فاقد الدهشة مسخرجي


 لله في خلقة شؤون وشجون وأشياء أخرى ، والمهم تلك الأشياء الأخرى ، التي يعكسها الخيال وربما تأتي حسب الحاجة ، فكل يرى بمنظاره ويندر في مساحات المسخرة ، "الجد والفعل مفقودان...!" ، أن يتفق إثنان على وجهة نظر واحدة .
- كاد يُغمى على فاقد الدهشة من الضحك ، حين قرأ صديقي اللدود التقرير الأمريكي ، الذي ينتقد بشدة إرهاب المستوطنين اليهود ضد الفلسطينيين وإعتداءاتهم على أماكن العبادة الإسلامية ، ويصف هؤلاء المستوطنين بالإرهابيين ، وهو الأمر الذي دفع فاقد الدهشة إلى دعوة أصدقائه ، محبيه ومريديه إلى إجتماع عاجل لمناقشة هذه الظاهرة غير المسبوقة .
- ما أن إلتأم شمل القوم ، ودار عليهم "عطيش" صباب القهوة العربية ، حتى أمر فاقد الدهشة بتوزيع أطباق الكنافة المغايرة للنابلسية على الحضور ، وهو ما أشاع حالة من الذهول التي إعتلت وجوه القوم . لكن ، وبعد لحظة صمت لملم الأعرج قواه متسائلا ، هل حصل إنقلاب حقيقي في السياسة الأمريكية ...؟ ، وهل تتابُع النقد الأمريكي لما تقوم به إسرائيل من أعمال قذرة ، تؤدي إلى تقويض عملية السلام مع الفلسطينيين هو فعلا ما دفع إلى ذلك...؟ ، وهل يُعقل أن يكون التذكير بخطاب الرئيس الأمريكي الأسبق بنجامين فرانكلين ، هو ما أعاد الشعب الأمريكي إلى جادة الصواب...؟.
- تنطح البلطجي قائلا للأعرج : والله أني في شك من بغداد إلى جدة ، فنحن أمة تُحركها العواطف ولا ندري شيئا عن ما يجري في دهاليز السياسة ، ومخطئ من يظن يوما أن للثعلب دينا ، وما ديدن أمريكا إلا التلاعب بنا . فيا صديقي الأعرج هل توقف القتال في سورية...؟ ، هل إستقام الأمر في مصر...؟ ، هل شاع الأمن في العُراق...؟ ، وماذا عن اليمن وليبيا ، تركيا وإيران وحزب اللات ، داعش ، النُصرة ، الحوثيين وتنظيم القاعدة ، أليسوا جميعا صناعة أمريكية...؟ ، وهل من موت ودماء تسيل في غير بيوت العرب والمسلمين...؟ ، والغريب في الأمر أن صديقنا اللدود فاقد الدهشة ، وبكل بلاطة عين يوزع علينا الكنافة بطعم العلقم ورائحة الموت وصبغة الدم .
- تنحنح فاقد الدهشة ، إعتدل في جلسته وهو يتأمل القوم ، وأطلق ضحكة قهقه من جديد ومن ثم تساءل : هل قلت لكم صدقوني...؟ ، ألم نبدأ الحديث بالمسخرة...؟ ، وعلى أية حال نجحت في إستدراجكم وإكتشفت مدى سذاجتكم ، التي وإن كانت مقيتة ، لكنها فتحت آفاقا لتحفيز العقل والتفكير السليم ، الذي ربما يدعم وبقوة أشد خارطة الطريق ، لتحقيق الهدف المنشود لنهضة الأمة العربية الإسلامية من سباتها ، إذا ما تفاعلت مع مسار القانون الرابع الذي أنجزته ، نشرته سمو الأميرة بسمة بنت سعود بن عبدالعزيز آل سعود ، وتجهد في سبيل تبنيه من قبل العلماء ، المفكرين ، المثقفين والوطنيين العرب والمسلمين ، الذين يتوجب عليهم إحداث التغيير ، إذ لا يُغير الله ما بقوم حتى يُغيروا ما بأنفسهم ، وهل تظنون أني ساذج فعلا ، للحد الذي أنتظر فيه التغيير عبر أمريكا...؟ .
- تعلمون أن فاقد الدهشة نزق ، وأكثر ما يغيظه أن يقتحم أحدهم فكرته وهو يرويها ، الأمر الذي دفع الراهب لإقتناص لحظة كان خلالها اللدود مطرقا يرشف القهوة ويمج لفافة التبغ ، فسارع الراهب معلنا تأييده لفكر ومنهاجية الأميرة بسمة السعودية ، كما أعلن أن الكاهن الأكبر في معبد الحرية يتسق معه في ذلك ، الأمر الذي رسم إبتسامة فرح على شفتي فاقد الدهشة ، فجال بناظريه بين الأعرج والبلطجي وبقية الحضور ، متسائلا عن سبب غياب الحشري عن هذه الجلسة الحوارية الإستراتيجية ، والتي يُفترض أن ينتج عنها توصيات ذات أهمية بالغة.
- لكن ، الحشري كما هو حالي يعاني من اليأس والإحباط ، يُطارد الدينار الطائر ، وحتى اللحظة لم يحظ بإصطياده ، وبذلك رمى عصا الترحال ، وهو ينزوي الآن في زوايا العتمة ، شأنه شأن كل من يعشق الحرية في زمن الطغيان ، الذي يُهيمن على معظم الأقطار العربية والشرق أوسطية ، التي يفت في عضد أراضيها وشعوبها الطغاة وأعوانهم من الفاسدين والمُفسدين ، ومن المتاجرين بالمخدرات ، بالبشر والأوطان ، فيما يستمر صديقي اللدود فاقد الدهشة متسقا مع فكر ومنهاجية الأميرة بسمة السعودية ، بحثا عن بقايا القوى الحية بين أطياف الأمة العربية ، الإسلامية ، الشرق أوسطية ومن آمن من أحرار العالم بضرورة وأهمية ، تفعيل مبادئ الحرية ، الديموقراطية ، العدل ، المساواة وحقوق الإنسان لجميع المنتمين للخلية الإنسانية ، فهل نحن فاعلون..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات