هل فعلاً بشار الأسد حامي الأقليات في سوريا؟!


شاهدت مراراً الفيديو الخاص بزيارة رئيس النظام السوري بشار الأسد لبلدة معلولا بمناسبة عيد الفصح المجيد، في محاولة لفهم الحقيقة وراءها، والرسالة التي أراد الأسد وأجهزة مخابراته إيصالها الى الدول الغربية أولاً والى الداخل السوري ثانياً.

تقرير الزيارة الذي أعده التلفزيون السوري الحكومي جاء مصاحباً لتراتيل دينية يخشع لها المستمع، وكلمات مؤثرة فعلاً تحث على السلام والمحبة، فيما عرض التقرير كذلك صور "القائد" وهو يتجول في دير مار سركيس وباخوس، يتفقد الحطام الذي تسببت به "المجموعات الإرهابية المسلحة" التي استهدفت بحسب التقرير الحجر والبشر.

التقرير التلفزيوني أثار إعجابي من الناحية الفنية، لكنه لم يختلف كثيراً عن المسرحيات الأخرى التي كانت تعد في التلفزيون السوري بإشراف عناصر المخابرات، أثناء المناسبات الرسمية والمتعلقة بزيارة الرئيس السوري الى أماكن وبلدات حررها الجيش السوري من الإرهابيين، إلا أن الاختلاف جاء هذه المرة بسبب الخصوصية التاريخية للمكان والمناسبة الدينية كذلك وما لها من تأثير على معنويات المؤيدين والمعارضين.

بعد مرور ثلاث سنوات على الأحداث الدامية في سوريا أصبح المواطن السوري والعربي يبحث عن الأمن بالدرجة الأولى، غير مكترث بثورات الربيع العربي، التي أخذت منحى أكثر عنفاً ودموية، وأيقظت الفتنة بين فئات المجتمع، وأخلت بالعقد الاجتماعي لبعض الدول، كما جذبت إرهابيين من شتى بقاع الأرض في الحالة السورية.

المتابع للزيارة التي رافقتها كذلك أناشيد وطنية حماسية تثير العاطفة الوطنية والقومية ينسى لوهلة أن من يتكلم في التقرير ويتحدث الى من يسميها قوات الدفاع الوطني هو ذات الشخص الذي أشعل سوريا لتمسكه بالسلطة وهو ذات الشخص الذي يعطي الأوامر لقصف منازل في قرى وبلدات ريف إدلب وحماة، وإلقاء براميل تحمل مواد متفجرة على أحياء سكنية يقطنها سوريون، دون التفريق بين طفل أو إمرأة بحجة الإرهابيين، وكأن وجود إرهابيين في تلك القرى والبلدات يبرر قتل المدنيين!

وهل حبي لمعلولا وتاريخها يسمح لي بالدفاع عن مجرم قتل وشرد الآلآف من أبناء شعبه بحجة وجود مؤامرة كونية على نظامه المقاوم، وهل هناك عاقل وقارىء للتاريخ يصدق تلك الكذبة المعدة في أروقة المخابرات السورية، وهل حبي لطائفتي يبرر قتل الآخرين من أبناء شعبي والدفاع عن نظام مجرم يرتدي عباءة السلام والمحبة الكاذبتين.

وأعتقد جازماً بأن الزيارة حققت مرادها، ومجدداً أرسل نظام البعث السوري رسالة الى العالم أجمع، بأنه الضامن الوحيد لحقوق الأقليات الدينية والعرقية في سوريا، وفي حال أراد العالم إسقاطه فالبديل هو جبهة النصرة وداعش والإرهابيين التكفيريين أو كما وصفهم التقرير بالظلاميين، تماماً كما أرسل سابقاً رسائل مضمونها أنه هو الضامن الوحيد لحدود إسرائيل، والضامن الوحيد لأمن دول الجوار، مكرساً بذلك ما توعد به الشعب السوري في بداية الأحداث، جاعلاً كل من عارضه يترحم على أيامه.



تعليقات القراء

بس يحمي نفسه
بس يحمي نفسه مليح ... كل ذلك مسرحيات لا تسمن ولا تغني من جوع .. إن شاءالله سينتقم منه ومن ازلامه على ما يفعل بشعبه ..
26-04-2014 10:00 AM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات