" ليش بزعلوا .. ؟"


يقال أن الف باء العلاقة بين الاعلام والسياسة أن الاعلام بحاجة للسياسة ممثلة بالدولة كي يتمكن من العمل ضمن مجموعة من القوانين والنضم ، وفي نفس الوقت السياسة بحاجة للإعلام كمراقب لها ومصصح لأداءها في حالة إنحرفت عن مسارها التاريخي والمتمثل في خدمة الشعب الذي يصعب عليها كسياسة أن تصل لكل اركان وزوايا حياته .
والقصص التي برز بها دولر الاعلام كمراقب على مستوى الوطن كثيرة وأدت نتائجها بأن قامت السياسة إصلاح اداءها في فترات كثيرة ، وهي فترات كان بها الاعلام يمتلك ناصية نفسه والسياسي يعلم أن عين الاعلام عليه ، وجاءت فترة الانفتاح الاعلامي الخاص في الأردن اتعيد التوازن لهذه العلاقة بعد فترة طويلة من سيطرة السياسة على الاعلام من خلال احتكارها لوسائله وترك بعض هذه الوسائل للعب في مساحات محددة ومرسومة لها مسبقا وبهدف ابراز انها سياسة ديموقراطية وتحترم حرية الرأي والتعبير .
وفي الوقت الحالي أصبح الاعلام الأخر أو ما يطلق عيله بالاعلام الجديد " الإنترنت " وبما لديه من إمكانات تقنية وفنية وحدود مفتوحة ولايمكن السيطرة عليه من قبل السايسة يقدم الصورة الأخرى من المجتمع ، وهي صورة إختفت من امام السياسي نتيجة لبقاءه بعيدا عن المجتمع وإكتفاءه بإستلام تقارير يومية من مسؤوليه الذين هم ايضا بعيدين عن المجتمع ، ولعب المواطن بما يملك من تكنولوجيا بسيطة قادر على نشر الخبر المخفي عبر تلك الوسائل الجديدة بل تمكن هذا المواطن من كسر احتكار مهنة الصحفي التي وضعت داخل أطر نقابية يتم ترويضها سياسيا من قبل الساسة بغية إبقاء المصالح المشتركو قائمة والمتمثلة في الحفاظ على وجود هذا السياسي وفي نفس الوقت الحفاظ على وجود الصحفي الموالي والمسيس والذي يقوم بتجيير قلمه لمن يقدم له أكثر منفعة سواء مالية أو أدبية من هؤلاء الساسة .
وسبب الكتابة في هذا الموضوع هو حديث جانبي تم بيني وبين احد هؤلاء الصحفيين المقربين من مسؤول في منطقة خدماتيه وإصراره على أن هذا المسؤول يقوم بواجبه على أكمل وجه وأن الاعلام لاينصفه ويركز على الجانب الأخر من اداءه وهو الجانب السيء ، وكانت نهاية النقاش السفسطائي أن هذا الصحفي قال أن هذا السمؤول " زعلان " مني لأنني لم التقي به نهائيا ولم اتقبل دعوته لشرب الشاي أو القهوة وأنني " عنيد " أن قلت له وبكل هدوء إذا كان هذا الرجل السياسي يعمل بما تتطلب منه وظيفته التي سعى بكل قوة مالية ونفوذ مناطقي وسياسي للوصول اليها " ليش بزعل مني " لأنني عندها سوف اقول كلمة حق فيه ودون مقابل ؟ .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

تنويه :
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة جراسا الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة جراسا الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط ولا تعبر عن رأي الموقع والقائمين عليه.

- يمكنك تسجيل اسمك المستعار الخاص بك لإستخدامه في تعليقاتك داخل الموقع
الاسم :
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق :
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :

إقرأ أيضاً

رياضة وشباب

محليات