كرامة المرأة .. اﻷم


رأيت أن أختار عنوانا لهذه الكلمات والسطور تحت تأثير المناسبات الوطنية التي مررنا بها في هذا الشهر ، فقد كان هناك يوم للمرأة وكان أيضا يوم للأم وتزامن يوم الكرامة مع عيد اﻷم ، ما يعني أن الأم وهي امرأة قد أنجبت أبطاﻻ لم يدعوا البطولة بل قاموا بأعمال شهد بها العدو قبل الصديق بأنها أعمال أبطال ، السؤال: متى يسمى البطل بطلا ؟ لقد اعتدنا من العدو المكائد والتخطيط ﻹيقاع اﻷذى بنا سواء كان هذا اﻷذى ماديا أو معنويا أو كليهما معا فماذا فعل اﻷبطال ؟! لقد أبطلوا أفعال العدو الذي كان يهدف إلى كسر شوكتنا النفسية من خلال دحر قواتنا المسلحة ، فإذا بأبطالنا و الذين ولدتهم أمهاتهم أحرارا يرفضون الخضوع لنوايا العدو وأعمالهم وهم يعرفون أن الثمن غال جدا حتى أن كثيرين بل جميعهم كان يعرف أن حياته قد تكون الثمن وهكذا كان رفض اﻷبطال لنوايا العدو وأفعاله واستشهد من استشهد ليسمى شهيدا وبقي من بقي على قيد الحياة ليبقى شاهدا يروي ما رآه بأم عينيه كيف انهزم العدو وكبف أن بعض دباباته في ذلك اليوم المجيد قد نقلت إلى عمان ” أمام المدرج الروماني ” ليراها وعبر وسائل اﻹعلام أيضا القاصي والداني ” رواية شاهد عيان” فمن أين جاء هؤﻻء اﻷبطال بهذه البطولة؟ كنت أظن أن هناك صعوبة في معرفة مصدر هذه البطوﻻت فإذا بي وبسرعة البرق استلهم أن مصدر هذه البطوﻻت هن اﻷمهات اللواتي حملن وأنجبن وأرضعن وأنشأن هؤﻻء الأبطال على مبدأين ﻻ ثالث لهما اﻷول : اﻹيمان بالله والثاني : حب الوطن والدفاع عنه حتى لو كان الثمن حياة كل منهم وكان الدليل على ذلك أن من كتب لهم الحياة وبقوا شاهدين على ما جرى في ذلك اليوم المجيد يذكرون أن من استشهد قد آذى العدو قبل أن يستشهد أي أنه لم يقدم حياته بثمن رخيص ولم يكن فارا من المعركة ، بل كان مطاردا للعدو وملاحقا له ،

بل مقاتلا فيها ليعطب تارة دباباته ويدمر غيرها تدميرا تاما ومن ثم يستمر في الملاحقة لصفوف العدو التي تبعثرت أمام هذه البطوﻻت وكان ذلك على لسان من شهدوا تلك الموقعة ووصفوها بتفاصيل دقيقة ، حتى أن بعضهم ذكر وعبر وسائل اﻹعلام كم عدد القتلى من العدو كان على يد الشهيد فلان لنسمع منهم أن بعض هؤﻻء اﻷبطال قد قفز على إحدى دبابات العدو وفجر من فيها ، بعض هؤﻻء اﻷبطال نجا وآخرون استشهدوا ، ﻻ بعمليات انتحارية بل ميدانية تحتمل النجاة أو اﻻستشهاد .

هذا بفضل اﻷم اﻷردنية بعد الله والتي قامت بهذا الجهد في التربية الوطنية وأضيف إلى تلك المرأة بعض النساء ممن استشهد أزواجهن تاركين وراءهم أما وأطفاﻻ وقد عزفن عن الزواج للتفرغ لرعاية أبناء الشهداء وأذكر وللحقيقة والتاريخ أن الجيش العربي قد أولى هؤﻻء اﻷطفال ممن فقدوا آباءهم الشهداء العناية والرعاية ، هذا ما وددت أن أقوله عن اﻷم التي احتفلنا في هذا الشهر بعيدها وذلك اليوم الذي نحقق فيه النصر على قلة المعدات الميدانية على العدو الذي توهم أنه سيحقق انتصارا على الجيش العربي الباسل .

أما المرأة على عموميات ظروفها التي مررنا أيضا بيوم أسميناه بيوم المرأة فأقول عن هذه المرأة بأنها الزوجة واﻷم واﻷخت والجدة واﻻبنة التي نشأت في هذا الوطن وتحملت المسؤوليات بعضها شاق جدا ، وﻻ أقول واقفة إلى جانب الرجل بل أقول معه حماية للوطن في كافة الظروف واﻷحوال ، فبعض النساء يمكن أن تسميتهن بالصابرات على قسوة الزمن وأخريات مبدعات في خدمة الوطن فمنهن الطبيبة والمهندسة وأستاذة جامعة وفي كثير من قطاعات الخدمة العامة .

هذا هو الشهر الذي تميز باﻻحتفال بثلاث مناسبات ، إذا كانت اﻷولى يوم المرأة فالثانية هي اﻷم أما الثالثة فهي نتاج اﻷولى والثانية فاﻷبطال هم نتاج تلك التربية الوطنية والتي كان منها إضافة تفاصيل تلك المعركة إلى مناهج الكليات العسكرية العربية ليتعلموا أن السلاح مهم ولكن اﻹيمان بالله والتضحية في سبيل اﻷوطان هو اﻷهم فكان ما كان من ثمن باهظ دفعه الشهداء ليفقدوا حياتهم ويبقى الوطن ……..عاش الوطن … عاش الوطن



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات