السابع ليس الأول


يبدو أن قصة الأردنيين مع ' الدواوير' غريبة عجيبة وتعود هذه القصة في جزء منها لزمن بداية الربيع العربي في الساحة الأردنية ، وكانت البداية في دوار الداخلية وإنطلاق حركة 24 اذار منه وتم تسييج الدوار في اماكن الجلوس وبحجة أن الدوار ليس للجلوس بل لمرور المركبات من حوله ، وبعد ذلك جاء دور الدوار الرابع وتم إعتقاله من قبل الحكومة الأردنية لأنه سبب لها صداعا مزمنا من كثرة الاعتصامات التي تمت عليه من قبل المواطنين .

واليوم جاء دور الدوار السابع وبدون مقدمات تم إغتيال التمثال الذي قبع عليه منذ عام 2001 وتحت أسم عمان عاصمة الثقافة العربية ، وهنا هذه مناسبة كي يتعرف أهل عمان على معنى وهدف وجود هذا التمثال وإن كانت بمناسبة حزينة بعد أن شاهد سكان عمان الجرافات وهي تعيث خرابا في التمثال وكأنها تتعامل مع حاوية زبالة نتيجة الثقافة التي يمتلكها من أمر بإزالة التمثال .

والجزء الأخر في العودة لعمان التاريخ هناك الكثير من القصص عن ' الدواوير ' التي تم إنهاء تاريخها من قبل رجال جلسوا على كرسي ' خيانتها ' ، ولمن لايذكر كان هناك دوار ' مكسيم ' الذي تحول إلى اشارة ضوئية وتقلص حجمه واصبح مكب للنفايات ، وهناك دوار فراس العجلوني الذي تقطعت مفاصله وتحول لإشارة ضوئية ومع ذلك ما زال أهل عمان يقولون ' دوار فراس ' ، وهناك الكثير من ' دواوير ' عمان التي في طريقها كي تتحول إلى إشارات ضوئية من باب إثبات الفشل الكبير في هندسة شوارع المدينة وعدم التزام الناس بأولويات العبور الى الدوار والخروج منه.

ويبدو أن جملة ' على الدوار ' سوف تختفي من ثقافة أهل عمان وتنتهي قصة ' دواويرها ' الثمانية التي كنا نصفها لكل زائر يدخل بلدنا ، وكما أختفت قصة الساحة الهاشمية والتي قطعت اشجارها ودمرت وتحولت لمجرد حجارة صماء ومجموعة لمبات إضاءة نصفها معطل وفي النهاية اصبحت ساحة للعب كرة القدم أو للرقص في ليالي الصيف العمانية ، والسؤال ماذا تبقى في جعبة ' إمناء ' عمان من أوراق للمزيد من خيانة تاريخ هذه المدينة التي تحولت بيوم وليلة إلى أم الدبابير وليس الدواوير ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات