طبيب لكل عشرة الاف مواطن


جراسا -

20 الف مواطن اردني يراجعون سنويا عيادات الطب النفسي التابعة لوزارة الصحة في ظل التقديرات العالمية التي تشير الى ان نسب المواطنين الذين يعانون من اضطرابات وضغوطات نفسية في العادة تتراوح بين 12 الى 20% من السكان, أي وفق عدد سكان المملكة بين 750 ألفا ومليون وعشرين ألفا.

لجأت إلهام إلى عيادة الطب النفسي بعد أن ازدادت الضغوط عليها وسط أجواء عائلية صعبة أثّرت على عملها, بل وعلى جميع تفاصيل حياتها, الى أن أرشدتها إحدى صديقاتها إلى عيادات الطب النفسي الواقعة قرب دوار المدينة الرياضية.

وتقدم العيادة خدمة العلاج النفسي الشامل بمبادرة من منظمة الصحة العالمية والتي تتولى التمويل وتدريب فريقها الذي شارك في دورة في ايطاليا استمرت ثلاثة أسابيع من أجل اكتساب مزيد من المهارات والخبرات للتعامل مع المرضى النفسيين.

عندما حضرت الهام الى العيادات وجدت فيها فريقا جاهزا للتعامل مع طلبها بالعودة إلى حياتها بصورة طبيعية .. هو فريق متكامل قام على دراسة حالتها فتوصل إلى أنها ليست بحاجة الى أدوية بل الى علاج نفسي نصائح متخصصة من خبراء نفسيين يجعلها قادرة على التعاطي مع ظروف حياتها وما يحيط بها.

والعلاج النفسي هو مرور الشخص بخبرة تعليمية أو انفعالية تجعله يزيد من مهاراته أو يعدل من أساليب الاستجابة لديه, مما يؤدى إلى زيادة التكيف مع المجتمع, والوعي الاستبصاري لديه.

وإلهام واحدة من حوالي 20 الف مواطن اردني يراجعون سنويا عيادات الطب النفسي التابعة لوزارة الصحة في ظل التقديرات العالمية التي تشير الى ان نسب المواطنين الذين يعانون من اضطرابات وضغوطات نفسية في العادة تتراوح بين 12 الى 20% من السكان, أي وفق عدد سكان المملكة بين 750 ألف ومليون وعشرين ألف.

تقول إلهام إنها وبعد المرور بالعلاج الشامل الذي قدمته العيادة عبر فريق متكامل من أطباء وباحثين اجتماعيين ونفسيين وممرضات استطاعت العودة الى حياتها الطبيعية من دون ضغوط.

ما يؤسف له ان عدد الأطباء النفسيين في المملكة يبلغ نحو 70 طبيبا فقط أي ان لكل عشرة الاف مواطن طبيب واحد فقط.

الهام أصبحت اليوم قادرة على أداء عملها بشكل جيد. وتقول: إن ذلك انعكس ايضا على اسرتها, بل إن احدى شقيقاتها بادرت لفدى رؤيتها النتائج لمراجعة ذات العيادة.

وفق طبيب الامراض النفسية عبد الله ابو عدس فان الطب النفسي كان مهملا ومهمشا في الماضي, وكان الطبيب هو المتصرف الوحيد بالمريض إلا أن الأمر اليوم بات مختلفا.

يقول د. ابو عدس خلال لقاء جمع صحافيين مع القائمين على الصحة النفسية في الأردن ومنظمة الصحة العالمية أمس: حاليا يتجاوز الطب النفسي إعطاء الادوية, وينتقل الى المريض وعائلته بل ومحيط عمله.

بل إن دور العيادة يتجاوز كل ذلك إلى توفير فرص عمل للمرضى. ويشير طبيب الامراض النفسية أن العيادة نجحت بالفعل في بعض الحالات.

أما التوجه المستقبلي ففي زيادة حجم التعاون مع المجتمعات المحلية, خاصة مع وجود عيادات أخرى تقدم العلاج المتكامل في ضاحية الهاشمي ومحافظة إربد.

عيادات لا مستشفيات

هذا هو التوجه العالمي لتقديم خدمة العلاج النفسي. يقول مدير المركز الوطني للصحة النفسية الدكتور محمد عصفور: العالم لم يعد يشجع إقامة المستشفيات النفسية بل عيادات يجري من خلالها دمج المرضى في مجتمعاتهم عبر استمرارهم في وظائفهم واحتفاظهم بحقوقهم كاملة.

وتقدم وزارة الصحة خدماتها النفسية عبر 34 عيادة موزعة في المملكة, و450 سريرا فيما تتراوح تكلفة المريض اليومية من 70 - 80 دينارا.

وهذا ما بدأته الجهات الطبية في المملكة. ووفق د. عصفور والطبيبة النفسية انيتا العاملة في منظمة الصحة العالمية فان التوجه في المملكة هو إنشاء وحدات صغيرة في المستشفيات تتسع من 15 الى 20 سريرا للحالات التي تحتاج إلى علاج أطول, إضافة إلى تقديم خدمات الطب النفسي في جميع المراكز الصحية.

وهذا ما يقوله مدير صحة اربد الدكتور احمد الشقران الذي أشار إلى قيام صحة اربد بتدريب عدد من الاطباء والكوادر التمريضية لتقديم خدمات نفسية شاملة للمراجعيين في المراكز الصحية.

وبينما تحرز العلاجات الدوائية تقدما شفائيا بنسبة 70% من الحالات احرزت العلاجات السلوكية تقدما متزامن مع الادوية ارتفع إلى نسبة شفاء بلغت نحو 90%.

ويشترط مدير عيادة اربد نعيم جابر للشفاء الكامل وعدم انتكاسة المريض متابعة حثيثة من الأسرة, وقال: عدم الاستجابة للعلاج والاهمال يتسبب بانتكاسة نحو 40% من الحالات المرضية.

أما الشيخ حمدي مراد فيقول ان الايمان يفتح الطريق أمام المريض ولكنه لا يكفي فلا بد من العلاج السلوكي وتقديم الادوية.

ويوافقه الرأي الاب حنا كلداني الذي يقول ان هذه الامراض تحتاج الى علاج طبي بجانب العلاج  الايماني.

ودعا ممثل منظمة الصحة العالمية الدكتور هاشم الزين وزارة الصحة الى تبني البرنامج المدعوم من قبل المنظمة العالمية والذي ينتهي تمويله نهاية العام المقبل معبرا عن خشيته انهيار المشروع في حال لم تتبناه الحكومة ما يعني ضياع الجهود المبذولة.

وطالب مدير جمعية العون الصحي الدكتور يعرب العجلوني بالشراكة بين القطاعات المختلفة الحكومية والخاصة والتطوعية وايجاد انظمة خاصة للمؤسسات التي تقدم الخدمات النفسية.
(العرب اليوم)



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات