للكبار فقط : ليلى وألذئب !


ليلى فتاة جميلة تعاني من ضائقة مالية اساسها ارتفاع الاسعار اللامبرر , كانت في الماضي البسيط تحلم ببيت يقيها من حرارة الصيف وبرد الشتاء القارص , فكانت احلامها محدودة لامطامع لديها بملايين او الارتباط باحد المليونيرية حولها , في المقابل امها تلك العجوز التي من لحظة زواجها وهي تتذمر من تهميش وسائل الاعلام لحقوقها كربة بيت هي طبعا لم تطالب حكومتها بتطبيق ما ينطبق على ربات البيوت بفنلندا او سويسرا فهي حتى لاتعلم باسماء تلك الدول من قبل , ابوها ايضا قضى عمره عاملا بسيطا لم يستطع نوفير اي مبلغا تستفيد منه ليلى وامها بعد وفاته, يقال كما حدثتنا ليلى بما سمعته عن امها العجوز ان والدها كان تارة معارضا لسياسة الحكومات المتعاقبة وتارة اخرى موالي لحكومات اخرى فمات ولم يكسب رضى تلك الحكومات لكثرة المنافقين الذين سدوا واغلقوا علية طرق الاستفادة بجميع صورها نعم مات ولم يعلم اي اتجاه كان الافضل , على العموم ترك ليلى وامها تعانيان ويلات الحكومات المتعاقبة , بالطبع كانت امها دوما تحدث ليلى عن قصة والدها تارة وتارة اخرى عن ذئب كان متمترس بالغابة التي تقع بها مغارتهم الصغيرة , وفي يوم من الايام قررت ليلى ان تزور جدتها ام امها بالطبع وليست ام ابيها لان الثانية ماتت قهرا على ظروف ابنها التعيسة التي حملتها له الحكومات المتعاقبة , فأستأذنت امها لتلك الزيارة فوافقت امها وكانت حزينة جدا لانها لم تستطع ان ترسل اي مؤونة لامها (جدة ليلى) وذلك لان ما تملكه من مال لايغطى شراء جلون من الكاز الذي كان كلما اقبل الشتاء تحدث مناحة ببيتها لشدة العوز والحاجة , الا انها وافقت لليلى بالزيارة وودعتها على مدخل المغارة , انطلقت ليلى بمشوارها نحو جدتها وفجأة اثناء سيرها سمعت صوت عواءا اشبه بالعويل فتوجهت لذلك الصوت عندها دهشت ليلى لما رأته كان الذئب يموت جوعا ويتوسل طالبا من ليلى المساعدة , طبعا كانت ليلى لاتحمل اي شيء يسد رمق ذلك الذئب فاحتارت بما يمكن من تقديمه لمساعدة ذلك الحيوان , عندها قررت ليلى تغيير اتجاهها املا برؤية احد المسؤولين علله يسارع بتقديم خدمة ومعونة عاجلة او طارئة لانقاذ ذلك الذئب ان امكن , اخيرا وصلت ليلى لاحد المراكز الصحية واخذت تصرخ وتستنجد لعل طبيبا يسدي لها خدمة ولكنها وللاسف اخبروها بأن الاطباء قد غادروا مبكر كالعادة حزنت ليلى كثيرا خوفا من ان لاتتدارك انقاذ الذئب فقررت التوجة لمكان اخر فكان مركزللخدمة الاجتماعية فدخلت مسرعة طالبة مساعدة فورية , فاخبروها ان القوانين لاتسمح بخدمة الحيوانات التي لاتحمل رقما وطنيا , حزنت كثيرا لما رأته من سوء معاملة وعدم اكتراث لهذا قررت التوجه للحكومة طالبة المساعده و فوجئت ليلى بأن المساعدات قد توقفت لحين اتمام التعديل الوزاري , عندها حملت بيديها بعض الماء لتروي عطش ذلك الحيوان فما ان وصلت عنده الا انه كان قد فارق الحياة , عندها قررت وهي بحزن شديد ان تواصل الطريق لجدتها , فاخذت تركض تارة وتارة تمشي وذلك لان المطر كان شديدا جدا فابتلت ملابسها وتعبت كثيرا حتى وصلت ويا ليتها لم تصل , فقد وجدت جدتها على وشك الموت وكانت غارقة بمياه المطر التى فاضت بها المجاري حول بيتها ويبدوا انها كانت لاتملك مدفأة فعانت من البرودة الشديدة حيث لم تكن تملك ثمن الديزل او قليلا من الكاز ولم تأكل لفترة طويلة , عندها جلست ليلى تبكي تارة وتارة تفكر بالانتحار , كانت ليلى بكل حزن تتأمل جدتها وتسالها الاسئلة التالية: لماذا ياجدتي عيونك صارت صغيرة ؟! فقالت الجدة لاحاجة للعيون الكبيرة فأنا بهاتين العينين لا ارى الحقيقة التي تمر بها البلاد فالتهميش دوما هو السائد على جميع القضايا هنا ,ثم سالتها ليلى ولماذا ياجدتي اصبحت اقدامك نحيلة ؟! فاجابتها الجدة ان الوضع الاقتصادي متدهور باستمرار وما نوعدنا به كل حكومة مجرد سراب وخيال ,ثم سالت ليلى جدتها : ولماذا ياجدتي فمك دائما مغلقة ولاتفتحيها ؟! فاجابت جدتها لاحاجة عندي للكلام فقد تعلمت من ابيك ان صوتي وصوت الفقراء مثلي غير مسموع اما صوت الفاسدين فهو دائما موجود بصفحات الصحافة وبالمنابر موجود , فقالت لها ليلى ولماذا لم تشتكي ياجدتي للحكومات المتعاقبة عن وضعك السيء ؟! فاجابت جدتها : حاولت يابنيتي مرارا وتكرارا لكن ذاك كان بلا فائدة فصوت الحق دوما يبعثر ويدفن اما صوت النفاق والفساد فهو الغالب المسموع ....... عندها توفيت الجدة وعادت ليلى لامها تجر ورائها ذيول الحزن والغضب وكلها دموع ......والسلام



تعليقات القراء

اخي الكاتب
قصتك تعبر عن مأساة الناس وحزنهم وتنقلنا الى قصةليلى والذئب المعاصرة وان الناس لاتتعاون مع بعضها كما في قصة ليلى الاسطورية حيث تعاون الناس معها وقتلواالذئب ولكن ما زال في الدنيا اخيار ولكنهم للاسف قلة كمااني استغرب ما المقصود بشفقة ليلى على الذئب الذي لا يستحق الشفقة الا اذا كان المقصود براءة الطفولة اماان بعض الاطباء لا يفومون بواجبهم فهذاصحيح ولكنه حال المعظم سواء اطباء ام غيرهم
01-04-2014 05:20 PM

أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات