماذا قتل فلان علان ؟" ، وفي محاول للبحث عن اسباب حوادث القتل الخمسة تلك وجدت أنها أسباب تؤكد حقيقة أن مجتمعنا لايعرف معنى العقوبة التي تستحقها هذه الجرائم وبالقانون من يقدم على قتل شخص أخر بل يتم التعامل معها من باب ثقافة المجتمع نفسه والقائمة على ما سبق من مفاهيم ونظم .

والذي أوقفني من بين اسباب تلك الجرائم الخمسة تلك جريمة واحدة فقط لأن بقية الجرائم تداخل فيها الدين مع الشرف ومفهوم العقاب الدنيوي والديني والذي تكون نهايته حالة يصعب الخروج منها دون كسر هذه المفاهيم في العقاب الدينية الخاطئة والدنيوية التي تضيع ما بين العرف والتقاليد ، وسبب جريمة القتل تلك هو أن هناك مواطن لم يسمح لمواطن أخر بالمرور بمركبته في طريق مزدحم لظروف تتعلق بطبيعة الطريق فما كان من السائقين أن خرجا من مركبتيهما وأقدم أحدهما على قتل الأخر ؟ .

وهي جريمة تمت بلحظة وفي أقل من عشر ثواني وتم القفز عن ذلك السبب الذي جعل مواطن يقدم على قتل مواطن من أجل أحقية المرور في شارع عام ، وهنا أعيد جملة قالها صديق لي وهي تبين حجم الأزمة الإجتماعية التي يقع فيها مجتمعنا " الذي قَتل لايعلم لماذا قَتل والذي قُتل لايعلم لماذا قُتل ؟ " ، وتسجل تلك الجريمة المعروفة الاسباب وبكل وضوح كأحد جرائم القتل التي ضربت المجتمع الأردني خلال عطلة عيد العمال الماضية ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات