جنون البشر .. ؟


- هذه قصة يرويها فاقد الدهشة وهو في حالة من غير ، وهذه الحالة في حد ذاتها تعبر عن اللاأدري وغير المُدرك ، إذا لا داعي للبحث في مضامينها ، وليس مهما إن لم يصدقها أحد ، لكن لا ضير من رحلة سياحة إلى العوالم الماورائية ، لإستكشاف أنواع جديدة من الكائنات الحية المحصنة ضد فايروسات الجنون ، التي تجتاح الكائنات الحية والتي تعيش في كوكب الأرض ، وقد سبق لنا أن شهدنا آثارها حين أصابت الدواجن ، الطيور ، السمك ، الخنازير ، البقر وها هي اليوم تضرب البشر ، الذين ينتحرون بأيدي بعضهم ، فكل حالات الموت وكل الدماء التي تسيل على نحو غير طبيعي هي بأيد بشرية ، وبسبب حالة الجنون التي أصابت البشر ، الذين يتماثلون مع أقرانهم من الخنازير والبقر ، وهذا يحقق المساواة بين الكائنات الحية...!

- كاد فاقد الدهشة أن يخرج عن طوره ، حين تنطح الحشري وسأل الصديق اللدود عن أصل ومنبت هذا الفايروس اللعين ، الذي أطاح ويطيح بالكائنات الحية ، وكيف وصل الأمر أن إنحطت كرامة الإنسان إلى هذا الحد ، بحيث يتحامل على ذاته حتى يُصبح وحشا كاسرا ، جارحا يتغذى على لحم ودم أبناء جلدته من البشر...؟

- تنحنح فاقد الدهشة ، تململ وعدل جلسته ثم قال باللهجة العُراقية،،،فرد إستكانة شاي ، جيكارة روثمان ، أها أها...!!! ، وبعد أن رشف الشاي ومج من جيكارة الروثمان ، تدثر بعباءَة الواعظ وقال : إن لله في خلقه شؤون وشجون وأشياء أخرى ، والمهم الآن هي تلك الأشياء الأخرى ، حيث أنه لحكمة ربانية لا نعترض عليها ، خلق الله سبحانه في عرشه فايروسات فتاكة بهيئة بشرية ، وهي الكتلة البشرية التي لا يتعدى تعدادها خمسة عشر مليون نسمة ، موزعة على أرجاء الأرض وتُدعى اليهودية العالمية ، وهي المُتخصصة بتدمير الكائنات الحية جميعها ، وحتى الشجر والحجر لا ينجوان من إيذائها ، ووصل الأمر في هذه اليهودية العالمية ، أن إبتدعت إلاها خاصا بها ، وهو المعروف بيهوه الذي بإسمه وضعت دساتير وقوانين ، منها التلمود بأبعاده الطوطمية ، وهذا التلمود الذي ينص على أبشع صور الكراهية ، التمييز العنصري والداعي صراحة للخلاص من بقية الجنس البشري ، حين يقول هذا التلمود إن جميع البشر مجرد جويم ، أي يجب أن يكونوا خدما وعبيدا لليهود ، "والمقصود هنا هم أتباع يهوه ، الذين لا يمتون بصلة لليهود الذين هادوا بملة موسى عليه السلام"، وتفرَّع عن التلمود ما تُسمى بروتوكولات حكماء صهيون ومرتكزاته ثلاثية الأبعاد ، وهذه المرتكزات هي النتاج العملي للنظرية الميكافلية ، "الغاية تُبرر الوسيلة" وبهذا تأسست تلك الثلاثية ، "شايلوك المال ، أستر الجنس وراحوب الجاسوسية" ، وهي الأدوات التي يستعملها يهود لتعهير وتدمير البشرية ، وتحقيق هدف السيطرة على جميع الكائنات الحية والتلاعب بها .

- ما أن أنهى فاقد الدهشة حديثه ، حتى سارع الأعرج بالسؤال عن القوى الدولية التي ترعى وتدعم اليهودية العالمية ، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والإتحاد الأوروبي، وهي التي تتشدق بالحرية ، الديموقراطية وحقوق الإنسان ، فيما تتغاضى عن فايروس الشر اليهودي ، الذي يُركِّز ضرباته على فلسطين ، العرب ، المسلمين وبقية دول ما يُعرف بالعالم الثالث ، ويزيد الأعرج متسائلا عن سر التحالف غير المقدس بين الدول الكبرى وبين اليهودية العالمية ، وإن كان كل ما نشهده من مناكفات بين الغرب من جهة وروسيا ، الصين وإيران من جهة ثانية هو مجرد مسرحية لتفتيت وتدمير العالم العربي والإسلامي ، وأن ما نلحظه الآن هي حرب صلبية بإمتياز بأسلحة متنوعة ، وأهمها تعميق العداء بين الدول العربية ، بين الشعوب وأنظمة الحكم ، بين القوى السياسية والأحزاب ، ويتساءل الأعرج إن كان كل هذا ضمن خطة ما قيل عنه الفوضى الخلاقة ، التي بشرت بها وزيرة خارجية الصهيوأمريكي كونداليزا رايز.!

- وزير خارجية الصهيوأمريكي إتفق مع وزير خارجية روسيا تجاه أوكرانيا والقرم ، وأعلن الصهيوأمريكي أنه لن يزود الثوار السوريين بصواريخ فاعلة ، والأهم أن أمريكا ، روسيا ، أوروبا والصين وغيرهم قد يختلفون على أشياء كثيرة ، إلا على دعم اليهود الذين يحتلون فلسطين ، حيث يتساءل الحشري ، ماذا يعني هذا.؟

- بسرعة البرق دخل الأعرج على الخط وقال : دعك يا حشري من فاقد الدهشة ووجه السؤال لحُكام العرب والمسلمين ، وبلمح البصر رد فاقد الدهشة قائلا : أنت تقصد الجرب والمستسلمين...!!! ، فعاد الأعرج إلى السؤال الصعب ، وماذا بعد.؟

- كان كل ذلك الحديث وفاقد الدهشة يعاقر الشاي ويحرق سجائر الروثمان ، ومن ثم جال في وجوه الحاضرين ، تململ ، تنحنح ومج من السيجارة وقال : زرت ليلة أمس في منامي جحا ، وإذ به في هيئة حاكم عربي إسلامي ، وحين سألته عن سبب تنكره بهذا الزي...!!! ، إستشاط جحا غضبا ، شخر ونخر وصرخ في وجهي وقال : لو لم تكن صديقي لأمرت بقطع عنقكك ، ألم تعلم أني المثال الحي لكل حاكم عربي وإسلامي ، كما أنني الناطق بإسمهم والموكل بحل قضاياهم وأهمها قضية فلسطين ؟ .

- بلسان ألغث مشكوك في عروبته ، قال الحاضرون وردد الغائبون لم نفهم شيئا ، ففقع فاقد الدهشة ضحكة مجلجلة كادت تذهب به إلى غيبوبة ، وما أن أفاق وإذ به يقول : تذكرت النكتة...!!! ، حيث ذات مرة قيل لجحا .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات