ان السفارة الاردنية في ليبيا تعتبر جزء لا يتجزأ من الدولة الاردنية وتقع حمايتها على الجانب الليبي المستضيف ومن واجب وزير الخارجية الاردني ان يتابع و يتأكد من سلامة وحسن الاجراءات الامنية المتخذة حيال امن السفارات والهيئات الدبلوماسية وتحديدا في البلدان الملتهبة والتي يعمها نوع من الفوضى ويتوجب على وزير الخارجية ايضا وبالتنسيق مع الاجهزة الامنية ووزارات الخارجية في الدول الاخرى تبادل المعلومات الامنية واصدار التحذيرات للكادر الدبلوماسي وللرعايا الاردنيين في مختلف بقاع العالم وما حدث في ليبيا من اختطاف للسفير الاردني يعد تقصيرا واضحا لمنظومة العمل في وزراة الخارجية ويؤكد على ان الوزارة ليست متفرغة للتواصل مع الجهات التي تعتني بتأمين حماية للسفارة والعاملين فيها فهنالك اجراءات امنية مشددة جدا يجب ان تتم حيال السفارات التي تمر في ظروف فوضوية مختلفة واود ان اسرد هنا كيف كانت تتعامل احدى السفارات في احدى الدول المستقرة حيث كان السفير لا يتنقل بسيارة تحمل علم تلك الدولة او اشارة "دبلوماسي" بل كان يتنقل بواسطة سيارات تحمل لوحات خصوصي ويتم تغيير تلك السيارات كلما اقتضت الحاجة ناهيك عن تأمين السفير بالحماية الشخصية المباشرة وهذه الاجراءات الصحيحة تتخذ من قبل وزارات الخارجية التي تعتني وتهتم بسفاراتها وبمواطنيها وبالكادر الدبلوماسي لان اختطاف اي دبلوماسي واللجوء الى مبدأ المقايضة سيعرض سمعة البلد الامنية للاهتزاز فالفشل في تامين حماية للسفارة وللكادر الدبلوماسي يعد امتداد لفشل امني غير ممتحن في مواقع اخرى خصوصا اذا ما كان هنالك محطة امنية ومحطة عسكرية داخل السفارة من هنا فان الحاجة باتت ملحة اكثر من اي وقت مضى لاعادة النظر في الاجراءات المتخذة من قبل وزارة الخارجية وفي الاشخاص الامنيين والسياسيين القائمين على متابعة السفارات وامنها بحيث يكونوا جاهزين مستقبلا لاتخاذ الاجراءات التي تكفل سلامة المواطن الاردني عندما يرتفع مؤشر الخطر حتى لو اضطرت الوزارة لاغلاق السفارة واعادة الكادر لان ذلك الاغلاق سيكون بالتاكيد افضل من تعريض امن السفارة والدبلوماسيين للخطر وعليه فاننا نتمنى على الحكومة ان تتحقق وبشكل سريع وتقف على الاسباب التي ادت الى وقوع عملية الاختطاف والانتباه لعدم تكرار ذلك في اي موقع من مواقع الجسم الدبلوماسي الاردني وان يعتني وزير الخارجية بالهيئات الدبلوماسية وبالرعايا الاردنيين ويتابع شؤونهم وان لا يسمح بتعريض حياة اي منهم للخطر واعتقد ان هذا الواجب هو اساس عمل وزارة الخارجية !!
سائلا العلي القدير ان يحمي سفاراتنا ويعيد سفيرنا المختطف الى وطنه بامن وسلام انه نعم المولى ونعم النصير
بسام روبين