الحصان الإسرائيلي .


في تعليق لوزير الخارجية الأمريكي على ما أصاب المفاوضات الاسرائلية الفلسطينية من جمود وتعنت من قبل الطرفين قال " ان الحكومة الأمريكية تستطيع أن تحضر الحصان إلى الماء ولكنها لاتستيطع أن تجبره على الشرب منه " ، وهنا يطرح السؤال البسيط أي الطرفين هو الحصان الذي سيجبر على الشرب وايهم الذي لن يشرب ؟ ، وأيهم الذي سيأتي للماء عطشان وسوف يغب فيه دون وعي أو إدراك لحقيقة أن الحصان الأخر شرب ماءا لحد التخمة وغير مجبر لأن يجبره أحدهم على الشرب من الماء ؟
وما يثير هنا هو قدرة الطرف الأمريكي التحليلية للموقف عامة ومن خلال جملة لاتحتاج أن يقول فيها فلاسفة التحليل السياسي من العرب لساعات طويلة على شاشات الفضائيات كمن يخض الماء على أمل أن يعيطه زبدة ، وفي جميع التقارير الصحفية والمقابلات الاذاعية أو التلفزيونية يؤكد الحصان الإسرائيلي أنه لايخالف أية تعليمات فيما يتعلق بالمفاوضات أو ما يطلق عليه التصرف الإحادي الجانب ، وأنه فيما يخص المستوطنات فهو يقوم فقط بتوسعة القديم منها وأن علاقته مع السلطة تقوم على أساس شروط إتفاقية أوسلو كاملة والدليل أن أحد وزراء الحكومة الإسرائيلية قال أن دولة إٍسرائيل بحاجة فقط لدقيقتين كي تقوم بإعتقال الرئيس أبو مازن .
والجانب الأخر " الحصان " الفلسطيني ما يزال يركض في جميع الاتجاهات كمحاولة من للقول للطرف الأمريكي أنه ليس بحاجة لماءه مع أنه يعلم علم اليقين أن جميع جولاته لن تروي عطشه وعليه أن ينهيها أمام بركة الماء التي في البيت الأبيض وعندها سوف يجبر على شربه لأنه ركض في الاتجاه الخاطىء لفترة طويلة ، بخلاف الحصان الإسرائيلي الذي يعلم أن بركة الماء تلك لم توضع له أصلا بل وضعت للحصان الفلسطيني .
وتؤكد حقيقة ما يجري أن تعليق وزير الخارجية الأمريكي قصد بها الجانب الإسرائيلي ولم يقصد بها الجانب الفلسطيني ، وذلك لأن شرط شرب الحصان الاسرائيلي من تلك البركة يتطلب مخالفة الكثير من رغبات الشعب الأمريكي وخصوصا قضية الجاسوس الاسرائيلي بولارد الذي وضعته إسرائيل كشرط رئيسي لبدء بالمفاوضات من جديد ، وفي جانب أخر يعلم الجانب الأمريكي أن الحصان الإسرائيلي يعرف طبيعة الأرض الأمريكية ويمكنه أن يركض بها كيفما يشاء ومتى يشاء دون خوف أو وجل بعكس الحصان الفسلطيني الذي إلى الأن يبحث له عن إسطبل ينهي فيه جولة ركضه العشوائية ، وأن أسطبله الذي في غرب نهر الأردن هو أسطبل إسرائيلي وعليه أن يدفع ثمن عودته اليه كلما فكر بالخروج منه وممارسة ركضه العشوائي .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات