الاحتيال والغِشّ أثناء تغيير زيوت محرِّكات المركبات!


من الضرورة بمكان كبير، أن تكون عبوات الزيوت والمواد الأخرى المعروضة على أرفف مراكز بيع وتغيير زيوت المُحرِّكات التابعة لمحطات بيع الوقود، كذلك العبوات المُخزَّنة في مستودعاتها ومرافقها الأخرى، بل المركونة في زوايا المكاتب في حالات، تحت أنظار الجهات الرقابية الرسمية ، وبشكل مستمر حتى في زيارات تفتيشية فجائية أيام العُطل. وذلك للتأكد مِن سلامة عَبواتها من العبث، وإجراء فحص لا تتأخر نتيجته لمطابقة العينات العشوائية التي يفترض أخذها لمعايير الجودة والمواصفات والمقاييس. كما ويجدر أن تلتزم هذه المراكز بتثبيت الأسعار حسب القانون الذي يُلزم بذلك، على جميع المواد المعروضة للبيع وخصوصاً عَبوات الزيوت بأصنافها المتنوعة وأحجامها المختلفة. يجيء هذا لضبط أسعارها ووضع حدٍ للاستغلال البَشِع القائم.

ويقوم عمال بعض مراكز بيع وتغيير زيوت المحركات وقد يكون بترتيبٍ مُسبق مع المُشرفين عليها، ودون عِلم أصحابِها الذين لا يتواجدون فيها، بممارسات احتيالٍ وغشٍ يجب توعية الناس عليها. ومنها قيام العامل المَعْنيِّ بغيار الزيت بإيهام الزبون والتمثيل أمامه أنه يزيل الأغطية الخارجية والداخلية عن العبوات التي يستلّها من الرَّف-على سبيل المثال ثلاث عبوات- يجري هذا بسرعة فائقة ، ثم يقوم بقلبها لِسَكب محتوياتها دفعة واحدة في القُمْع الذي يتم وضعه في فتحة المُحَرِّك، وتكون عَبوة منها رُبع معبئة، أو مُحتواها بالكامل من زيت مستعمل، أو زيت محرك رخيص الثمن، أو زيت عادي، وبعد انتظار قليل تجِده يلقي العبوات الثلاث الفارغة في سلَّة قريبة ، ليعود فيما بعد ويلتقط منها ما يشاء لِفعلٍ جديد! يجري هذا وإن كان الزبون جانب مركبته، وهناك من يُشاغَل الزبون مِن خلال عامل آخر بسؤالٍ حول وضع "فلتر الزيت" أو يمُد يده لفك غطاء "الكربريتر" لتنظيف فلتره! هذا ويجري تعبئة بعض العَبوات الفارغة المرتفعة الثمن بعد ابتعاد الأعين بأنواع من سالفة الذِّكر، ثم تُغلق بدهاء وتُوضع مع الأصناف نفسها على الأرفف لتكون جاهزة غُبَّ الطلب.

أما من يترك سيارته ويُشَاغَل بضيافة جانبية، فالتلاعب عليه أيْسَر، مثلاً لا يتم شفط الزيت القديم كلّه من المحرِّك وبالتالي يتم سكب عَبوات أقل ويُحاسب على الكمية كاملة. وتُسَرُّ فئة من العمال عندما يترك الزبون سيارته ليعود بعد ساعة مثلاً بعد الانتهاء من غيار زيتها وغسيلها المجاني الكامل أو الجِسم فقط، حسْب الإعلانات المُعلقة: "غسيل مجاني مع كل غيار زيت" حيث الفرصة مواتية لبعض العمال في أخذ الراحة بفنون التلاعب وبصُوَرٍ أكثر بشاعة. ويبقى لفت الانتباه إلى أن العبوات معبئة من المنشأ على أساس الليتر الذي يساوي 900 غرام نجيء بهذا لمن يتخيل انه وضع 3 كيلو مثلاً بينما ما وضعه2 كيلو و700 غرام.

وختاماً يجب التنبيه إلى أن هذه الممارسات العبثية تنعكس سلباً على وضع محركات المركبات وحالة الأجهزة الأخرى فيها، وبالتالي على سلامة وأمانِ رُكَّابِها على الطرق الداخلية أو الخارجية البعيدة، هذه المسألة تحتاج لتفصيلٍ وافٍ من الفنِّيين المختصين لتبيان خطورتها وما يترتب أيضاً من التزامات مالية لتصليح خراب المحركات والأعطال الأخرى. وعليه لا بُدَّ من إجراءات رسمية للمراقبة والتفتيش المستمر بالإضافة لفتح أعين الناس للحرص والحذر، وعدم فتح المجال لفئة تستغل ثقتهم أو انشغالهم فتحتال عليهم على النحو المشار إليه.



تعليقات القراء

حسين عبدالله
شكرا على هذا المقال الذي يهدف الى توعية المواطن واتمنى ان تكون معظم المقالات مثل هكذا مقال, اذ ان الكثير من المقالات هي فقط لانتقاد رئيس الوزراء و كانه المسئول و سبب لكل المشاكل في البلد
03-05-2014 11:28 PM
حنا ميخائيل سلامة
تقديري واحترامي للأخوة القائمين على وكالة جراسا الاخبارية. وكل الشكر للأستاذ حسين عبدالله على تعليقه ، وفقنا الله وإياكم أيها الرجل النبيل لما فيه خير بلدنا الغالي. كاتب وباحث حنا ميخائيل سلامة
06-05-2014 10:11 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات