ادهم غرايبة يكتب لـ"جراسا": شرط أساسي !


خاص بجراسا - كتب أدهم غرايبة *  - يبدي الملك عبد الله الثاني حرفية إستثنائية في إدارة ملف العلاقات الخارجية للأردن . طيلة السنوات الملتهبة الماضية إستطاع الملك – لا وزير خارجيته ! - أن يعفي الأردن من الاسواء لكن ليس من السيء , هذا بحد ذاته إنجاز في ظل قدر الاردن الجيوسياسي الذي يحتم عليه تحمل بعض اعباء التهابات المنطقة و مخرجات صراعاتها الدائمة .

إستطاع الاردن أن يحافظ على شعرة معاوية مع الدولة السورية و وازن بين مصلحته الوطنية في العلاقة مع نظام الحكم الرسمي و بين ضغوط عربية و غربية كانت تسعى لدفع الأردن للتورط أكثر في حيثيات " الصراع " السوري لجهة دعم " ثوار " – أغلبهم ليسوا من السوريين أصلا ! – ثم توريطه تلقائيا بإستحقاقات نتائج إستلام السلطة من قبل جماعات يكفر بعضها حتى الصحابة فما بالكم بالمجتمع الاردني المعتدل و المحب للحياة و المتمسك بقيم " الاسلام المسالم " و النافر من نزعة التكفير ! .

و استطاع الأردن أن يتخذ موقفا معقولا بالحدود الدنيا من " العراك الطائفي " في العراق برغم أن مصالحه الوطنية تحتم عليه التعامل بدون تردد مع الحكم القائم لولا انه يجامل جهات عربية اخرى لأسباب مفهومة لكن ليست بالضرورة مقبولة .

مثلما استطاع , مؤخرا , ان يتخذ موقفا متوازنا من الحرد الخليجي دون ان يحسب نفسه لجهة دون الاخرى .

تاريخيا كانت السياسية الخارجية للاردن تدار بهدوء و حكمة و تتخذ من الوفاق العربي هدفا إستراتيجيا و مصلحة وطنية اردنية . و ليس غريبا ان الاردن كان مبادرا دائما للتوسط بين اشقاءه و بين انظمة كانت تعاديه أصلا ! فقد سعى الاردن بدأب في عهد الملك المغفور له الحسين بن طلال الى مصالحة النظامين الحاكمين في سوريا و العراق , " رفاق " الحزب الوحدوي الواحد انذاك .. يا للغرابة !

يستطيع الاردن اليوم بحكم دوافع مصالحه الوطنية امنيا و سياسيا و اقتصاديا ان يؤدي واجبه القومي في التأسيس لمرحلة عربية جديده , واجبه الاقليمي في لعب دور " ودي " بين العرب و ايران تحديدا لما فيه مصلحة الجميع .

كل ذلك ممكن و له بيئته الإيجابيه في ظل دروس يمكن استخلاصها من السنوات الملتهبة التي مرت بها منطقتنا لكن شرط ذلك الاساسي يبقى الوضع الداخلي للاردن الذي يتطلب التفكير الجدي و النوايا الصادقة باتخاذ قرارات جريئة تحصن الدولة الاردنية و تعترف ليس بأخطاء الماضي لا بل بخطاياه التي ارتكبت و منها تبهيت الهوية الوطنية و حملات السطو على مقدرات الدولة الاقتصادية تحت ستار " الخصخصة " التي جردت الدولة من قواعدها الاقتصادية و التي ارتدت بالسوء – تاليا – على دور الدولة تجاه مواطنيها على الصعيدين المادي و المعنوي و اهتزاز صورة الدولة في عيون ابناءها سيما ان العنف الضريبي الذي نتعرض له افقدنا الاحساس بقيم المواطنه و حولنا الى مجرد مكلفين بدفع " الجزية " التي جوهرها ارتداد محاصليها على هيئة خدمات ملموسة و هذا ما لا يحدث كما هو معروف .

لا يمكن للاردن ان يستعيد ثقته بنفسه دون الخضوع لجراحات صعبة لكنها ضرورية ليس لبقائه حيا لا بل لتحصين أستقلاله و استعادة كامل عافيته و حيويته التي نريدها له .

العناوين العريضه لورشة الاصلاح الداخلي تتلخص في تنظيم حوارات وطنية سريعة و في إطار زمني محدد و مختصر من أجل إشراك كل التيارات السياسية الوطنية المخلصة و المؤمنة بالدولة الاردنية في حملة مراجعة للدستور الحالي تتضمن إعادة النظر بكل موادة دون استثناء و من اجل التأسيس لقوانين انتخابية " نيابية و بلدية " جديدة تشجع الناخبين على المشاركة الحقيقية و تعفي غير المؤهلين سياسيا من الفوز و ذلك يجب ان يترافق مع حملة عزل سياسي – بالحدود الدنيا ما لم نقل محاكمات – للطاقم الرسمي الذي ادار الحقبة الماضية و " عربد " في البلد و أهله و اضر بهيكل الدولة الاردنية دون اغفال إنعاش القطاع العام و تأميم كل الثروات المنهوبة . يستطيع الحكم فعل ذلك دون تردد اذا ادرك : اولا , حاجة نظام الحكم نفسه للتجديد في ظل بيئة الربيع العربي و ثانيا , اذا خلَصً النظام نفسه من عقلية تقديم الموالين على الاكفاء سياسيا سيما ان النظام مستقر بشكل عام و لا نوايا مبيتة للإضرار به لدى اي من الاردنيين خصوصا ان هكذا اجراءات ترفع منسوب ثقة الشعب بالحكم و ترسخه اكثر من اي وقت اخر .

إذا لم يكن الأردن محصنا داخليا و قويا بعين ابناءه اولا فلن يكون قويا و منيعا بعين الأخرين !



تعليقات القراء

سوداني مقيم في الادرن
..............
وزير خارجية الاردن أحسن وزير خارجية عربي، والدليل أن الملك زاتو راضي عنه.
أنا مقيم في الاردن، وشايف إنو سياسة الاردن وعمل وزير خارجية الردن ما عليها غبار، يعني سياسة جيده جدا جدا.
17-04-2014 12:25 PM
علي الخريشا
سلمت يمناك ونحن بالفعل بحاجه ماسه لما ذكرته كي نحافظ على وطننا الغالي وتبقى الروح الوطنيه متجدده تلقائيا عند الجميع وبارك الله بجهود سيدنا الغالي الباني الذي يبذل الغالي النفيس من اجل الحفاظ على الوطن والمواطن ومستقبله بمختلف المجالات
17-04-2014 12:41 PM
صديق
كلام احلى من عد الليرات بس هات اللي يفهم و يوخذ فيه .
17-04-2014 01:40 PM
الدكتور نصر البطاينه
عوده مباركه..وين هالغيبه
17-04-2014 01:51 PM
بوركت
صدقت نعم نعترف لك ونؤيدك انه لو تركت الامور بيد جوده لكنا ذهبنا الى اسفل الدول جوده يجيد فقط .... , اما احترام الدول العظمى والعربيه هو بفضل سيد البلاد وحكمة الاجهزه الامنيه واخص بالذكر المخابرات والجيش لهم في كل وقت راي, ورائيهم هو دوما الصائب الكثير من الغير مدركين والغير عارفين ما هي مهمة المخابرات ... ولا يعلم ان تدخلهم هولمصلة الاردن والشعب الاردني الاصيل مع احترامنا لكل الوزراء قد يدخل وزيرا على الحكومة وهذ سهل ولائه وانتمائه ليس للاردن ولا للعرش الهاشمي ولا للشعب الاردني وهو الان صاحب قرار مذا علينا ان فعل .

فقط للعلم هناك بعض الوزرا يتكهرب وتضربه رعشه عندما يسمع بدائرة المخابرات اليس هذا شرف لنا كأردنيين بجهاز قوي مثل هذا الجهاز ؟؟؟؟
17-04-2014 03:30 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات