دكتاتورية الحزب .. وعقلية الحاكم بأمر الله !!


حين يفشل الحوار ، وتغيب الحنكة للوصول الى تسوية لحل مشكلة او أزمة ما تجري داخل مؤسسة " وطنية " او حزبية ، ويصبح " العزل والعقوبة و حتى " التصفية الجسدية " كما جرى سابقا لدى احزاب حكمت بلادها ونالت من رفاقها لخلافات داخلية كان يمكن معالجتها بعيدا عن المحاكمات والعزل والتشويه والاعدام باعتبار أنها ليست خروجا على النهج ولا الدين ولا القيمّ هو الخيار الأوحد في احزاب عريقة او تاريخية ، فأنك احيانا تشكر الله أن مثل هذه الأحزاب لم تصل للحكم ، فطالما أن معالجة الأزمات والحوارات والمبادرات و الافكار التي تعنى او تلتفت الى قضية وطنية مصيرية وهامة لم يكن الحزب يمنحها الأحترام او الاهتمام تتم وفقا لعقلية " الاقصاء والتصفية والفصل والتشويه ، فأن مثل هذه الأحزاب محكوم عليها بالفشل والتدهور " السياسي والاجتماعي وحتى " الاخلاقي "والشعبي ايضا ، فالقرار الذي يشوه ويقصي قيادات وتاريخ ودور بعض اخوته لن يؤدي الى الخروج من الأزمة بقدر ما يضعها في مهب ريح وتداعيات أعظم مما كان " الحاكم بأمر الله " وعصبته داخل التنظيم داخل الحزب يتوقعونها ..

البعض داخل الأحزاب يؤدي خدمة مجانية لاعداء الحزب حين يضع حزبه بسبب " سذاجته " في مهب ريح ازمات وانشقاقات وحتى تراجع شعبية لدى قاعدة او مكون شعبي محدد ، ومن اجل ماذا ! من أجل أن يحقق " الحاكم بامر الله " اهداف شخصية ونرجسية مسقطا اية اعتبارات أخرى قد تذهب بالحزب وتاريخه الى المجهول او الى فوضى يصعب ترتيبها ، وهي خدمة مجانية ، وقد لا تكون مجانية كذلك !!

الأسوأ من كل هذا وصول الناس الى قناعة أن من يرفع شعارات وطنية خالصة داخل هذا الحزب محكوم عليه بالعقوبات المنصوص عليها في محاكم " الحاكم بامر الله " وأن الحوار مرفوض داخل الحزب ، وان قرار الاقصاء والتشويه قرار جاهز ويحتاج الى سيناريو المحاكمات الداخلية ..

ولذلك نقول الشكر لله أن مثل هذه العقلية التي وصلت بطرق ما لقيادة تلك الأحزاب لم تصل الى السلطة كي لا تعالج الخلافات والتوجهات لدى الناس والاحزواب والمعارضة على طريقة داعش بجز رؤوس المخالفين والخارجين على اوامر الحاكم بأمر الله ..



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات