الهتافات المسيئة للوحدة الوطنية تحتاج إلى ردع أمني وإداري لا هوادة فيه وحكام المباريات بحاجة لتطبيق


جراسا -

مباراة الفيصلي والوحدات تتحول إلى مناسبة لإثارة النزعات

أثارت الإساءات التي ترددت من مقاعد الجمهور في لقاء الفيصلي والوحدات يوم الجمعة في ملعب الامير محمد بالزرقاء ضمن بطولة الدرع الكروية، استياءً شعبياً واسعاً، لما وُصف بأنه إساءة لا يمكن الصمت إزاءها تجاه الوحدة الوطنية. ودعا كثيرون القوى الأمنية والأجهزة الإدارية الرياضية إلى ردع مثل هذه الظواهر التي تمس أقدس المقدسات، كما قالوا.

 واعتبر متابعون لوقائع المباراة التي بثت على الهواء مباشرة أن ما جرى لا يمكن وصفه إلا بـ"المسخرة" التي كان بطلها "نفر من الجمهور وبعض الاداريين المأزومين، الذين يجدون في الملاعب مكانا مناسبا لبث سمومهم وأحقادهم، والاساءة لكل ما هو طاهر بدءا من الوحدة الوطنية وانتهاء بأعراض الناس التي تنتهك بعبارات مقززة لا يمكن ان يطلقها انسان سوي".

وأعرب كثيرون عن خشيتهم من أن تبقى ملاعب الكرة والرياضة "أرضا خصبة" لنفر من "الخارجين على القانون"، يتعاملون معها كوسيلة لتحقيق غايات غير مشروعة بلا حسيب أو رقيب. وتساءل هؤلاء: لماذا يصر البعض على الهتاف المسيء للآخرين،

وما علاقة الاردن وفلسطين بما تحققه الفرق من نتائج على أرض الملعب؟!. وذكّر المراقبون الرياضيون بأنه من البديهي أن يكون ثمة فائز أو خاسر في أية مباراة، وشاءت الاقدار ان يخرج الفريقان بتعادل سلبي في مباراة لم ترتق كثيرا الى المستوى الفني المطلوب، لكن "نزق" نفر من الجمهور، على حد تعبيرهم، جعلها وكأنها مباراة مصيرية لا مجال فيها لأن يبقى الخاسر على قيد الحياة!.

منافسة غير شريفة

وكان من اللافت في المباراة أن لاعبي كلا الفريقين كانوا الاكثر انضباطا وتميزا في التعامل مع مجريات المباراة وارتقت سلوكياتهم الى الحد الذي يفرض على الجماهير وبعض الاداريين الاقتداء، "ولكن هيهات، فزجاجات المياه الفارغة تطايرت من قبل بعض جماهير الفيصلي الى جانب مقذوفات نارية شاهدها كل من تابع المباراة سواء كان في الملعب أو عبر شاشة التلفزيون"، كما قال أكثر من شخص ومراقب.

وهذه التصرفات منبوذة من جماهير الفيصلي الحقيقية والنادي برئ منها. وتساءل العديدون عن السبب الذي أغضب هذا النفر من الجمهور، وقالوا "هل غضبوا لأن الحكم ناصر درويش من وجهة نظرهم أغفل احتساب ركلة جزاء".

 وأضافوا "ولو افترضنا الحال كذلك، هل يبرر ذلك ما جرى خلال وبعد المباراة، والذي أساء الى سمعة الكرة الاردنية"؟.

الحكم يتحمل المسؤولية

 ويتحمل حكام المباريات جزءا كبيرا من المسؤولية في كثير من المباريات وآخرها "المباراة سيئة الذكر" كما وصفها الكثيرون، فالتعليمات تشير الى انه في حال اطلاق الهتافات الجماعية المؤذية والمسيئة والهتافات العنصرية بصورة مستمرة ضد الفريق الخصم أو الحكام أو الاتحاد وممثليه أو أي من أركان اللعبة، يقوم الحكم بإيقاف اللعب ويطلب من رجال الامن العام أو الدرك التدخل لإخراج المسيئين من المدرجات.


لكن الحكم ناصر درويش الذي سبق وأن أوقف لقاء الرمثا وشباب الاردن بسبب هتافات جماهير الرمثا ضده في لقاء الدرع يوم الثلاثاء الماضي، بعد ان شتمته جماهير الرمثا احتجاجا على قراراته التحكيمية في تلك المباراة، لم يوقف مباراة الفيصلي والوحدات، رغم أن مسلسل الهتافات المؤذية والعنصرية لم يتوقف، وحدث الايقاف في الدقائق الثلاث الاخيرة عندما قام نفر من جمهور الفيصلي برشق زجاجات المياه الفارغة وأشياء أخرى على أرض الملعب، ليقوم إداريا الفيصلي تامر العدوان وهيثم الشبول بمحاولات تهدئة للجمهور، فيما كانت مشاجرة اندلعت في المنصة بين اداريين من الناديين!.

 ما الحل؟

هل الحل لمشكلة الفيصلي والوحدات في شطب الناديين مثلا؟.. مثل هذا طرح أكثر من مرة، ولكنه غير صحيح ولا يحل المشكلة... هل الحل في اقامة مباريات الفريقين معا من دون جمهور؟.. حدث ذلك ولكن الشغب حدث في المباراة التي جرت بين الفريقين قبل عامين في نفس الملعب، فما الحل؟.

الحل، وفق كثير من المراقبين، يكمن في تطبيق القانون على الجمهور بعدالة مطلقة، فمن يسيء من الجمهور مهما كان انتماؤه النادوي يجب ان يحاسب على فعله، وترك الامور بشكلها الحالي يفاقم المشكلة ويمنح تلك الفئة المسيئة من الجمهور مزيدا من الفرص لتكرار أفعالها.

ويشدد مراقبون على أن رجال الدرك في مقدورهم حل المشكلة بتضافر بقية الجهود معهم. ولأنهم السلطة التنفيذية التي تملك أدوات قانونية للتعامل مع مثيري الشغب، فإن مسؤولية رجال الدرك مضاعفة، فالالعاب النارية، كما لاحظ الجمهور، دخلت الى الملعب رغم اجراءات التفتيش التي يقول الدرك إنه ينفذها على كافة الجماهير بذات الدرجة من العدالة.

 قرارات متوقعة

في ضوء ما حصل، فإن اتحاد الكرة تسلم تقريرا من مراقب المباراة سالم محمود وحكم المباراة ناصر درويش بشأن ما جرى من أحداث مؤسفة لا سيما تلك الهتافات المذمومة. ويتوقع ان يقوم بتغريم الفيصلي مبلغ 1000 دينار نصفها بسبب الهتافات والنصف الآخر بسبب المقذوفات على أرض الملعب، وكذلك توجيه انذار اول له ما لم ير مجلس ادارة الاتحاد غير ذلك.

وكانت أحداث المباراة مدار نقاش بين عدد من رؤساء الاندية الممتازة امس، الذين تحدث بعضهم بصراحة قائلا إن عدم حل المشكلة يعني استمرارها، وبالتالي فإن عدم إقامة دوري المحترفين ربما يكون حلا أشبه بـ"الكي" بدلا من العلاجات الطبية الاخرى، طالما أن الشتم يتم بهذه الصورة من دون ردع أو حساب.

 العلاقة بين الأندية

 وأعرب نادويون ومراقبون عن أسفهم لتغليب نفر من الجمهور الفوز على العلاقة التي يفترض ان تربط الاندية بعضها ببعض، فالاندية تتشاور وتتناقش وربما تختلف في وجهات نظرها، لكنها تعود الى الالتقاء بسرعة، مدركة بأن المنافسة الشريفة تسمو أولا وأخيرا، وبأن ما يجمع الاندية أكثر مما يفرقها.

 يجلس طارق خوري وبكر العدوان متجاورين يناقشان هموم نادييهما والكرة الاردنية ويتصافحان ويبتسمان، ويجري لاعبو الفريقين لعناق بعضهم الآخر، فهل يحتاج الجمهور الى رسالة أكثر بلاغة من ذلك ليلتزم بالروح الرياضية في تشجيعه؟.
 



تعليقات القراء

ابو صقر
الحل ..مباريات الفريقين بدون جمهور ...حتى تعود ترجع فلسطين لاهلها..
19-07-2009 09:23 AM
بنت وقحه
الحل: الغاء الناديين .......
19-07-2009 09:01 PM
مقهورة عالوطن
الحل انه الي قاعد عتراب الاردن يحترم حاله وما يرفع علم غير علم الاردن الغالي والي مو عاجبه ينفزر والاردن اولا والفيصلي الزعيم
29-07-2009 02:28 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات